الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th June,2005 العدد : 110

الأثنين 6 ,جمادى الاولى 1426

وميض
فنانو الدوادمي عن قُرب «12 »
عبد الرحمن السليمان
كان معرض المعلمين الأول الذي نظمته إدارة التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي فرصة للتعرف عن قرب على الدوادمي، (المدينة والفنانين والناس). المعرض مثّل الاهتمام بالفن والتربية الفنية أما البرنامج فمع قصر الفترة التي قضيتها في الدوادمي كان حافلا بزيارة الفنانين في مراسمهم والحديث معهم في شئون الفن.
تحتضن مدينة الدوادمي جماعة (فنانو الدوادمي) التي انطلقت من مرسم نادي الدرع الذي لم يزل يحتضن بعض الفنانين وقد التقيت بغازي الجعيد وثويمر العتيبي وفارس العتيبي، وفي معرض المعلمين كان لقائي بمعظمهم. أكبر في عدد من الفنانين حماسهم وغيرتهم الفنية وعندما أتلمس بعض الجوانب المتعلقة بنشاط الفنانين فإني أستشعر بعض الحساسية فيما بين بعضهم ربما بسبب أن هناك نوعا من التنافس الذي أرجوه شريفا يعود عليهم وعلى المحافظة بالإيجاب، فالدوادمي التي لفتت الكثيرين بفن أبنائها يجب المحافظة على هذا المكتسب الذي تم التأسيس له من عقود ومنذ كان الفنان الراحل عبد الله العبد اللطيف يعتلي القائمة بجهده ودوره في إيجاد حلقة وصل مع المجتمع الذي اعتقد أن معظمه يقدر الفن عموما والنحت الذي يتوزع في بعض ميادين المدينة خصوصا، من ذلك فلا عجب أن يفخر نحات مثل سعود الدريبي بأنه وضع قاعدة أحد المجسمات الجمالية التي لم يتم نصبها إلا بعد وفاة العبد اللطيف.
تمتلئ ورشة الفنان الدريبي بالأعمال الفنية التي اشتغلها خلال الأعوام الأخيرة وقد عرض معظمها في بعض المناسبات مثل معرض الفنون التشكيلية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الدورة الفائتة، لاحظت في أعماله مقدار الانتقال من خامة إلى أخرى أشد صلابة (الرخام) الذي اشتغل عليه معظم النحاتين في الدوادمي، تتنوع مواضيعه بين تمثيل الكائنات أو تضمينها بعض الأفكار والجوانب الإنسانية، هو ما يلفت له منصور المطيري عندما تحدثنا عن أهمية المضمون في اللوحة وهو ما يعني أن يكون للفن رسالة تمس الناس عموما والمجتمعات القريبة خصوصا، والواقع أنني لمست في أعماله حرارة وتوهجا وهو يصيغ أفكاره أو يتناول مواضيعه من تأثير أحداث ووقائع ترتبط بالتاريخ والموروث الإنساني. اعتقد أن المطيري يواصل التأكيد على صيغه الخاصة بتكثيف ممارسته الفنية التي هي من أهم الأسباب التي تساعد على الاكتشاف والتواصل إلى مناطق جديدة تُمَكِّن الفنان على تثبيت أسلوبه الخاص، لعل هذا الأمر لم أجده عند ثويمر العتيبي الذي تتمتع لوحته الوحيدة التي شاهدتها في مرسم نادي الدرع بكثير من المعطيات الفنية، فهو يحرص على أن تنطلق لوحته من فكرة إنسانية، ما يقربه من منطلقات المطيري لكن الإشكال الذي قد لا يساعد على تثبيت أو تأكيد صيغته الفنية هو أن نتاجه الفني محدود جدا، وان ما يدور من أحاديث أو حوارات تجد أصداء تدعو إلى شيء من إحباطه، وهذا إشكال كبير إذا أخذنا في الاعتبار أن الفن ممارسة وسعي ودأب لإثبات الذات والأسلوب بالمشاركة الفعالة في الساحة بمزيد من الإنتاج ردا على أي إثارة لا تدعو لغير الاستفزاز. ويبدو أن الأحاديث عندما تخرج عن أهدافها السامية فإنها تعبر عن سعي للإحباط، وبشيء من افتعال المواقف وهي بالتالي تعبر عن ثرثرة لا طائل منها وكأننا نواجه خوفنا من الدفاع بالهجوم. كان لقائي بالفنان محمد العبد الكريم فرصة للتعرف عليه وعلى أعماله بشكل أكبر وهو الذي يتميز بين فناني الدوادمي بالهدوء والبعد عن الضجيج الذي قد يربك ويفسد، بدلا من أن يبني. لقائي به في منزل الصديق خالد الحميضي كان أكبر من النقاش فقد ترك هذا الفنان أعماله تتحدث عنه.
عندما اطلعت على البوم يتضمن مجموعة كبيرة من أعماله التي كونها من أدلة معارض جماعية شارك فيها والمجموعة الفنية في مثل هذا التجميع تكون مجالا للتعريف بالفنان بشكل متسلسل فكونت لدي أهمية أن تُقرأ أعماله من جديد وأن تجد من يقدمها.


aalsoliman@hotmail

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved