الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th June,2005 العدد : 110

الأثنين 6 ,جمادى الاولى 1426

نص
قال المنزل لي
محمد ابراهيم عقدة
(أعيش في بيت لا يتوقف الخطر عن قرع بابه، هكذا أعيش مطمئناً).
أدونيس
لن تنتظر الشجرة.. ولن تنتظر الجمادات الجميلة القريبة من منزلي.. ولن تنتظر حقيبة سفري.. سوف ينتظر القطار فقط، فالموت قد اشترى خبزه اليومي، وعاد إلى كوخه بعد أن نظر إلى الجميلة وسجلها لفعل قريب.. سحابة بيضاء بين رئتي ودمي كان يعد مرجله.. ورغتبي كانت فأساً يخيف أولاد الأرض فيخرجون إلى البحر.. كل شيء في زرقة الضحك كان.. وكل صمت يضيء بحيرة الروح.. فلم انكسر زهو الخريف واستند على جدار منزلي باكياً؟! ولم صارت الغيمة بطعم حبة عنب على شفة سماء صغيرة؟! أيها المنزل.. كم من أحزان خرجت من بابك! وكم من طيبين وسذج وجبناء خرجوا محمولين إلى بيتهم الأبدي..
الآن أفتح الباب العتيق وفي يدي زهرة صفراء كبيرة يانعة وأنتظر مرور الموت حاملاً خبزه اليومي.. ناظراً إلى الجميلة وذاهباً لكوخه.. سأفاجئه.. سأرشق الوردة عروقه.. وأجري فرحاً!
2 منزل الموسقى الحجر
(أنا ذا الحصان الجامح.. أخرج من الاسطبل السرهدي وأبدأ حياتي)
رعد يكن
عابر في خلاء طازج.. أهز الكلول من كتفها.. الرسوم رحيق التذكر والغياب شهقة الحضور الحزين.
فارغ إيها الزمان... مثل هزيان المنزل حين ماتت أمي..
اسمع أنين المنزل.. ذلك الأنين الحجري الذي لا يسمعه إلا من عرفه جيداً وعاشره.. الحديقة كانت هنا.. وطيور الماء بلا مجدافين تعبر نهر السماء.. أيتها الصغيرة.. كم عدد الشمعات في عيد ميلادك؟ وكم عدد الضحكات التي فرت من النافذة وأصابت الجيران بأحلام العشق؟ هل تركت باب المنزل مفتوحاً كالعادة للقطط الرمادية كي تمدد على الدرج الرخامي البارد؟
والله لم أعلم أن المنية تستأذن قبل الدخول.. وأنني سآتي من سفري الطويل وأجدك مجرد صورة في برواز وشارة سوداء على حافته.. وثلاث عشرة شمعة مضاءة ما زالت.. وموسيقى الميلاد تركت منذ مدة تسح هكذا عبر الفراغات وعلى الأشجار العجوز.. كانت موسيقى تنطلق من البيت شرسة جداً وحزينة جداً أكلت قلبي تماماً.
3 منزل لامرأة مجنونة
* ماذا يخيفك أكثر من الطهر؟
سأل ادسو.. فأجاب جيوم: التسرع امبرتوايكو (اسم الوردة)
كانوا يدركون أن أظافر (الربابة) سوف تخمش وجه المكان.. والمرج يرتدي مكنونته، وهو يكتم آهة ما كانت لتخرج لولا وجود سنجاب شاحب في كامل أناقته.
كانوا على عتبة الهموم حين جاءت المرأة الجميلة.. قالوا إن عقلها ضاع بسبب الوحدة والأحلام الخاصة بالرغبات والنزوات والغرائز القوية أعدت لهم نقانق سامة على مائدة تنصب لمرة واحدة وللأبد.
قالت: مشط شعرك يا من تكشف أطلالي..
وقالت: ابتسم أمام شهواتي الغامضة أيها الوسيم الذي أطلق عصفور المطر على غصن الحنين.
قال أحكمهم: سوف أكتب لك ان أجمل سعادة هي الزائلة وأن أروع عطر هو الذي يأتي بعد فراغ القارورة تماماً.
نظرت إلى الجميع واتجهت إلى.. هدير مكبوت.. وبريق في العين وابتسامة متوشحة.. جريت من الخوف والارتباك.. جريت.. جريت.. وهي وراءي على حالتها والمنزل يتسع.. ويتسع.. ويتسع
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved