الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th June,2005 العدد : 110

الأثنين 6 ,جمادى الاولى 1426

أيّها المسلمون
شعر: سليمان بن عبدالعزيز الشريف
أيّها الغارقون في لُجَجِ النومِ
أما آنَ أنْ يَهُبَّ النيامُ؟
أيها الراتعون في نِعَم الله
كما سامَ في الفلا أنعامُ
أيها السادرون في الغيِّ
هلاّ وعظتكم بصرفها الأيام
أيها اللاهثون في جمع مالٍ
يستوي الحِلُّ عندكم والحرام
أيها اللابسون أثوابَ ذُل
هلْ رضيتمْ بأنْ يسودَ اللئام؟
أيها المسلمون صِرتُمْ غُثاءً
صدق المصطفى عليه السلام
كيف ترضون أن يُهانَ كلام الله
جهراً تدوسُهُ الأقدام
ثُمّ يُلقى في دورة الماء لمّا
مزّقته الأنجاسُ في (غوانتانامو)
يبطحون الأسرى عراةً على الأرض
ويُحثى على الوجوه الرّغام
يخجل المرءُ أنْ يقول الذي
يحدث في السجن وهو عارٌ وذامُ
كلّ هذا ولم يُحرّك لديكمْ
ساكناً أَمْ تُراكمُ أصمامُ؟
وكأنّي أرى المقابرَ تهتزُّ
وتحت الترابِ ثارت عظام
وتنادى الأبطالُ عبر المسافات
وعبر القرون، والناس قاموا
وإذا بالقوّادِ هبّوا سراعاً
وعلى إثْرِهم خميسٌ لُهام
ههنا خالدٌ وهذا عليٌّ
والمُثنّى وسعدٌ المِقدام
وهنا طارقٌ وموسى وعمروٌ
وعليهم تُرفرفُ الأعلام
أجمعوا أمرهم ونادوا بصوتٍ
رَدَّدَتْهُ السهولُ والآكام
أيها المسلمون ماذا دهاكم؟
كيف هُنْتُمْ وشُوِّهَ الإسلام؟
أينَ مجدٌ مُؤَثَّلٌ قد بنينا
هُ قويٌّ وعزِّةٌ لا تُضام؟
أيُّ خِزْيٍ وأيُّ عارٍ كهذا
تتأذى بذكره الأيام
أَترى الشاعر الحكيم عناكم
وهو في قوله بحقِّ إمام
(مَنْ يَهُنْ يسهل الهوانُ عليه
ما لجرحٍ بميّتٍ إيلام)
أيها المسلمون هبّوا خِفافاً
واغسلوا العارَ تُغسلِ الآثام
أيُّهذا المليارُ والربعُ هل
فيكم شعورٌ أمْ أنّكم أرقام؟
لو تهبّون هبّةً لرأيتم
كيف يُضفى عليكم الاحترام
لو تقولون (لا) جميعاً بحزمٍ
وثباتٍ خافتكم الأزلام
إنْ سكتنا على الهوانِ امْتُهِنَّا
وعلى الخسف كلَّ يومٍ نُسام
ما يقول الأحفاد عنّا إذا ما
وجدوا صفحةً كساها الظلام
أيُّ عذرٍ لنا إذا ما سُئلنا
يوم حشرٍ يطولُ فيه المُقام؟
هذه دولة اليهود استبدّتْ
ولذا مارسَتْ علينا من الجَوْرِ
صنوفاً يشيبُ منها الغلام
أحرقوا قدسنا فلمّا سكتنا
دنّسوه واستفحل الإجرام
كلَّ يومٍ جرائمٌ تتوالى
وهي تعني أنْ ليس ثمّ سلام
كلّما أُبرمَ اتفاقٌ تولَّى
كِبْرَ تبرير نقضه الحاخام
وجدارُ الفصل الذي شيّدوه
شاهدٌ أنّهم هم الظُّلاّم
طائراتٌ ذكيّةٌ سلّطوها
تقتل الناس ما تطيشُ السهام
كلُّ (بلدوزرٍ) تميّز غيظاً
وهو للهدم عاشقٌ مستهام
يبتنون المستعمرات بأر
ضي كلّ يومٍ مستعمراتٌ تُقام
وترونَ الأطفالَ يغدون صُبحاً
بوجوهٍ يزينها الابتسام
يحملون الدروس يرجون فوزاً
ويعودون بعضهم أيتام
حيث إنّ البيوت دُكّت على الأهل
فماتوا.. فكلُّ بيتٍ رُكام
وتراهم على الدروب بلا وعيٍ
يهيمون والدموع سِجام
وتهاووا على الثرى يتضاغون
جياعاً وليس ثمَّ طعام
هكذا دأبهم إذا هُدَّ بيتٌ
فعلى أهله يحوم الحِمام
ليريحوهُم من البحث عن بيتٍ
سواه كي لا يكون ازدحام
عزموا الآن يهدمون بيوتاً
ليقيموا حديقةً يا كِرام
يقطعون الأشجارَ والطلعُ فيها
فهي في كلّ بقعةٍ أكوام
وكأنّ الذي نراه خيالٌ
عرضته أمامنا أفلام
كلُّ آمالنا استحالت هباءً
ثم حلّتْ محلها الآلام
أيها المسلمون ماذا فعلتم
أين ذاك الإباء والإقدام؟
أيها المسلمون قد بُحَّ صوتي
هل على مَنْ يموتُ قهراً ملام؟
أنا أعمى لكنني مستعدٌ
فاجعلوني قذيفة.. والسلام
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved