الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th December,2005 العدد : 133

الأثنين 10 ,ذو القعدة 1426

حضور الفكرة في شعر (الصيخان) و(المقالح)
* الثقافية -عبدالحفيظ الشمري:
لحظة أن يهبط الشعر.. ذاك المخلوق الناري في تضاعيف قريحة تتوق لنظم الكلمات، حيث يصبح الشعر فلاة تهيم فيها مخلوقات الشعر قديمة وحديثة.. ليظل هاجس القصيدة هو المسيطر على الشاعر منذ لحظات هطول البوح في فكرة محفزة.
إلا شاعراً مثل عبدالله الصيخان يدرك دائماً منذ (هواجس في طقس الوطن) وما تلاها أنه آت للشعر وهو يحمل أعباء الفكرة العظيمة.. تلك التي لا تتوارد كلما أراد الشاعر، أو تنقاد كلما أراد له المجيء.. ليظل الشاعر (الصيخان) مؤسساً قصائده على مفهوم الفكرة المستفيضة، وبانياً مجد مقولاته على لغة فذة لا تقبل الاجتزاء..
من هنا ندرك أن الشاعر أصبح في مأزق التجلي الذي لا يهادن أو يراوغ عادة.. بل نراه وقد أصبح صريحاً حتى وإن ألمح.. بليغاً وإن أوجز لتتم في جل قصائده فاعلية القصيدة المتكاملة.
فكلما أصبح الشعر وجدانياً اتضحت فكرة الشاعر وبانت مقاصده لأن المجتمع ينساق وينجذب نحو مقولات الشعر الذي تحمل معانيه مفاهيم واضحة، ورؤى واقعية على نحو ما نراه لدى الشاعر الصيخان في قصيدة، (فضة) و(فاطمة) لدى الشاعر الصيخان، وقصائد تدخل في الوجدان ولا تخرج منه.
في وقت يأتي الشعر في حضور الفكرة لدى الشاعر عبدالعزيز مقالح محملاً على مفاصل (الواقعية) تلك التي تفصح عن الفكرة كاملة غير منقوصة، لنرى الشعر وقد أسس عالمة على فهم مسبق يستوجب بناء التلقي المباشر دون تحميل النص دلالات أخرى.
المقالح في قصائد ديوانه الجديد (أبجدية) الروح لا يبتعد كثيراً عن طروحات مثالنا السابق الشاعر عبدالله الصيخان، حيث تتقاطع تجربة الشاعرين في نقطة الوجدانيات لتجعل من القصائد لديهما مذهبا نحو الواقعية حيث تتحد الشعرية الخالصة مع الفكرة الواضحة لتجسد مهابة البوح..
الملمح المهم في تجربة الشاعر المقالح تتمثل في كونه شاعراً يعيش أوج العلاقة المهادنة مع المجتمع الذي أخذ يتصالح معه من خلال هذا الديوان حينما صور الأمر بأنه عودة إلى مناجاة الخالق بعد أن أعيته صور المجادلة ومحاولات فهم الآخر الذي يحسبه دائماً على تيار الحداثة الذي يجدر بالقارئ أن يمحص في مقدماته قصائده، وخلفيات أفكاره على نحو ما ترومه صور التلقي المستريبة للنص منذ انطلاق تجربة الحداثة الشعرية.
فالواقعية حتى وإن كانت حديثة الطرح، أو متحولة الرؤية تظل هي الأقرب إلى الذائقة، وهي الأوفر حظاً في التلقي الإيجابي..
مما سبق يمكن لنا القول: إن الشاعرين عبدالله الصيخان، وعبدالعزيز المقالح يدركان أهمية الفكرة الواقعية من أجل أن تحقق القصيدة حضورها في الذائقة التي تتوق دائماً إلى تقصي حقيقة الخطاب الإنساني في مثل هذه الطروحات.
كما تؤكد هذه الرؤية الاستنطاقية لمعاني الشعرية قدرة الفكرة على إنجاح مشروع القصيدة؛ لأن حضور الشعر وحده لا يكفي ما لم تكن الفكرة محفزة، ومؤثرة في تفاصيل الخطاب الشعري لدى الشاعر في أي زمان ومكان.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved