الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 13th February,2006 العدد : 140

الأثنين 14 ,محرم 1427

قصص قصيرة
فهد المصبح
(1)
(وَلَهٌ آبِق)
فلحت أرضي فأنبتت ملحاً .. حرثتها بيد تنقصها حنو التجربة. ذات مرة .. لا .. فقط كنت أتذكّر. سوف أنتظر مجيئك .. في الليالي البيض، أو التي بلا قمر .. دوماً أراك سامقة الحضور .. في البدء ستسمعين صوتاً كالحشرجة .. سوف أكون هناك .. سأبدأ الحديث قبل اللقاء .. قبل أن أشتري فماً مصنوعاً .. سأكف عن كلِّ شيء إلاّ الكلام، وعندما تأتين سنملأ الدنيا همساً صاخباً، هذه عهودنا تحت القمر .. فوق الأرض .. بجانب النخلة المجناز .. سأضم كلّ الأوراق التي فيها اسمك .. كم أحب الموت بين دفاترك .. لم يخبو الغناء؟ يتوقف الهمس .. تعلن المردة ممارسة حقها .. سنكون شمعتين في طريق عالم يقطن الفلاة .. أنا وأنت والعلم نور، وها هي حبات المسبحة تنشد النضد .. تنادي باسم الشيخ الجليل .. الطاعن في العمر. وهذرا يأتي من بيت الجيران .. عند الدكة التي نجلس عليها .. نلعب ألعاب الصبا .. نتفادى عيون الآباء المنهكة .. عفواً سيدتي .. فقط كنت أتذكر. عندما أملك فمي المصنوع .. سأفعل أشياء قد لا تخطر على البال .. لكن شيئاً لن أفعله .. وداعاً .. سوف أصمت .. سأعاود فلاحة أرضي من جديد .. عفواً سيدتي .. فقط كنت أحلم.
(2)
عرفان
حفر لمن يحب قبرا في صدره ودفنه فيه، صار يتنقل بين الخلائق وهو مطمئن إلى أنهم لن يصلوا إليه، إنه هناك بين رئتيه، لما اختلى بنفسه، وأراد إخراجه ليتمتع به، وجده قد فارق الحياة اختناقا.
(3)
خيبة
ظللوه.. عللوه.. بدلوه، وفي كل مرة، وقبل أن ينطق بكلمة يقاطعه أحدهم قائلا:
- لا تتسرع أنت لا تزال عودا طريا.
يسكت.. يسمع كلامهم، ثم يجرجر عيونه خلفهم حتى بدأت الليلة المشهودة.. كان في آخر الصفوف يهتف ويغني، ثم يبتلع حزنا بدت طلائعه تغزوه.
(4)
وصمة
لمعت في رأسه فكرة عدها ذكية قام من فوره لرصدها أحضر القلم والورقة والسجائر والمصباح أخذ وقتا طويلا في إعداد ما يلزمه، حتى امتلأت الطاولة، ولما هم بالتنفيذ لم يجد له مكانا بينهم.. تراجع إلى الخلف وهو يشعر بالغربة.
(5)
رحيل
ملأ فنجانه بالقهوة الساخنة.. تركه حتى برد.. قبل أن يرفعه من مكانه ويهمّ بارتشافه.. طُرق الباب.. صاحب الطرق صوت يعرفه كاد ينساه.. فتح الباب.. احتضن القادم أمطره قبلات الوجد، ثم أدخله الدار، ونزل سريعاً سلم العمارة.. كان يفكر هل أقفل الباب خلفه.. في الشارع توقف عند حديقة عامة.. تمدد على الدكة الأسمنتية ونام حتى الصباح.
(6)
البديل
انتهيت من مشروعي الذي سيرفع من قدر دائرتي التي أعمل بها وبالطبع سيرتفع شأني فنظرات الغبطة والحسد أخذت تتساقط عليّ من كل صوب لأفاجأ بواحدة أصابتني في مقتل وأنا أقرأ تقرير الكفاية الخاص بي؛ كان متواضعاً جداً، لم أكن أتوقعه لأسباب كثيرة، ليس هنا المجال لسردها إلا أنها معروفة عند منسوبي الدائرة، عرفت حينها السبب وهو أن الذي طبع المشروع على الآلة الكاتبة أخطأ وكتب اسمي أسفله بدلاً من اسم آخر.
(7)
الذل
كل يوم منذ وعيت على الحياة وأنا أفتح عيني على علقة ساخنة منه وكنت أحتمل وأذهب إلى عملي مرفوع الرأس، لا أعرف طعماً للهوان أو المذلة، كان يعجب كثيراً من تحملي فيلقي عليّ الشتائم وينصرف، وكل شيء على ما يرام حتى جاء ذلك اليوم الذي بكيت فيه كثيراً لأنه كافأني.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved