الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 13th February,2006 العدد : 140

الأثنين 14 ,محرم 1427

نص
مع التحية.. ميليس
أبو طالب القيسي
إلى متى نجهل كم تحبنا أمريكا؟
وأنها في سبيل هذا الحب العذري
تبذل (كرمال عيوننا) الغالي والنفيس
لكننا عرب همهم الأول الحروب والقتال
يواجهون دفء المشاعر بكل برود وإهمال
يبحثون عن مجد تليد أو ثأر قديم قد انقضى
أو كلب ينبح للضيف أو حمار قوي الاحتمال
أخذت أمريكا العزة بحبها الحبيس
وجاءت لنا لتشرح تباريح الهوى
ولواعج الشوق ونار الصبابة
قبل أن تموت بداخلها كل الأحاسيس
تريد التوحد بالدول العربية
والانفراد بكامل حقول الحب لها
غيرتها تكاد تقضي عليها
تكاد ترمي بها في عذاب بئيس
ولأن العراق غني بالذهب الأسود
لا بد أن يكون (يوسفي الحسن)
وهذا شافع لأمريكا لتعجب به
وأن يتربع على منصة العريس
تمت مراسم الزواج بمباركة بلير
وبدأت المشاكل الزوجية تظهر
وأمريكا لوحدها في البيت تسهر
متى العراق يعود لرشده وعقله
ويطيع زوجته التي دوماً تنهر
شعب تطبع بعناد صدام الرئيس
مسكينة أمريكا هذه المولعة المدلهه
قالت إن السبب هو الجار السوري
هو من أفسد علاقتها مع العراق
لذلك عزمت على إنهاء هذه التدخلات
بأن تعقد قرانها على الجار الوطيس
غير أنها لم تنل مبتغاها أبداً
فبأي حيلة يا تراها احتالت علينا
وهنالك مصالح بين سوريا ولبنان
إذ هي أجبرت الجار السوري للإذعان
لن يسكت رفيق الحريري لهذا المسيس
رفيق الثري ببذخ، والعربي بشهامة
من له مع العالم علاقاته المعتبرة
هو من أرسى للطموح قواعد وتأسيس
تصوروا أن أمريكا العظمى تهابه
كيف يتسنى لها الخلاص من ثورته
كيف يتحقق لها الفكاك من عروبته
ليس أمامها سوى قتله دون أسف
فإزهاق الأنفس البريئة سهل لديها
مثلما نأكل (المفطح) أو (الفول والتميس)
حاصرت كل تحركاته
ورصدت كل اتصالاته
وراقبت كل سياراته
لا مبالغة إن قلت ربما أحصت دقاته
بسرية تامة قام بها الخونة الجواسيس
حانت ساعة الصفر بلا إنذار
واهتزت القلوب من الانفجار
ناحت العروبة وابتسم الأشرار
اغتيل من لبنان الأب والأخ والأنيس
فعلاً أتقنت أمريكا دور النفاق بتفوق
وتباكت بيننا كأم فقدت أحد أبنائها
هي من نفذت العملية بلهفة وتشوق
والآن تمد يدها وتواسينا بعزائها
حزنها خالصاً لوجه الله بكل المقاييس
فحبها يوجب عليها التعاطف معنا
وأوصاها برعاية شؤوننا ودمعنا
بعيداً عن مصالح ومطامع الدنيا
وأن تكون ملء بصرنا وسمعنا
احتساباً للذنب الجزيل وإرضاء لإبليس
أرسلت مع الورد لنا هدية جميلة
كي تسلينا قليلاً وتشقينا كثيراً
كتب على غلافها ن(ش)(ب)ارككم الألم
اقبلوها رغم أنوفكم فهي للتنفيس
نستطيع تسميتها قنبلة موقوتة
أو ثعبان سام سيتلف على أعناقنا
أو كبسولة مميتة سنبتلعها مكرهين
أو هلاك بطيء سيحيق بنا جميعاً
وبكذب مهذب يسمونها المحقق ميليس
ومقابل هذه الخدمات نسئ الظن بأمريكا
لم نطلب منها التدخل لحل مشاكلنا
لكن فضولها للقضاء على الإرهاب
ولم نشكُ لها قلة المحققين الأكفاء
لكنها بالعنوة أتت بميليس التعيس
ليكتمل مسلسل العشق بلا حكاية
وتنقضي قصة الهيام بلا رواية
فالتحقيق منتهِ عند أمريكا قبل البداية
وعلى النية انتظرنا ما يسفر عنه التحقيق
ومن هو المتسبب في الاغتيال الخسيس
فعلها ميليس ووجه أصابع التهمة
للجار السوري الذي ودت أمريكا العقد عليه
اندهش العالم وتساءل ما هذا الهذر
ولمَ أحد وزراء سوريا تجرأ وانتحر
أم قتلوه بعمد لأنه يعرف سر الخطر؟
لا داعي لهذيان كهذا عليكم فقط
تقديم صادق الشكر لميليس المعجزة
على هذا التحقيق وعلى كل التدليس
الذي أقالنا من عثرتنا هذه
بدونه لا ندري ما نحن فاعلون
كشف بخبرته المزيفة القاتلون
ليبقى الأمريكان هم الأعلون
ومع ذلك نرتاب في حب أمريكا لنا
ثقوا فيها يا عرب واتركوا عنكم الهواجيس!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved