الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th June,2005 العدد : 110

الأثنين 6 ,جمادى الاولى 1426

هلوسة غياب
نورة بنت سعد الأحمري
(1)
تنهدت مدينتي رائحة الغياب، ففي ضواحي المكان همسات الربيع التي يعبق بها المساء
وسكر الصباح، لان جناح مدينتي بساط اخضر فرشته أيام معك،،
وليلي الآن يزفر غيابك الذي اثار الدهشة في اغصاني التي رواها حضورك المصنوع من
لمسات الزيزفون
بعد منتصف غيابك
ثارت اطرافي، واعتزلت روحي مركب الأمان
بعد منتصف غيابك
تساقطت هامة اللوتس، وافترشت القاع المثلج
بعد منتصف غيابك
غُسل دمي بالملح والسكر، فاختلط طعم لساني
بعد منتصف غيابك
جدران الذاكرة مشوهة إلا من حضورك الطاغي في شوارعها
بعد منتصف غيابك
يتمدد الشوق فوق حجارة الطريق الفارغ منك
بعد منتصف غيابك
غدوت اكتب على أوراق الثلج، التي تفتت عروقها من البرودة.. عبثا احاول ادفئ ذاتي
بعد منتصف غيابك.
(2)
فجأة اخذ عقلي يتجرع العطش، ويتجمهر القلق فوق اجنحة المدينة، التي يوسوس الغبار لها.. تخيلي أن الغياب يتناسل؟؟
وان بوابات رحلة القطار تغرب وسط محيط الأوقات
وان الغسق يلطم السحر.. وان... وان...
يا إلهي.. ما هذه اللغة؟؟
وما هذه الأنات؟؟
هل غدت روحي جثة عارية تتسول اجابة من فرضيات؟؟
ام ان الوقت كشف سوءة جفاف اللغة؟؟
..آه.. ما اضيق الحروف في الغياب
وما اكبر الغياب في الحروف
فحالتي تتقاطع مع هل الكرة مملوءة بالهواء؟؟
ام الهواء يملأ الكرة؟؟
صور كثيرة جافة تشعلها الدوائر
فجأة
عاد قلبي يراهن.. لغتي جذور صوتي، واعتقادي ينفي ضيق حروفي، فقلبي يشعل دوائر البوح.. فقط انتظر امتلاء الغياب باللقاء
(3)
ما زلت أرضع ثدي الغياب
انا الهاربة من شقوق الهواء التي تنثر اشباح تملأ تجاعيد الجدران، وتختلط بأنفاس الهواء.. لتشعل نيران العصيان بعدما صبغها ثدي الغياب بلون الفراغ.. فلم يبق سوى سراب اخترقه.. وغياب قد فرض.. فما بين السراب والغياب تترنح شقوق الهواء.. حالة يتوه فيها لب البشر.. احاول ان اسبر هذا الوضع لكن لا اجد ما يقيني حروق ألهبت شفاة الصبر.. لأني ما زلت ارضع ثدي الغياب!!
(4)
يقول الشاهد (عاد المسافر).. ثم يشرب كأس الرحيل
هذه كانت حقيقة المشاعر التي استنهضتها الشاهدة.. شهد شاهد ثم غادر المكان الذي ناضل حتى الرمق الأول للعودة.. هكذا كانت صفحة الجسد الذي اخضر بأعشاب الوطن، التي صبغت احضاني بلونها.. الآن فقط اتوسد اللقاء الذي شرده المسافر.. فساعاتي دارت حولها الشمس ورفضت الغياب، ولم تنم في مجرتها التي تحمل ملايين الكواكب المظلمة، ولكن محيط الضوء انار الخطوة من جديد، ولبست هذه الليلة ثوبا ابيض من حرير اللقاء.. بعد أن رقصت احشائي فرحة الشاهدة التي اطلقها الشاهد.. (عاد المسافر). وبزغت انوار الحقيقة التي توارت اياما من صفحة كوكبي الثائر بعد أن غُرس رمح الشاهدة في أرض المدينة التي كساها السواد والضمور ساعات كثيرة.. الشاهد نطق بالنجاة وشهادة الحق.. التي على ضوئها اطلق سراح كل التعاسة في كوكبي المظلم، فقط هي جملة بسيطة حررت وطنا من الغياب
(وعاد المسافر).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved