أيّها الغارقون في لُجَجِ النومِ |
أما آنَ أنْ يَهُبَّ النيامُ؟ |
أيها الراتعون في نِعَم الله |
كما سامَ في الفلا أنعامُ |
أيها السادرون في الغيِّ |
هلاّ وعظتكم بصرفها الأيام |
أيها اللاهثون في جمع مالٍ |
يستوي الحِلُّ عندكم والحرام |
أيها اللابسون أثوابَ ذُل |
هلْ رضيتمْ بأنْ يسودَ اللئام؟ |
أيها المسلمون صِرتُمْ غُثاءً |
صدق المصطفى عليه السلام |
كيف ترضون أن يُهانَ كلام الله |
جهراً تدوسُهُ الأقدام |
ثُمّ يُلقى في دورة الماء لمّا |
مزّقته الأنجاسُ في (غوانتانامو) |
يبطحون الأسرى عراةً على الأرض |
ويُحثى على الوجوه الرّغام |
يخجل المرءُ أنْ يقول الذي |
يحدث في السجن وهو عارٌ وذامُ |
كلّ هذا ولم يُحرّك لديكمْ |
ساكناً أَمْ تُراكمُ أصمامُ؟ |
وكأنّي أرى المقابرَ تهتزُّ |
وتحت الترابِ ثارت عظام |
وتنادى الأبطالُ عبر المسافات |
وعبر القرون، والناس قاموا |
وإذا بالقوّادِ هبّوا سراعاً |
وعلى إثْرِهم خميسٌ لُهام |
ههنا خالدٌ وهذا عليٌّ |
والمُثنّى وسعدٌ المِقدام |
وهنا طارقٌ وموسى وعمروٌ |
وعليهم تُرفرفُ الأعلام |
أجمعوا أمرهم ونادوا بصوتٍ |
رَدَّدَتْهُ السهولُ والآكام |
أيها المسلمون ماذا دهاكم؟ |
كيف هُنْتُمْ وشُوِّهَ الإسلام؟ |
أينَ مجدٌ مُؤَثَّلٌ قد بنينا |
هُ قويٌّ وعزِّةٌ لا تُضام؟ |
أيُّ خِزْيٍ وأيُّ عارٍ كهذا |
تتأذى بذكره الأيام |
أَترى الشاعر الحكيم عناكم |
وهو في قوله بحقِّ إمام |
(مَنْ يَهُنْ يسهل الهوانُ عليه |
ما لجرحٍ بميّتٍ إيلام) |
أيها المسلمون هبّوا خِفافاً |
واغسلوا العارَ تُغسلِ الآثام |
أيُّهذا المليارُ والربعُ هل |
فيكم شعورٌ أمْ أنّكم أرقام؟ |
لو تهبّون هبّةً لرأيتم |
كيف يُضفى عليكم الاحترام |
لو تقولون (لا) جميعاً بحزمٍ |
وثباتٍ خافتكم الأزلام |
إنْ سكتنا على الهوانِ امْتُهِنَّا |
وعلى الخسف كلَّ يومٍ نُسام |
ما يقول الأحفاد عنّا إذا ما |
وجدوا صفحةً كساها الظلام |
أيُّ عذرٍ لنا إذا ما سُئلنا |
يوم حشرٍ يطولُ فيه المُقام؟ |
هذه دولة اليهود استبدّتْ |
ولذا مارسَتْ علينا من الجَوْرِ |
صنوفاً يشيبُ منها الغلام |
أحرقوا قدسنا فلمّا سكتنا |
دنّسوه واستفحل الإجرام |
كلَّ يومٍ جرائمٌ تتوالى |
وهي تعني أنْ ليس ثمّ سلام |
كلّما أُبرمَ اتفاقٌ تولَّى |
كِبْرَ تبرير نقضه الحاخام |
وجدارُ الفصل الذي شيّدوه |
شاهدٌ أنّهم هم الظُّلاّم |
طائراتٌ ذكيّةٌ سلّطوها |
تقتل الناس ما تطيشُ السهام |
كلُّ (بلدوزرٍ) تميّز غيظاً |
وهو للهدم عاشقٌ مستهام |
يبتنون المستعمرات بأر |
ضي كلّ يومٍ مستعمراتٌ تُقام |
وترونَ الأطفالَ يغدون صُبحاً |
بوجوهٍ يزينها الابتسام |
يحملون الدروس يرجون فوزاً |
ويعودون بعضهم أيتام |
حيث إنّ البيوت دُكّت على الأهل |
فماتوا.. فكلُّ بيتٍ رُكام |
وتراهم على الدروب بلا وعيٍ |
يهيمون والدموع سِجام |
وتهاووا على الثرى يتضاغون |
جياعاً وليس ثمَّ طعام |
هكذا دأبهم إذا هُدَّ بيتٌ |
فعلى أهله يحوم الحِمام |
ليريحوهُم من البحث عن بيتٍ |
سواه كي لا يكون ازدحام |
عزموا الآن يهدمون بيوتاً |
ليقيموا حديقةً يا كِرام |
يقطعون الأشجارَ والطلعُ فيها |
فهي في كلّ بقعةٍ أكوام |
وكأنّ الذي نراه خيالٌ |
عرضته أمامنا أفلام |
كلُّ آمالنا استحالت هباءً |
ثم حلّتْ محلها الآلام |
أيها المسلمون ماذا فعلتم |
أين ذاك الإباء والإقدام؟ |
أيها المسلمون قد بُحَّ صوتي |
هل على مَنْ يموتُ قهراً ملام؟ |
أنا أعمى لكنني مستعدٌ |
فاجعلوني قذيفة.. والسلام |