صدى لون
مهلاً.. فالوزارة لديها الكثير!!
|
*محمد الخربوش
لا تكاد تمر مناسبة تشكيلية أو معرض تشكيلي ما وتتاح الفرصة فيها للتشكيليين الالتقاء بأحد مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام سواء معالي الوزير أو الوكيل للشؤون الثقافية أو المدير العام للنشاطات الثقافية بالوزارة، حتى تتوالى طلبات الأحبة التشكيليين والمتمثلة في بعض المتطلبات الجوهرية مثل طلب إقامة متحف تشكيلي كبير وإنشاء صالات عرض مناسبة ومتعددة، وحفظ حقوق الفنانين وتصنيفهم والموافقة على إنشاء جمعية خاصة بالتشكيليين، وكذلك إتاحة الفرصة للفنان ليتفرغ للفن وافتتاح المراكز المتخصصة للتدريب والاهتمام بالمعارض الشخصية والاقتناء والتنفيذ الخارجي والمساعدة على حركة النشر والتأليف في المجال التشكيلي، إلى آخر العديد من المطالب التي هي في واقع الأمر تمثل آمال وطموحات وأحلام السواد الأعظم من التشكيليين وكذلك التشكيليات.
ولو أننا أمعنا النظر في منطقية هذه المطالب وأهميتها بالنسبة للحركة التشكيلية بوجه عام لوجدنا أنها بالفعل مطالب وجيهة وهامة جداً، إذا أردنا بناء حركة تشكيلية جادة تتواكب مع معطيات العصر ومستجداته الفنية والتقنية، وقبل هذا وذاك الفكرية في ظل هذه (العولمة) التي اجتاحت العالم وفرضت التغيير في كل مناحي الحياة وصورها وأشكالها.
وفي واقع الأمر أيضاً فإن مثل هذه المطالب المتعددة للتشكيليين ليست وليدة اليوم بل هي بالفعل احتياجات مهمة لنماء الحركة وازدهارها وبالتالي حضورها وتقديم نفسها كشاهد من شواهد التنمية الفكرية المعاصرة لهذه البلاد الغالية. إلا أنه كان من الأولى والأجدى بالأحبة التشكيليين وضع أولويات ووضع المطالب الأهم فالأهم كأن يكون إنشاء جمعية للتشكيليين هو المطلب الأهم لأن هذه الجمعية قد تحقق للفنانين بعضاً من مطالبهم، كما في مسألة تأكيد الانتساب والهوية والتشكيلية وحفظ الحقوق وكذلك التصنيف وتوحيد الجهود وإيجاد مناخات وبيئات موحدة تتدارس مطالبهم وآمالهم وحقوقهم وهمومهم وكل ما يخص التشكيل وأهله ثم يأتي بعد ذلك أهمية المتحف التشكيلي وإنشاء الصالات وغيرها من مطالب والتي هي في الواقع أماني وطموحات وأحلام هذه الفئة المبدعة من البشر.
خلاصة القول إن مطالب التشكيليين والتي كثيراً ما يثيرونها سواء في المناسبات التشكيلية أو من خلال اللقاءات الصحفية أو خلافها هي مطالب جداً معقولة ومساعدة على العطاء ومواصلة الركض في هذا المضمار الإبداعي الراقي. إلا أنه من الأهمية بمكان أن تكون هذه المطالب متوازية مع الوقت حتى تتمكن الجهة المسؤولة التي أنيطت بها مسؤولية الشأن الثقافي التكيف مع الوضع القائم ودراسته وتقييمه، ومن ثم البدء في عملية البناء والتطوير وحتى يكون العمل مبنياً على أسس قوية تساعده على الاستمرارية والحضور.
أتمنى على التشكيليين وأنا أحدهم أن يوحدوا جهودهم وأن يسعوا إلى التعاون مع بعضم أولاً ثم مع الوزارة، وأن يمنحوها الوقت الكافي كما أسلفت لتعمل وبالتنسيق معهم على تحقيق طموحاتهم ورغباتهم وأمانيهم حتى نصل معاً إلى بناء تشكيلي قوي قادر على العطاء والابداع والتجلي.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
