| الرضوي.. الجيل الذي رحل!!
|
* محمد الخربوش
فجعت الأوساط الثقافية عامة والوسط التشكيلي بصفة خاصة منتصف الأسبوع الماضي بوفاة واحد من أعمدة الفن التشكيلي السعودي وهو الفنان التشكيلي الرائد الدكتور عبدالحليم رضوي. وتأتي وفاة هذا العلم التشكيلي بعد مسيرة طويلة مع الفن التشكيلي الذي يمثل الرضوي - رحمه الله - مع زميله ورفيق دربه الراحل الفنان التشكيلي الرائد محمد السليم - رحمه الله - رواده الأوائل الذين عاصروا البدايات الأولى للحركة التشكيلية السعودية وما صاحب هذه البدايات من صعوبات ومعوقات سواء ما يتعلق برضا المتلقي وقبوله لمثل هذا النوع من المنتج الإنساني مروراً بصعوبة الحصول على الخامات والأدوات اللازمة إضافة إلى الغياب الإعلامي التام عن هذا النشاط أيضاً.
لقد كافح ونافح الرضوي عن هذا الإبداع الوليد أيامها وتحمل كافة المثبطات التي واجهته وزميله السليم حتى وصل - رحمه الله - بجهده ومثابرته إلى كافة الأصعدة.
وإن المتابع لمسيرة الراحل الفنية سوف يلاحظ بلا عناء عمق المعاناة التي أطلت برأسها في المراحل الأولى من عمر الحركة التشكيلية إلا أنه استطاع بفضل الله أن يوجد لنفسه ولوطنه صوتاً تشكيلياً مسموعاً في معظم أصقاع الأرض بما يحمله من مضامين وأبعاد إبداعية وتقنية أعطت الانطباع الأجمل عن ثقافة الوطن برمتها من خلال هذا الرافد الثقافي المهم.
ولقد قدم الرضوي أيضاً من خلال أعماله الفنية التي جاءت مسكونة بكل معطيات التراث السعودي الأصيل إضافة إلى تمكنه - رحمه الله - ووعيه التام بأدواته ومعطياته وتقنياته التي لا يجيدها إلا الرضوي نفسه والتي قدم من خلالها صوراً مضيئة لثقافة الوطن وتراثه ومعطياته الجمالية والتقنية ساهمت بالتعريف بالفن التشكيلي وحضوره اللافت.
إن رحيل هذا الفنان الذي يمثل جيلاً فنياً بأكمله جاء والساحة تشهد نقلات جمالية رائعة بفضل الله أولاً ثم بفضل الدعم الكبير الذي قدم للتشكيل وأهله سواء من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو وزارة الثقافة والإعلام، ومن هنا فإنه من واجب الأحبة الأعزاء في وزارة الثقافة والإعلام، وهي الجهة التي أنيطت بها مسؤولية الشأن الثقافي بما فيه التشكيل، أن تبادر إلى تكريم هذا الراحل التشكيلي الكبير الذي يمثل - كما أسلفت - جيلاً تشكيلياً بأكمله، تكريماً يليق بما قدمه - رحمه الله - لوطنه وأمته من جهود ثقافية وتشكيلية مميزة. كما أتمنى أيضاً أن تتبنى الوزارة إقامة معرض تشكيلي يوثق مسيرة الرضوي الفنية الطويلة مع طباعة مؤلف يتحدث عن هذا الرائد التشكيلي الكبير أو أن تبادر أحد الجهات التي لها مساس بالتشكيل كأن تسمى أحد الصالات أو القاعات باسمه.
رحم الله فناننا التشكيلي الكبير الدكتور عبدالحليم رضوي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
