ساعة
|
دعك جفنيه فبعثر (الغمص) مشكلاً هالتين حول عينيه، أبصر بعد لحظات من الحملقة ساعة حائطه المتثائبة. أخرج القطن من أذنيه لترحب بست دقات من جرس ساعته المبحوح.
قال في خلده: نمت بمصافحة الشمس واستيقظت بوداعها ولم يتجاوز هذا العقرب البدين سوى رقمين!.
يدرك حينئذ أن ساعته كسيحة. يسحب قديمه ليصلحها. ويعود متأبطاً إياها؛ فساعات كل السكان تعتمد النظرية الميكانيكية لطاقة الجسد؛ فالمدينة وساعاتها ينعمون بنوم هانئ.
قرر بحزم أن يستيقظ صباح الغد ليستبدل بها أخرى.
بعد أن التهمت الشمس كبد السماء نهض وجرجر قدميه إلى السوق المركزي. اقتنى ساعة جديدة مستوردة بخلاف ما يصنع محلياً؛ فكل ساعاته المحلية الملقاة في درجه تحمل السمة نفسها.
وضعها على يده ونام بعناق العقارب عند منتصف الساعة العلوي. استيقظ بشروق الشمس والعقرب القزم يشير للثانية. ألقاها أرضاً وأوسع عقاربها دعساً بقدميه. تناول كتيب المواصفات وقرأ في الصفحة الأولى: (صنعت حسب مواصفات بلد الاستيراد).
محمد عبد العزيز البشيِّر
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|