الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 13th March,2006 العدد : 144

الأثنين 13 ,صفر 1427

عبر اللغة والهوية وثقافة الحوار
كيف يمكن لنا أن نتعامل مع الثقافات العالمية؟
* الثقافية - عبدالله السمطي:
كيف يمكن أن نحدد ملامح التعامل مع الآخر، وقراءة الثقافات الراهنة؟ كيف يمكن لنا أن نطرح ثقافتنا في عالم لا يعترف إلا بالأقوى والأميز والأكثر تأثيرا؟ كيف يمكن أن نقدم هويتنا لتقف بندية حيال ما ينتجه الآخر من ثقافات تملك القدرة المادية والإعلامية والتأثيرية، وتملك قدرا كبيرا من آليات التوصيل.. في ظل هذا الأفق يبقى السؤال مطروحا وهو: كيف يمكن لنا أن نتعامل مع الثقافات العالمية؟
عدد من الكتاب والأدباء يبحثون في هذا اليقين المتسائل، وهذه إفاداتهم..
في البدء يقول الكاتب والأديب إبراهيم شحبي: الثقافات العالمية في عصر العولمة ثقافات مفروضة، ونحن نفهمها بإمكانياتنا المحدودة بفهم عكسي.. أعتقد أن الزمن ربما قد فات علينا لأن نتفاعل ونؤثر، لكن رغم ذلك لا ينبغي أن نبقى صامتين وأن نضع رؤوسنا في الرمال بل علينا أن نقدم ما لدينا من ثقافة ومن منجز حضاري عميق وأن نستفيد من ثقافة الآخر فيما يمكن أن ندفع بثقافتنا للأمام ونحقق أيضا ما يفيد هذا الآخر بحيث يكون هناك تفاعل ثقافي مثمر.
ويؤكد الشاعر والكاتب محمد زايد على أهمية أن تتحول الثقافة إلى سلعة يتم تداولها بشكل جيد في الأسواق العالمية حيث يرى أنه إذا لم تنجح أية ثقافة في نقل ذاتها من مستوى أن تكون انعزالية إلى مستوى أن تكون سلعة متداولة فهي لا تستحق الوصول.. ويفسر زايد ذلك قائلا: أي أن الثقافة ليست تلك الهويات المنعزلة ما لم تنجح في أن تكون سلعة في ظل تداول ديمقراطي للثقافة، وتسليع الثقافة يمثل هو الآخر الصمود والهوية، ولتقديم الهوية علينا أن ننافس ثقافيا ابتداء من الموسيقى والزي والأزياء وانتهاء باللغة والإبداع والفكر.
أما الكاتب والأديب خليل الفزيع فيشير إلى أن: ثمة أرضية صلبة يقوم عليها التعامل مع الثقافات العالمية ويأخذ مساره الإيجابي المنشود، تتمثل في العوامل المشتركة بيننا وبين الآخر، ومنها محاربة الإرهاب، والحفاظ على البيئة من التلوث، ومكافحة الفقر والتصحر والأوبئة، ومساعدة الدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية، والتعاون التجاري على المستوى البيني والأممي، والاستفادة من اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، والأخذ بإيجابيات العولمة والمشاركة في بلورة مفاهيمها لكسر احتكار ثقافة القطب الواحد لهذه العولمة، مع استمرار الحراك الإصلاحي النابع من احتياجات الوطن والمواطن.
ويضيف الفزيع: إن الحوار مع الذات هو بداية نجاح الحوار مع الثقافات العالمية، مما يعني أن علينا في الدرجة الأولى أن نصلح عيوبنا وألا نفقد الثقة بالنفس.. إذا تعاملنا مع الثقافات العالمية فنحن نملك رصيدا ضخما من المنجز الحضاري والإنساني القادر على الإسهام في الحضارة المعاصرة، وهو رصيد لا يدعونا للاتكاء عليه، ولكنه يدعونا إلى الإبداع، لنضيف ما هو جدير بالإضافة وفي جميع ميادين العمل الإنساني المثمر، مع الأخذ بعين الاعتبار عند استرجاع ملامح ثقافتنا العربية والإسلامية أنها تملك مقومات الوقوف إلى جانب الثقافات العالمية الأكثر ازدهارا في هذا العصر. ويرى الفزيع أن هذه المؤشرات لابد أن تكون ماثلة في وجداننا عند البحث عن صيغة أفضل للتعامل مع الثقافات العالمية، وفق وسائل تحقق الأهداف المنشودة، ويشير الفزيع إلى أن أبرز هذه الوسائل تتمثل في التالي:
- إشاعة ثقافة التسامح وعدم إقصاء الثقاقات العالمية مهما تباينت وجهات النظر، أو اتسعت دائرة الاختلاف، فيما لا يمس الثوابت ولا يتجاوز الهوية والانتماء.
- العناية بمراكز البحث العلمي، ومراكز الترجمة للتعرف على الثقافات العالمية والتعريف بثقافتنا العربية التي تعاني غيابا كبيرا وتجهيلا متعمدا من الآلة الإعلامية في الغرب، نتيجة سيطرة رأس المال الصهيوني عليها، رغم قدرة رأس المال العربي على النجاح في هذا لمجال.
- توظيف المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية لتأصيل قيم الحوار وبالأسلوب المثالي الذي دعا إليه الدين الحنيف بما في ذلك الجدال بالتي هي أحسن، كما ورد في الآية الكريمة: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125) سورة النحل.
- مد جسور التعاون مع مثقفي العالم.. وفق رؤية واقعية هدفها استجلاء حقائق الأمور، وإزالة الالتباس الراسخ في بعض الأذهان نتيجة عدم توفر المعلومة أو نتيجة التجاهل المتعمد ودون استخدام أسلوب التحدي والمكابرة وإنكار العيوب وغير ذلك مما قد يدفع إلى المزيد من المواقف السلبية.
ويختتم خليل الفزيع كلامه بالقول: إن التعامل مع الثقافات العالمية لا بد أن يتسم بالانفتاح، وفي الوقت نفسه الانتخاب المفيد لما تشتمل عليه تلك الثقافات من قيم إنسانية مشتركة بين الشعوب، لأن الانكفاء على الذات يعني الدوران في حلقة مفرغة في وقت تتسارع فيه خطوات الأمم والشعوب نحو التقدم السريع والازدهار الشامل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved