حبيك وتد في الفؤاد خيامه |
من ذا يطاول في الهوى أعلامه |
ذكراك يا نور الهدى مخضلة |
تهب الربيع على المدى أكمامه |
عبق المحبة في الورى من نفحكم |
يا ما أحيلي بدأه وختامه |
مازلت للتاريخ تاج فخاره |
ولمجده عبر العصور وسامه |
كحلت أخلاق الأنام برحمة |
وبلغت في الخلق النبيل تمامه |
ربّيت جيلاً مؤمنا متفرداً |
مازال يروي في الهدى أيامه |
لا يرتدي درعاً بغير طهارةٍ |
ولغير عدلٍ لم يسل حسامه |
فانساح كالماء الزلال على الثرى |
يهدي إلى الكون الجديب سلامه |
فتح الدنا بضيائه مترفقاً |
والعدل في كل البلاد أقامه |
متأسياً برسوله وحبيبه |
فكأنهم قد أشربوا إلهامه |
هم للنفوس المجدبات كما الندى |
أهدى برفقٍ غيثه ورهامه |
من ذا الذي نال العلا كمحمدٍ |
من ذا تسنّم هامه وسنامه |
الرحمة المهداة من أجل الورى |
من ذا يداوي غيرها أسقامه |
فلم التنكر للهدى وضيائه |
والقوم لما يفهموا إسلامه |
فالغرب كشّر وانبرى متغطرسا |
وأماطت الأحقاد عنه لثامه |
إني أرى بعض اليهود بمكرهم |
قد فجّروا في خدعة ألغامه |
بصماتهم فيها تدلل أنهم |
- وبخبثهم- قد قرروا إقحامه |
مزجوا عصارة حقدهم بمداده |
فمضى يشجع للخنا إعلامه |
قالوا الصحافة حرة في شرعنا |
فهي القسي لمن أعد سهامه |
أذنوا لكل مذممٍ في ظلمنا |
والعدل فيهم يقتضي إلجامه |
يا باغياً أمنا بغير عدالة |
هيهات إلا أن تكون صمامه |
كم من دنيء داف فيها سمه |
كم من قميء قد برى أقلامه |
كم من عمي أنكر النور الذي |
غسل الدجى والشاهدات أمامه |
كم من سفيه بات يهذي ساخراً |
ليعيب مشكاة الهدى وإمامه |
هيهات تطفأ لحظة أنواره |
هيهات والمولى أعز مقامه |
نور المحمد للمحب طهارة |
والشاني القالي يحب ظلامه |
شتان بين محمد ومذمم |
شتان مهما ضخموا أورامه |
إنا عبدنا الله فرداً واحداً |
أما الشقي فعابد أصنامه |