الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th December,2005 العدد : 133

الأثنين 10 ,ذو القعدة 1426

سنضرب صفحاً عن الأدب الإسلامي يا دكتور «1»
أحمد بن سليمان اللهيب
القسم الأول:
ينبثق هذا الكتاب من اهتمام المؤلف بمصطلح (الأدب الإسلامي)، ساعياً بواسطته إلى تأصيل هذا المصطلح في النقد العربي القديم، وينطلق من خلال موضوع (وظيفة الأدب)؛ ليرصد نصوصاً من النقد القديم تقدم تصوراً عن (الاتجاه الإسلامي والخلقي)، والمؤلف منذ البدء يقرر أن وظيفة الأدب لم تبرح مسلكين أساسيين تندرج تحتهما آراء متعددة هما:
1- أن الأدب له وظيفة يسعى إلى تحقيقها، وهو بذلك يلتقي مع الدين والتربية وعلم الأخلاق، ص 9
2- أن الأدب غاية في ذاته خلواً من أي وظيفة سوى المتعة والجمال والتسلية وتطهير النفس ص 10
ومن ثم يعرض الدكتور وليد قصاب لفئتين من نقاد العرب المحدثين آثرت المسلك الثاني، وعرض لأقوال بعضهم. وهذان الصنفان هما:
أولاً: نقاد عمموا الحكم على النقد العربي القديم بأنه نقد جمالي عُني بالشكل الفني وحده، ولكنه لم يعكس الموقف الخلقي أو الديني للشعر أو الشاعر.
ثانياً: نقاد لم ينكروا الاتجاه الديني أو الخلقي في النقد العربي القديم، ولكنهم ربطوه بطائفة من رجال الدين والأخلاق والحكام، ونفوا أن يكون موجوداً عند نقده الأدب الخالص، ثم يعقب على هذه الأحكام بأنها «الأحكام الخطيرة المغلوطة» ص 12. وأنها خرجت من خلال الاستقراء الناقص للنقد العربي القديم، كما أنها صدرت في مواقف خاصة من دون أن تعبر عن مذهب فكري معين يتبنّى اتجاه المصادمة أو المنابذة مع الدين أو الأخلاق، ص 14
وعلى الرغم من ذلك فالمؤلف يعرض لتجليات الاتجاه الفني الذي يتخذ من الفن معياراً خالصاً دون النظر إلى البعد الديني أو الأخلاقي، وهذه التجليات هي:
1- التجاوز عن الزلات الدينية والخلقية لأن طبيعة الشعر الغلو والإفراط أصلاً؛ بناء على القول المشهور: أعذب الشعر أكذبه.
2- أن الشعر يضعف إذا اتصل بالعقيدة والدين، فالشعر (نكد لا يجود إلا في الشر).
3- أن الأخلاق والدين ليسا معياراً من معايير النقد.
4- التفريق بين جودة الشعر فنياً وقبوله فكرياً أو تبني ما يقوله، ص 15
لماذا هذا الكتاب؟
أما الهدف من هذا الكتاب فهو تفنيد زعم انفصال الأدب عن الدين أو الأخلاق في النقد العربي القديم، ص 14، كما يسعى إلى ترسيخ أقدام الاتجاه الإسلامي والخلقي في النقد الأدبي وإبرازه، ص 17؛ لأسباب:
1-محاولة غير قليل من الدارسين تغييب هذا الاتجاه أو تضعيفه أو زعم غير وجوده أصلاً.
2- أصالة هذا الاتجاه في تراثنا النقدي، وأهميته في دراساتنا المعاصرة.
3- أصالة هذا الاتجاه في النقد عامة؛ لأنه مصدر قوة للأدب؛ ليكون ذا أبعاد إنسانية واجتماعية وخلقية، والأديب مثل غيره يحتاج للنصح والتذكير.
4-أنّ النصوص المجموعة هي بذرة من بذور التنظير للنقد الإسلامي.
5-تصحيح بعض المفاهيم الأدبية والنقدية الشائعة ص17، ص18. وهو يخلص إلى أنّ هذا الاتجاه النقدي هو الأقوى والأوضح وهو الأغلب والأظهر، ولم يكن مقصوراً على طائفة من النقاد دون غيرها، وهو اتجاه عُرف منذ العصر الجاهلي، ص 20
فصول الكتاب وأقسامه
قسم المؤلف كتابه إلى خمسة فصول، ولكل فصل أقسام تندرج تحته، هي:
1- ملامح النقد الخلقي في العصر الجاهلي. وقد جعله المؤلف ثلاثة أقسام هي:
- نصوص تحدثت عن مكانة الشاعر في العصر الجاهلي.
- نصوص تحدثت عن تأخر منزلة الشاعر منذ أواخر العصر الجاهلي.
- نصوص تحدثت عن مواقف خلقية للشعراء أنفسهم في تصورهم للشعرووظيفته، وكرامة الشاعر...
2- النقد الإسلامي في عصر صدر الإسلام، وجعله المؤلف في ثلاثة أقسام هي:
- موقف القرآن الكريم من الشعر والشعراء، ومن الكلمة وأنواعها.
- موقف الرسول - عليه الصلاة والسلام - من الشعر والشعراء.
- مواقف الخلفاء الراشدين وبعض الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء في هذا العصر.
3- النقد الإسلامي بعد عصر صدر الإسلام عند غير المتخصصين. وفيه جمع المؤلف نصوصاً للفئات التالية:
- للخلفاء والولاة والقوّاد الأمويين والعباسيين وغيرهم.
- للعلماء والفقهاء والمتذوقين.
- للشعراء.
4- النقد الإسلامي والخلقي بعد عصر صدر الإسلام: نقد المتخصصين. وضمت نصوص هذا الفصل:
- آراء نظرية في موضوع العلاقة بين الشعر والدين، أو الشعر والأخلاق.
- آراء في وظيفة الشعر.
- آراء في قضية الصدق والكذب.
- آراء في سلوك الشاعر، وتوجهه الفكري، وأثر ذلك في الحكم عليه.
5- النقد الإسلامي والخلقي بعد عصر صدر الإسلام: نقد المتخصصين التطبيقي، وضم فيه نصوصاً تتكلم عن:
- استحسان النقاد لنماذج الشعر الموافق للدين والأخلاق.
- استقباح النقاد لنماذج الشعر الخارج على الدين والأخلاق.
- تحرّج بعض النقاد.
- بسبب التوجه الإسلامي والأخلاقي.
- من رواية شعر المجون والسفه أو تغييرهم لروايته، هذا العرض الموجز لمقدمة الكتاب، يبين للقارئ الجهد الذي بذله المؤلف في جمع هذه النصوص النثرية المتنوعة المشارب والمختلفة المصادر، وتصنيفها في الفصول الآنفة الذكر، ويكفي أنه وضع بين أيدي الدارسين مادة خصبة للقراءة النقدية والتحليل...


يتبع
النقد العربي القديم: نصوص في الاتجاه الإسلامي والخلقي/ د. وليد قصاب
allhaeb@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved