الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th December,2005 العدد : 133

الأثنين 10 ,ذو القعدة 1426

نص
مُحاق الأمومة
نادية البوشي
أصحو الصباح..
فأخلع قلبي..
وألبس شيئاً غريباً..
غير الذي كان أما..
في ليلة البارحة.
أودع زغب الحواصل قسراً..
وأتركهم..
يستعيرون أما..
لنصف حياتهم الغضة الناعمة.
أقبلهم عجلى..
وأركض..
مسلوبة الذهن.. لاهثة..
أمتطي..
صهوة حلم.. سرااااب...
قد يجيء.. وقد.. لا يجيء.
وقد أستطيب المحاق..
فتذوي زهور الأمومة..
تحت وطأة أحلامي الغائمة.
وإذ تعدل الشمس ميزانها..
تململ قلبي..
وذاب اصطباري..
وحثني الشوق..
نحو صغاري..
فهذا أوان (دوام) أمومتي النائمة.
أفيء إلى العش..
يكتمل البدر..
تزهو مشاعري الذابلة
ينتعش القلب..
يسمو اللقاء..
مشتعلاً أسئلة.
فهذا (الوجيه)
أميري الصغير الغضوب..
يباغتني..
بوابل أسئلة مؤلمة.
وهذا الحبيب الحنون (عمر)..
يحاول طبع وسام احترام..
على رأس (ماما)..
و(ماما).. مرهقة.. واهنة..
(ماما).. يرهقها الانحناء..
حتى للقبل / الأوسمة..
وتجذبني عادتي الفيلسوفة..
تسبقها ضحكة ماكرة..
تسائلني..
عن حكايا الصباح الجميل..
التي قد وعدت..
عن السندريلا والساحرة..
فإني لوعدي لها أن يتم..
وكيف الفكاك من الغادة الآسرة؟؟!
غلالة ود تلف المكان..
لتأسرني لثغة حلوة سكرة..
بالكاد أسمعها هامسة..
(ماما.. حنان!!!)
سيدة القلب ذي اللؤلؤة..
لؤلؤة تسكن القلب..
ترعى دمي..
تستبيح الجنان.
ويستلم القلب ذاك ال(محمد)
محمد.. محمد.. محمد.. محمد..
له بين أضلاع (ماما) أرجوحة حانية
فماذا يريد (محمد)؟؟؟
محمد ترنيمة حرة القافية..
ثائرة.. هادئة.. ضاحكة.. باكية..
يكركر.. يثرثر.. في كل حدب
وصوب..
وفاتحة البدء دمعات شاكية..
وأمواج أسئلة عاتية..
لماذا.. لماذا..
ويصلبني بين ألف لماذا..
يريد إجابة كل لماذا..
فمن ذا يجيب سؤالاً كهذا؟؟
ألوذ بصمتي..
أحار الإجابة..
أحاول ترميم روح الأمومة..
وإذ ذاك ألمحه..
وجهها الآمن المطمئن..
يعاتبني طيبها الآسر..
تغمرني أمومتها النادرة..
يسائلني صوتها المحملي..
يعيد صياغة أسئلة حائرة..
أمي..!!
ألم يكن الحب قنديلها..؟؟؟
ألم نك دوماً.. حشا
جوفها..؟؟؟
لماذا تغربنا الأمنيات..
ونشقى بأحلامنا الجائرة؟؟
أمي..
حنانيك أمي..
أقلي الملام ولا تعذلي..
فما أنا بالإبنة الجاحدة..
ولا أنا بالأم القاسية..
ولست لوحدي أضعت الطريق..
برغم مسيري مع القافلة..
معي كل أمات هذا الزمان..
أضعن الطريق..
برغم المسير مع القافلة..
وأنا؟؟
أنا امرأة.. بنت هذا الزمان..
وكل الزمان.. أمومته عاملة..
ولا حل أمي..
تغرب قلبي..
أضعت الطريق..
بصحراء مجدبة قاحلة..
وأيقنت حلمي..
سراباً يبابا..
هجيرا..
وغربتنا مرة قاتلة..
أضعت الطريق..
فلا ظل ألقى..
ولا ري ألقى..
ولا درب يرجعني حيث كنت.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved