الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th December,2005 العدد : 133

الأثنين 10 ,ذو القعدة 1426

أدباء ونقاد في حوار حول:
إبداع الشباب.. ومأزق.. (بيضة الديك)..!!
* تحقيق - علي محسن المجرشي:
نشر في إحدى الأعداد السابقة للمجلة الثقافية تقرير للزميل الأستاذ سعيد الدحية الزهراني بعنوان (إبداع الشباب.. ومآزق.. بيضة الديك) والذي يتحدث عن رواية الروائية الشابة رجاء الصانع (بنات الرياض التي سببت ضجة في الأوساط المحلية ورواية الروائي الشاب محمد حسن علوان (سقف الكفاية) هذا التقرير آثار عددا من الآراء والمداخلات والتعقيبات التي تطالعون فيما يلي جزءا منها:
القمة
د. سلطان القحطاني.. شاركنا قائلا:
بدايةً ما كُتب في الثقافية تحت عنوان (إبداع الشباب.. ومآزق بيضة الديك) صحيح جدا وأوافقه تماما.. ما كتب يدور حول الحكمة التي تقول (ليست المشكلة في الوصول إلى القمة.. ولكن كيف تستطيع أن تتربع عليها).
من هنا نجد أن العمل الأول عندما يأتي ناجحا بشكل مختلف ومثير لا يخرج عن أن يكون إما ليس لكاتبه..!! وإما أنه بيضة الديك فعلا..؟!
لأنه خالف بوصوله المباشر إلى القمة قاعدة النشوء التي مفادها ارتحل في البناء والتكوين.. فمن جاء إلى القمة مباشرة فهو حتما سيهوي إلى القاع لأنه بلا أساس يتكئ عليه في مشواره وبنائه..!
وعادة ما يكون الخوف قرين من يأتون بالنجاحات الأولى، هكذا دون أن يكون هذا النجاح مبررا بعكس من يأتي ضعيفا ومجربا ومحاولا وبالتالي تحصل لديه القدرة والتمكن والدراية الحقيقية بأصول الكتابة وآفاقها.
في الحقيقة كنت أول من قال إن محمد علوان قد أحرق نفسه ب(سقف الكفاية) وها هو قد أصدر (صوفيا) لكنها لم تكن شيئا مقارنة بسقف الكفاية..؟! في الواقع محمد علوان ليس الأول في هذا الشكل من الأداء فحامد دمنهوري جاء عمله الأول ناجحا بشكل كبير لكن عمله الثاني فشكَّل فشلا ذريعا.. وغيرهم الكثير.. بل إن هناك روائيين توقفوا عن الكتابة بعد أن جاءت أعمالهم الأولى ناجحة جدا.. خوفا من الفشل..! من هنا أقول إن الخوف ليس على من يبدأ ضعيفا ولكن على من يأتي ناجحا.. بشكل يثير الأسئلة أكثر مما يجيب عليها؟
وإن ما كتب عن محمد علوان في سقف الكفاية أكبر منه وما طرحه الروائي في روايته أكبر منه..
وكما ذكرت رجاء في (الثقافية).. محمد علوان لا يمثل جيل الشباب.. فهناك شباب بدأوا بداية طبيعية وها هم يتألقون باتزان جميل.. إن ما أضر بمحمد حسن علوان هم من كتبوا عنه بمبالغة، أما الأستاذة رجاء الصانع فلم أقرأ روايتها بعد لكني أتمنى أن لا يكتب عنها ما قد يضر بها، وبالتالي يؤدي إلى إحراقها ومع العلم أن العمل الأول لأي مبدع ما هو إلا سيرة ذاتية كما هو معروف في كتب النقد.
الخصوصية
أما صديق المشهد الثقافي المحلي.. الناقد الدكتور حسين المناصرة.. فقد تناول هذه القضية من منظور تفاؤلي قائلا: هناك مستقبل روائي مزدهر.. خصوصا أن المجتمع المدني ملئ بكثير من التفاصيل التي تهيئ لخلق أجواء إبداعية وفيرة ومثيرة.. مع ملاحظة أن هناك ملامح في الروايات الصادرة مؤخرا تشير إلى الاقتراب مما يسمى ب(خصوصية العلاقة) من حيث الطرح والتناول.
أما الروائي محمد علوان فبالطبع جاءت روايته الثانية (صوفيا) عادية وغير مثيرة مقارنة بسقف الكفاية.. وهذا ما كنت أخافه وهو أن تكون سقف الكفاية بيضة الديك فعلا..!
حقيقة من تأتي أعمالهم الأولى ناجحة حد الإثارة لا يستطيعون السيطرة على ذلك النوع أو تلك الطريقة من الأداء وبالتالي يسقطون بشكل محزن..!
رجاء الصانع في (بنات الرياض) في الواقع لم أقرأها لكني قرأت عنها وفيما يبدو لي أنها مثيرة لأنها كما أسلفت اقتربت من (خصوصية العلاقة) ويبدو لي هنا أنه تروي تجربة ذاتية أو سيرة شخصية أو قل (رواية سيرية) فعادة الأعمال الأولى لمبدعيها هي سيرة ذاتية لهم.
ويبقى تخوفي من نجاح المبدع في عمله الأول قائما..؟!!
الإفلاس
الأديب الروائي إبراهيم الناصر الحميدان.. شاركنا مؤكدا على أن الروائية الشابة رجاء الصانع جاءت بنوع من التجديد في الطرح والأسلوب.. مشيرا إلى رأي د. غازي القصيبي على غلاف الرواية الأخيرة حيث قال إنه رأي قارئ عادي جدا ولا يعتد به لأنه ليس ناقدا.. حتى روائيا لا أعتقد أنه كذلك لأنه كتب سيرة ذاتية فقط لا تعتبر عملا إبداعيا كما هو معروف..؟!
رجاء الصانع في روايتها الأولى (بنات الرياض) أثارت الكثير وأتمنى أن تأتي أعمالها القادمة بحجم هذا العمل وهي صرحت في أكثر من مطبوعة حول هذا مؤكدة على أنها ستحافظ على أدائها وتألقها.. لكني أشك في هذا؛ فمحمد حسن علوان جاء ب(سقف الكفاية) عمله الأول ولم يستطع المحافظة على كل ما أثاره في عمله الثاني (صوفيا) وهو لا يعد إلا واحد في هذا النوع من الطرح فهناك أسماء عربية كثيرة غابت عن الأنظار بعد العمل الأول لأنها قدمت كل ما لديها في عملها الأول، وبالتالي أفلست ولم يعد لديها ما تقوله في الأعمال التالية وبالتالي تلاشت..؟!!
على أي حال أتمنى لمشهدنا الروائي الازدهار وأن أستبشر خيرا بكل مبدعينا الشباب وأستبشر في الروائي الشاب محمد حسن علوان والروائية الشابة رجاء الصانع.. وأتمنى لهما مستقبلا زاهرا.
التعجُّل
الناقد د. حسن بن حجاب الحازمي.. المتخصص في (البطل في الرواية السعودية).. فقد جاءت مشاركته مركزة على الرواية بوصفها مشروعا يجب أن يدرك المبدع أبعاده ودلالاته أولا ليتمكن بعد ذلك من التألق باقتدار..
يقول الحازمي: بداية العمل الروائي مشروع يجب أن ندرك أنه ليس عمل يوم أو أيام هو نتاج تجارب هو في المحصلة النهائية مشروع عملاق لا يستهان به إطلاقا..!
فيما يتعلق ب(إبداع الشباب ومأزق بيضة الديك) ففي تصوري أنه من الطبيعي أن الروائي أيا كان عندما يكتب عمله الأول فإنه يحشد كل طاقاته اللغوية والفنية والكتابية والفكرية والعاطفية وكل ما إلى ذلك لكي ينتج عملا روائيا ناجحا يثير ويلفت الانتباه ويستقطب القراء.. لكن تأتي الإشكالية عندما يتعجل الروائي ويقدم عمله الثاني قبل أن يكتمل وينضج بشكل حقيقي.. دافعه في ذلك التواصل مع المشهد وعدم غيابه عن الساحة الإبداعية وعن القارئ.. دون أن يدرك أن عدم التأني والتعجل لن يحسب في صالحه بقدر ما هو يسير بالأمور في الاتجاه المعاكس بالنسبة له.. وهذا ما يقع فيه كثيرون من كتابنا الذين يتعجلون التجربة لمجرد البقاء في إطار المشهد الثقافي بغض النظر عن إتقان التجربة.
بطبيعة الحال هذا لا يلغي أن الكاتب الموهوب والمبدع الحقيقي سينتج أعماله وكتاباته بنجاح وتميز واضحين وهناك أسماء عربية مهمة تأتي كمشهد حقيقي حول هذا التصور أحلام مستغانمي أحدهم وغيرها كثير.
إذن المشكلة تنحصر في المبدع نفسه.. يبدو لي أن المبدع الحقيقي هو من يعي تماما دلالات العمل الروائي كمشروع وبالتالي يأتي نتاجه متزنا مدروسا وكتب بتأن وإدراك.
رواية (بنات الرياض) للروائية الشابة رجاء الصانع عمل رائع وجميل لكن أتمنى ألا تقذف بأعمالها القادمة هكذا جزافا لمجرد التواصل مع القارئ أو عدم الغياب عن المشهد.. أتمنى أن تطرح أعمالها القادمة بعد أن تستوفي كل ما تستحقه فنيا وذهنيا وكتابيا وما إلى ذلك.
وأتمنى أن لا تحرق أوراقها بكثرة الحديث عن تجربتها ومشاريعها القادمة من خلال وسائل الإعلام.. وأضيف إن حديث محمد حسن علوان عن تجربته ومشاريعه كثيرا ربما أثر على تجربته الثانية بشكل كبير..!
الذائقة
الأستاذ عبدالله فراس شاركنا بانتقاده للصحافة في المبالغة في الدعاية أثناء عرض وتقييم بعض الأعمال لأنها كما قال تؤثر على ذائقة الجمهور حيث قال: لا شك أن الرواية أصبحت تحتل موقعا متقدما بين الأجناس الأدبية الأخرى.. فالرواية تتيح للكاتب مساحة كبيرة لعرض أفكاره وتسليط الضوء على التفاصيل والتقاط الأشياء الدقيقة ومن خلال باب الرواية ولج الساحة الأدبية كتَّاب شباب للتعبير عما حولهم وعرض عوالمهم الداخلية وتلك العوالم المحيطة بهم.. ومن الملاحظ في تجارب بعض الشباب الروائية هنا الجرأة في ملامسة الموضوعات الأكثر خصوصية والتي تعمد بعض المجتمعات عادة التحفظ عليها وأثناء الحديث عن تلك المحاولات تجدر الإشارة إلى افتقاد آلية المعالجة وعدم تحكم الراوي بأدواته الفنية الأمر الذي يكشف ثغرات واضحة في البنية السردية أو ما يسمى بالتكنيك الروائي وهنا يتضح الضعف في عرض الموضوعات وتماسك النص.
واللافت للنظر إسراف الصحافة في عرض بعض هذه الأعمال عقب صدورها وتجسيمها والنفخ فيها حتى أن المتابع يظن أن الدعاية لروايات أخرى غير التي قرأها.. وهذا في الحقيقة تسطيح للأدب وإضرار به وبالكتاب أنفسهم وهذا ينطبق تماما على رواية بنات الرياض التي تعد مشروع رواية بحاجة إلى تعديل وحذف كما حدث تماما في الطبعة الثانية من رواية سقف الكفاية للروائي الشاب محمد علوان والذي أضرت به كثرة الدعاية ليستعجل في إصدار صوفيا الذي كان واضحا أنها أعادته خطوات إلى الخلف.. لذلك يجب على الصحافة إعادة النظر في الدعاية أثناء عرض وتقييم بعض الأعمال لأن ذلك يؤثر أيضا على ذائقة الجمهور كما يساهم في اتجاه بعض الكتابات الجديدة كضمان للنجاح.
وفي ظل حضور النصوص الروائية وتقديم الصحافة لها بصورة مبالغ فيها يغيب عن المشهد عنصر مهم وفاعل هم النقاد وبذلك تخسر هذه الأعمال التقييم الصحيح والموضوعي والذي بدوره يساهم في رفع مستوى عطاء المبدع والارتقاء به.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved