وميض
ما بعد وكالة الثقافة (4)
عبد الرحمن السليمان
|
الخطوة التي تم الإعلان عنها بشأن التركة الفنية للفنان الراحل محمد السليم والتشكيل الفني لحصر ذلك يدعونا لمزيد من التفاؤل، فقد طرحت في عدد من الكتابات أو اللقاءات الحوارية التي أشرفت على تنظيمها عن أهمية جمع أعمال هذا الفنان وجهوده بل وإنشاء متحف أو جناح يضم أعماله ويؤرشف لحياته الفنية، والآن وبجهد ومبادرة الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية يتم ذلك وربما أكثر، النتاج التشكيلي الذي تنامى وتشكل منذ عقود له أهميته التاريخية في المسيرة التشكيلية المحلية التي تميز عدد من أبنائها وحقيقة لم يتم الاحتفاظ بكثير من النتاجات التي تضمنتها المعارض المبكرة خاصة تلك التي تم اقتناؤها، ومع ذلك فاني أتمنى أن أفاجأ بأعمال أولئك الأوائل والرواد موجودة، بل وأتمنى أن تتمثل في متحف يرصد لبدايات الفن التشكيلي المحلي وممارساته المبكرة، ولا أظن ذلك صعبا اذا وجد الرعاية التي نتأملها قريبا، الفنانون عبدالحليم رضوي ومحمد السليم وعبدالجبار اليحيا وصفية بن زقر ومنيرة موصلي وربما آخرون من الأسماء التي ظهرت مع بداياتهم مثل عبدالعزيز الحماد أو مشعل السديري أو حتى أولئك المغمورين من المهم ان يتم توثيق المرحلة المبكرة التي تواجدوا فيها فالستينيات وما قبلها غائبة عن كثير من الجوانب التوثيقية إلا ما ندر مما يحتفظ به الفنانون أنفسهم. رضوي وبن زقر وربما السليم يرحمه الله أو منيرة موصلي قد يحتفظون ببعض ذلك وقد شاهدت في متحف الفنان رضوي بعض الأعمال المؤرخة بالستينيات.
من الأهمية أن تخصص لأعمال هذه الأسماء- الأولى- قاعات أو أجنحة تتناسب وأهمية كل منهم فالفنان السليم صاحب اتجاه يتميز في التجربة التشكيلية العربية مثله رضوي وربما غيرهما.
هذه الأجنحة أو القاعات التي تتضمن أعمالهم تتضمن أيضا إصدارات عنهم وعن تجربتهم وأثرهم والواقع ان بعض الدول العربية تبنت مشاريع فيها العروض الدائمة لأعمال فنانيها الرواد وإصدارات عنهم وهي تتفاوت بين دولة وأخرى، أتمنى ان نحقق ما يمثل طموحنا وتقديرنا لأبناء وطننا المبدعين. والتكريم الذي ارتجلته بعض الجهات-ذات العلاقة- في مناسبات عابرة كان تعبيرا عن تواجد لا أكثر ولم يمثل أي شكل يعبر عن قيمة ومكانة وأهمية الأشخاص حتى أن فكرة سابقة لتكريم الفنانة التشكيلية منيرة موصلي في الدمام لم يتم لأن طموحنا كان أكبر من شهادة تمنح لهذا الاسم الهام في التجربة التشكيلية المحلية، لا شك ان التكريم أحد الجوانب الهامة في حياة المبدع وتأخير ذلك أو فواته لا يؤدي أي هدف، وعندما طلب مني في إحدى دورات بينالي الشارقة السابقة ترشيح اسم تشكيلي سعودي لذلك وقدمت الفنان الراحل السليم وكان توفي طلب ترشيح احد الأحياء فكان الفنان عبدالحليم رضوي الذي كان حينها متعبا وكلفني بالنيابة عنه لكنه تحمل متاعب الرحلة وحضر بنفسه فرحا وردا على الخطوة(المبادرة) وتقديرا لمن أراد تقديره وتكريمه. إذاً فالتكريم سمة المتحضرين وأبناء هذا الوطن المخلصين يستحقون ذلك..
أرجو ألا تتأخر هذه الخطوة كثيرا فرضوي واليحيى والسليم وصفية وغيرهم يستحقون ان نمنحهم شيئا مما نكنه لهم ونقدره فيهم وفي إبداعاتهم، مع هذا التقدير والتكريم يمكن ان يتم تنظيم فعاليات بينها إقامة معرض شامل لأعمالهم وإصدار كتب أو كتيبات حولهم وحول إنتاجهم ومطبوعات ومستنسخات من أعمالهم وتقام محاضرات وندوات حول مسيرتهم الفنية، بل وتشجيع البحوث والدراسات التي تمس تجاربهم وغيرهم من فناني المملكة والعمل على التأكيد على ذلك في الدراسات العليا لأقسام التربية الفنية في بعض الجامعات وطباعة ما يمكن من ذلك بحيث يكون مثل كل الإصدارات في المتناول.
من الجانب الآخر فإن هذا الاهتمام بالأسماء الأسبق يقابله اهتمام بالتجارب اللاحقة والفنانين الجادين بتبني مشاريعهم التشكيلية بما يدفعها ويأخذ بها إلى مزيد من الإبداع، ذلك بالمطبوعات المواكبة والحوارات الموازية والتنظيم الذي يضع التجارب في خاناتها المناسبة.
aalsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
