قصة قصيرة حكاية عن البحر صلاح القرشي
|
عندما سأل أمه عن البحر لم يكن قد رآه قبل ذلك, فتكبر دهشة في
أعين الصغار وهم يستمعون, يسأله أحدهم كيف لا يعرف البحر ؟
- لا يعرفه لأنه لم يره، لا غرابة في هذا.
فترد مشاغبته الصغيرة
- ( ولا حتى في التلفزيون)
- لم يكن لديهم تلفزيون .
ك ان قد سمع من المعلم حديثا عن البحر, لم يعد الاسم غريبا عليه ,
البحر, البحر, قالت له أمه: ( البحر ماء كثير .. وكبير, كأنه من هنا
إلى الحرم , وتسير فيه السفن والسنابك)
تخيل المسافة من بيتهم إلى الحرم حيث الحاجة إلى المشي مسافة طويلة
حتى الطريق المسفلت، ثم ركوب السيارة مسافة أخرى, هاله كبر البحر ,
وتمنى لو يشاهده.
قاطعته الصغيرة:
- ولماذا لم يطلب من والده أن يأخذه إلى البحر.
- والده لم يكن يحضر سوى يوم الجمعة, كان يعمل بعيدا عنهم, عندما
يأتي يحضر معه لوزا وحلوى, لكنه بعد ذلك بمدة قال لأبيه, أريد أن
أرى البحر .
بدت لهفة في أعين الصغار ..نطقوا كلهم (هل وافق ؟ هل وافق ؟ )
- نعم .. قال له عندما تنجح سنذهب إلى البحر.
وفي صبيحة جمعة ركبا سيارة أجرة متجهين إلى جدة, وعندما رأى البحر قال لأبيه
- فعلا كما قالت أمي البحر كبير, حتى يمكن أن يكون أكبر من المسافة
بين بيتنا والحرم.
| | |
|