إقليم عسير.. وتعريف الجنوب
سعيد الدحية الزهراني
|
العادات والتقاليد والأعراف.. في إقليم عسير (دراسة وثائقية موازنة) - عبدالرحمن بن عبدالله بن عائض آل حامد..
هذا هو الكتاب الحائز على جائزة أبها في مجال البحوث لعام 1425هـ، وهو عمل يستحق أن يدقق وأن يتابع جيداً.. إذ إنه تناول الجنوب بأسره حتى وإن بدا العنوان عسيري السحنة والهوية أيضاً.. إلا أنه جنوبي المحتوى، مثلما أنه جنوبي المرجعية.. وهذا فما يبدو لي.. القشة التي قصمت ظهر البعير..!!
على أي حال.. سأعرض فيما يلي ما تناوله الباحث الأستاذ آل حامد.. في كتابة (العادات والتقاليد والأعراف في إقليم عسير) من ناحية صحفية إخبارية بحتة وهذا ما يهمنا.
فالباحث يتناول في كتابه العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية على أنها جزء مهم من ثقافة أي شعب، وهذه الدراسة التي تناول فيها الباحث العادات والتقاليد والأعراف في إقليم عسير تتيح التعرف على جوانب مهمة من شخصية الفرد والمجموعة في إقليم عسير.. حيث شملت هذه الدراسة جنوب المملكة العربية السعودية (مناطق عسير، جازان، الباحة، ونجران، والقنفذة) ولأنها تتطرق إلى فترة أبعد من تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية.. اطلع الباحث على هذه المنطقة (إقليم عسير) وهو أمر درج عليه الكثير من الباحثين كما ذكر الباحث.
وحاول في هذه الدراسة التطرق لهذه الموضوعات بشكل شامل، آخذاً في الاعتبار التغيرات التي حصلت على العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية في إقليم عسير في مختلف الفترات الماضية، حيث حاول الباحث تناول دراسته للعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، مستخدماً منهج الموازنة فيما هو معمول به لدى القبائل الكبيرة.
كما خصص الباحث باباً كاملاً عن تأثير العادات والتقاليد والأعراف في الحياة الاقتصادية عن طريق دراسة العادات والتقاليد والأعراف التي تحكم التجارة والأسواق الأسبوعية.
وقد حرص الباحث في هذه الدراسة على مراعاة المعايير الأكاديمية، حيث كان القارئ العادي هو الهدف الرئيس لها، ولذلك كان الحرص على أن تكون هذه الدراسة معبرة عن روح الحياة الماضية ومن هذا المنطلق ضمت الدراسة الكثير من رموز الحياة المحلية الماضية مثل اللهجات المحلية، والمصطلحات المحلية، والأمثال الشعبية، والشعر الشعبي، والحكايات الشعبية، والأساطير الشعبية والمقتنيات الشعبية وغيرها.
وقد قسم الباحث هذه الدراسة إلى خمسة أبواب، جاء الباب الأول حول البناء الاجتماعي في إقليم عسير، وقد تناولها الباحث من خلال ثلاثة فصول، الأول حول قبائل إقليم عسير، وقبائل إقليم الباحة وقبائل إقليم جازان، أما الفصل الثاني فتحدث من خلالها عن بناء المجتمع القبلي في إقليم عسير وكذلك البناء الاجتماعي عند العرب، وفي إقليم عسير وقبيلة عسير الأم (النسب) و(الاسم) الذي اختلف فيه النسابة، فمنهم من قال إنهم عدنانيون ومنهم من قال إنهم قحطانيون، كما قال الباحث في هذه الدراسة.
وجاء الفصل الثالث ليتطرق الباحث فيه إلى البناء المعماري التقليدي في إقليم عسير وأنماط الطراز المعماري وتنظيم القرى في إقليم عسير.
الباب الثاني جاء عن العادات والتقاليد في إقليم عسير، والتي ذكر فيها الباحث أنها مستمدة من العادات والتقاليد العربية الصميمة، أما الباب الثاني فجاء في أربعة فصول.. الفصل الأول تحدث الباحث فيه عن إكرام الضيف وعادة الكرم عند العرب والجدل الفلسفي حول الكرم العربي، وحقوق وواجبات الضيف في إقليم عسير، وتساءل الباحث في نهاية هذا الفصل: عما بقي من عادات وتقاليد الكرم في إقليم عسير؟ التي ما زال السكان في إقليم عسير يحتفظون بها..!
وفي الفصل الثاني تناول الباحث عادات وتقاليد الختان والزواج وتربية الأبناء في إقليم عسير والتطورات التي حدثت لعادات وتقاليد الختان في إقليم عسير.
أما الفصل الثالث فتطرق فيه الباحث إلى العادات والتقاليد المتعلقة ببعض الشعائر الدينية كعادات وتقاليد دفن الميت والعزاء وإبراء ذمة الميت والوقف والوصايا، مشيراً إلى عادات وتقاليد شهر رمضان في إقليم عسير وعادات وتقاليد الأعياد.
وأخيراً الفصل الرابع حيث تناول فيه الباحث عادات التعاون والتكافل الاجتماعي في إقليم عسير، وكذلك الغنم والغرم وتجهيز الغزاة ورعاية عوائلهم والاجتماع الدوري للأقارب وعادات وتكافل وتعاون مستحدثة في إقليم عسير.
ويأتي الباب الثالث وقد تطرق الباحث فيه إلى الأعراف الاجتماعية في إقليم عسير والمرتكزات العامة للأعراف القبلية وعن أعراف الجوار لدى العرب وفي إقليم عسير وأعراف وعادات السفر والحج وتأمين الطرق وأعراف الحرب والأخلاق القبلية.
أما الباب الرابع فتحدث الباحث من خلاله عن عادات وتقاليد وأعراف التجارة والأسواق في إقليم عسير والتأثيرات الاجتماعية والسياسة للأسواق الأسبوعية وشروط إقامة الأسواق.
وأخيراً الباب الخامس وقد جاء حول تطور العلاقة بين المجتمع في إقليم عسير والسلطة السياسية وتأثيرها في العادات والتقاليد والأعراف.
وكذلك حول تطور العلاقة بين المجتمع في إقليم عسير، والسلطة السياسية في عهد المملكة العربية السعودية.
وبعد.. فهذه قراءة إخبارية وددت أن تكون منطلقاً لأعمال أخرى ستشاهدونها في أماكن مختلفة.. وعلى أية حال فهذا الكتاب مهما كانت الاتجاهات يعد جهداً وإنجازاً يُحترم ويُعتبر، مع العلم أنه مثلما يملؤنا قرباً إلى الماضي وحنيناً إلى عبقه.. فإنه يفتح أمامنا أبواباً من الاستفهامات حول محاور لا يمكن تجاوزها دون التوقف أمامها وتأملها بعين الموضوعية.. ورقي العقلانية..!
هذا الكتاب كاد أن يكون المغني فيما لو تبرأ من آثام الاختزال..!!
التاريخ.. أمانة!
aldihaya2004@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
