| في ضيافة المرتحل..؟!
|
في اثنتين وثلاثين صفحة ينداح بيت محمود درويش
ما بين صورته وبين خطاطه
يتشكل بهو الاستقبال
يصافحه سبعة وثلاثون كاتباً
يجدون الشعر عصياً على التحديد
يماوجون بالنثر
وفدوا عليه
سألوه عن الوطن..؟
كان منهم وهم منه
في ضيافة تقاربت كل الحدود
وجدت الأذواق يقينها وإن تباعدت
العقول..
البحث عن الطريق..
توليد القناعة من القناعة
مفردات لم تتلها العلاقة بين الإبداع والنقد
ولا مختبرات التنظير
بل صنعتها خارطة الوطن
ودوامته..!
القريب البعيد..
الحاضر المنفتح..
الممزق الملتئم..
في القصيدة النثر
وفي نثر القصيدة!!
فكان في النص التراب
وفي التراب الثبر
وفي البعد البتر
وفي ضجر الكلمات
قربى الرُّوح
ووجد الرَّوْح
وكان النص فوق اللحظة
فوق الأسماء المختلفة
لتلطيف النكسة
كان النص يعجن بنبض الدم
ويدهش شوك السلم
كان سلام الكلام
وكان اللقاء
لماذا اختزل محمود كل قضايانا
ألأن سؤاله من رحم الأرض؟
ألكونه مكتوباً في كل فضاءات الروح؟
تكتبه الأرض ويكتبها
يكتبنا وتعيد كتابته!؟
**
هكذا كانت ضيافة (المجلة الثقافية) لمحمود درويش في عددها السابق، أراه فعلاً صحفياً مميزاً اقتنص لحظة، وجماع هذه اللحظة، رأي زمن محمود درويش زمن الالتفات الجامع الذي يختزل هواجسنا المصيرية ثم الثقافية والإبداعية.. يحيل القارئ على العلاقة ما بين هذه الشخصية وبين شواغلنا التي تنداح من هذا الفضاء الذي يحل فيه محمود درويش على الحلم العربي والانكسار العربي وحين قبضت المجلة على اللحظة كانت الاستجابة من المحيط إلى الخليج، ومن جبال اليمن إلى ذرا الشام، ومن أهوار العراق إلى جبال أطلس، ومن شوق المنافي إلى أرض الميعاد، وكانت الاستجابة التي تنداح فيها حدود الشعر والنثر والموسيقى والتشكيل، وكلها يهتف لوطن ينشده محمود درويش ويحاذر من انكسار الحلم، ويصرخ من عوائق الأمل العربي.. فهل نحلم بالحلم..؟!!
د. عالي القرشي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
