من الحقيبة التشكيلية
دعماً للفن التشكيلي
سمو الأمير بندر بن محمد يفتتح صالة لحظ
|
إعداد: محمد المنيف
يوم الثلاثاء قبل الماضي وعلى شرف سمو الأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن تم افتتاح صالة لحظ للفنون التشكيلية للرجال..حيث حظي الافتتاح بشخصيات من مختلف فئات المجتمع الثقافي من أدباء وكتاب وفنانين تشكيليين وإعلاميين إضافة إلى عدد من رجال الأعمال ما يؤكد سعادة الجميع بمثل هذه المبادرات المتميزة كما حظي يوم افتتاح السيدات أيضاً بعدد كبير من صاحبات السمو الأميرات ومن التشكيليات والإعلاميات.
في حوارنا السابق مع الأميرة نوف تحدثت فيه عن أن الصالة ستكون ملتقى ثقافياً تشكيلياً نسائياً ما يعني أنها تتيح الفرص لتنشيط الساحة التشكيلية النسائية بالحوارات وتبادل الخبرات والتجارب وهي الخطوة التي تحتاجها الساحة للارتقاء بمفهوم الإبداع التشكيلي لتخطي مرحلة إثبات الذات إلى مرحلة البحث والتجريب الجاد، والحقيقة أن مثل هذا التوجه ما يحقق للساحة التشكيلية عامة والنسائية على وجه الخصوص منافسة شريفة. الفكرة في مجملها تشكل نافذة على إبداعات أيضاً لدهم الإبداع المحلي وإثرائه باستقطاب المبدعات من خلال هذا المشروع الثقافي المتمثل في الصالة بما يمكن ان يقدم من خلالها من أنشطة ثقافية كما أشارت الأميرة نوف في لقائنا بها في العدد 131من المجلة الثقافية الصادر في 26 شوال 1426هـ من المجلة والذي زامن افتتاح الصالة حيث أكدت في اللقاء أن فكرة الصالة جاءت لوجود عدد كبير من الفنانات في البلاد العربية وخاصة بلادنا ولم يتم اكتشافهم وأن الصالة ستقدم برامج شهرية ستكون مفاجأة شهرية من بينها دورات للموهوبات، كما أشارت الأميرة نوف إلى ان الصالة ستكون بمثابة ملتقى ثقافي وتشجيع الفن الخليجي بشكل عام والمحلي بشكل خاص.
المعرض الثلاثي باكورة الصالة
استهل نشاط الصالة في أول خطواتها بمعرض اشتمل على مختارات من أعمال لثلاث فنانات منها أعمال لسمو الأميرة نوف بنت بندر وهي في الواقع مكسب جديد يضاف للساحة كونها فنانة ولسعيها لتحقيق جزء من أحلام الواقع التشكيلي النسائي بدعمها له وتشجيعها للمبدعات فيه.
تنوعت في أعمال الفنانة نوف المواضيع ومستوى التقنية التي تميل فيها إلى الواقعية التسجيلية التي تعتبر بطاقة تعريف للجمهور عن قدراتها في بناء العمل والتعبير من خلاله عن الواقع بكل أشكاله وفي مقدمتها العادات والتقاليد الاجتماعية كما نراها في لوحة زفة العروس إذ يتضح سعيها لإظهار التفاصيل المستلهمة من مختزل بصري أكثر منه تسجيلاً مباشراً للواقع كما في لوحة البروترية لوالدها والتي أكدت فيها على قدرتها في الغوص بأعماق النفس أكثر منها بحثاً عن المطابقة، ويمكن القول أن الإعمال التي قدمتها للأميرة نوف تمثل مرحلة نفذت في أوقات متفرقة نستشرف منها مستقبلاً كبيراً لأعمالها القادمة.
من جانبها قدمت الفنانة افسانه ناصر محمد إسماعيل نماذج من أعمالها المعروفة في مجال الخط العربي باحتراف مشهود له على المستوى العربي، فتجربتها تسير بخط متوازٍ مع إبداعات أساتذة الخط العربي في العالم الإسلامي وتمسكها بهذا التوجه في زمن المفاهيمية وموجة العولمة يعتبر إصراراً على إبقاء التراث الإسلامي والمحافظة عليه. أما الفنانة ريم بنت تركي الفرم وهي من الأسماء التي كان لها وجود محدود في بعض المعارض مع أنها تمتاز بخط ونمط يمكنها من تطويره نحو الجديد خصوصاً في بساطة الخط وإيقاع اللون الواحد وتمكنها من اقتناص ملامح الحزن وخلافه فهي قادرة على إيجاد موقع قدم لها في الساحة بكل ثقة ونتوقع ان وجودها في هذا المعرض ما يفتح لها آفاقاً جديدة وقرباً من الجمهور وتلك هي إحدى النتائج التي تحقق الهدف من افتتاح الصالة.
آراء وبطاقات إعجاب
حفل الافتتاح كان كما قلنا متنوع المشارب والتخصصات إلا أن الجميع يحملون مشاعر الإعجاب بالفكرة وبالصالة وبالإعمال التي ازدانت بها الصالة وكان لنا بعض الوقفات السريعة مع عدد من الحضور منهم رجل الأعمال الأستاذ بندر بن عثمان الصالح والذي يعتبر من المتابعين للساحة التشكيلية والمهتمين بالجديد فيها الذي أجاب حول تساؤلنا عن رجال الأعمال وعدم اهتمامهم باقتناء الأعمال المحلية بقوله (إن الأمر يتعلق بمستوى وعي الفرد لهذه الفنون الراقية ولهذا فالقيل لديه القدرة أو القدر من الرقي الثقافي الذي يجعله يتذوق الفنون على اختلاف تنوعها ومنها الفنون التشكيلية وعليك أن تقيس المجتمع عامة ومجتمع رجال الأعمال على هذا الأمر، مشيرا إلى أن هناك الكثير من رجال الأعمال يمتلكون الذوق الرفيع والثقافة العالية التي ينضوي تحتها حب اقتناء الأعمال الفنية وعلى التشكيليين دعوتهم لمثل هذه المناسبات. ومع قناعتنا ببعض الشيء من قوله إلا أن التشكيليين في الرياض لا زالوا يتذكرون معرض فناني الدوادمي في الغرفة التجارية والذي أقيم خلال احد الاجتماعات لرجال الأعمال في الرياض ولم يكن للفنانين أي نصيب من الاهتمام او الاقتناء. وعن الصالة ومبادرة الأميرة نوف أجاب أن الأمر ليس مستغرباً كون الأميرة نوف فنانة قبل كل شيء كما أن مبادرتها تعتبر مبادرة رائدة والبقية على التشكيليات. أما الفنان عبد الجبار اليحيا فقد أثنى على الفكرة وأكد أنها ستجد التجاوب والإعجاب مشيراً إلى حاجة الفن التشكيلي لمثل هذه الخطوة خصوصاً من رجال الأعمال كما اثنى على المعرض بقوله أن الأعمال جميلة وتكشف إحساساً مرهفاً وذوقاً عالياً والساحة التشكيلية مساحة مفتوحة للإبداع والمبدعين وعلى مختلف الأذواق والمشارب والمنافسة الشريفة. كما تحدث الفنان عبد العزيز الناجم فأشار إلى أن المعرض يشتمل على أطباق تشكيلية متنوعة المذاق كل طبق أحلى من الآخر، وأضاف أن للإبداع النسائي خصوصيته تبرز في البحث عن أعماق النفس والوجدان. كما أشار الفنان الفوتوغرافي الأستاذ احمد الدهلاوي المحرر التشكيلي بجريدة الاقتصادية أن في وجود الصالة وبهذا الحجم من الاهتمام من قبل الأميرة نوف سيكون دافعاً لوجود نشاط تشكيلي منافس.
شهادة نعتز بها
في مداخلة للأميرة الفنانة نوف بنت بندر في برنامج آفاق ثقافية في القناة الإخبارية أشادت فيها بدور جريدة الجزيرة ممثلة في المجلة الثقافية ومتابعتها للساحة التشكيلية وتغطيتها لافتتاح الصالة..هذه الإشادة والشكر مصدر اعتزاز للمجلة وللصفحات التشكيلية نضيفها لسجلنا الذهبي على مدار أربعة وعشرين عاماً هي عمر الصفحات التشكيلية في الجزيرة، فمثل تلك العبارات من الأميرة نوف وفي موقف مثل هذا يسمعه الجميع لا تأتي إلا من الأوفياء ذوي الهمم العالية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)، ونحن نثمن للأميرة تلك العبارات ونتمنى لها وللصالة مستقبلاً مشرقاً خدمة للوطن والمبدعين فيه.
monif@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
