الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th June,2005 العدد : 110

الأثنين 6 ,جمادى الاولى 1426

صدى لون
معالي الأمين (المجسمات) هذا المطلب الغائب!!
محمد الخربوش
كنت قد تناولت في طرح سابق في هذه الزاوية قضية المجسمات الجمالية ومدى البعد الجمالي الذي تضيفه هذه المجسمات على المكان وأن هذا النوع من الفن أصبح مطلباً ملحاً في الشوارع والطرقات والميادين والحدائق العامة، وأنها سوف تضيف لمسات جمالية وهندسية رائعة متى ما نفذت بشكل جاد ومدروس من كافة النواحي الفنية والهندسية وتوظيف الخامة المناسبة إضافة إلى ارتباطها بالأرض، وكنت أيضاً قد أوردت مثالاً حياً وشاهداً على أرض الواقع لما ذهبت إليه من خلال مدينة الجمال والفن جدة هذه المدينة التي أصبحت المجسمات الجمالية والتراكيب الفنية سمة من سماتها ومعلماً بارزاً من معالمها بل إنها أصبحت بصمة ملازمة لجدة وكورنيشها الجميل الذي يعج وبشكل مدروس بكل أنواع المجسمات التي والحق يقال جاءت مناسبة للمكان والبيئة بما يؤكد أيضاً أهمية وضرورة مناسبة المجسم للمكان وارتباطه بالأرض من كافة النواحي الجمالية والفنية والهندسية والتاريخية والبيئية لتكون المحصلة النهائية أعمالاً ومجسمات تخدم الموقع من كافة النواحي بدلاً من أن تصبح نشازاً ضرره أكبر من نفعه ما دعاني إلى اجترار كل هذه المعطيات هو شح هذه المجسمات وبشكل كبير من العاصمة الرياض، هذه العاصمة العملاقة المزدهرة بكل معطيات الحضارة والنهضة والتقدم سواء في العمران أو الحركة أو الهضة الصناعية والاقتصادية والتقنية اضافة إلى وجود طرقات وميادين وتقاطعات وجسور وحدائق عامة تتطلب تدخل الفن والجمال ليضيف إلى هذه الخرسانات الجامدة والصروح العملاقة أبعاداً جمالية وهندسية مهمة.
إن مدينة عملاقة بحجم الرياض وبحجم ضجيجها وصخبها وحركتها بحاجة إلى إضافات جمالية فنية لتساهم هذه الإضافات والمتمثلة بالمجسمات الفنية في تقديم صورة أجمل لعاصمة كبيرة بحجم الرياض. وليسمح لي معالي أمين مدينة الرياض وهو الرجل المثقف إلى أن ما دعاني أيضاً إلى مثل هذه الطرح هو ما لاحظته في العديد من العواصم العربية والأوروبية من اهتمام بالغ في مسألة المجسمات الجمالية بل إنها منتشرة بشكل مدروس وبعناية فائقة جداً من خلال زرعها في مواقع مناسبة لها فنياً وهندسياً وبيئياً بما يؤكد أيضاً هذا الدور الرائع لهذه المجسمات. إضافة إلى تنامي الذائقة الجمالية لدى شريحة كبرى من المواطنين الذين أصبحوا يعشقون الجمال في كل معطيات الحياة بما في ذلك السكن والملبس والمركب والشارع والحي والسلوكيات وكل ماله علاقة بالإنسان نفسه صحيح أن الأمانة لديها أولويات ولديها برامج وخطط تنفذها حسب الحاجة والأولوية لكن ليسمح لي معالي الأمين أيضاً أن الجمال أصبح هو الآخر مطلباً حضارياً مهماً في ظل تسارع رتم الحياة في المدن وعنفوان الحركة والصخب الذي لا يهدأ. أتمنى على معالي الأمين أن ينظر لمثل هذا النوع من المعطيات الجمالية نظرة جادة وأن تتم دراسة الموضوع من كافة جوانبه لنصل سوياً إلى رياض جميلة في كل شيء.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved