|
عنف اللغة
|
تأليف: جان جاك لوسركل، ترجمة: محمد بدوي، سعد مصلوح، بيروت: المركز الثقافي العربي، 2005
***
يتناول هذا الكتاب تحليل الحوار الذي يدور بين أفراد الأسرة والأشقاء والأصدقاء، ويستهدف تلك الأسر التي تعاني من المنازعات المستمرة وفوضى الحوار وغياب التفاهم.
فالمؤلفة تبيّن أن هناك مراحل مختلفة للتواصل العائلي، وأن التواصل بين أفراد الأسرة ضروري حتى ولو كانوا في شجار دائم. كما تصف بشكل تفصيلي آلية فهم وشجب وانتقاد الأمهات، والحس الدفاعي لدى المراهقين، وسيطرة الأشقاء المنافسين.. إنها ترشدنا كي نتصف بشكل جيد وإيجابي وفعّال لنفهم الرسالة التي تدور خلف الكلمات.
ومن المهم تفكيك الخيوط المتشابكة للأحاديث التي تدور فيما بين الرفقاء والأحبة وزملاء العمل، وحتى في التعاملات اليومية بين الناس، حيث إنها تحمل رموزاً، المفروض أن نعرف كيف نتعامل معها.
إن ما وراء الرسائل والطلبات غير المباشرة المتجلية من خلال المواقف والحوارات، أي المعاني غير المنطوقة وراء ما يقال، تفتح أعيننا على المستويات المختلفة للمعاني، وترشدنا إلى ما وراء الاتصالات، وطرق التعبير بالحديث، وتقدم لنا الخبرة حول كيفية تحسين أسلوب تواصلنا مع باقي أفراد العائلة وزملائنا في العمل وأصدقائنا.
يحاول الكتاب أن يؤكد أن الطابع التاريخي للأسرة يضيف إلى قيمه تعقيداً للحوارات اليومية المتبادلة، وسيجد الآباء العديد من الاستبصارات التي تساعدهم على التعامل مع أبنائهم المراهقين خاصة، حين يفهمون الرسائل التي تحملها حواراتهم وكيف يؤثر سلباً عدم فهمها في تحسين مستوى الاتصال.
لذلك عرضت المؤلفة في الكتاب مفاهيم التحكم والتواصل والرسائل التي تحملها الحوارات العائلية وما وراءها.
ثم شرحت ديناميكيات الكلام داخل الأسرة، والصور المختلفة للمحادثات العائلية، واستعرضت من خلالها طرق الكلام التي يمكن أن تشعل النزاعات، ثم تؤدي إلى تصاعدها، وكيفية الخروج من هذا المأزق.
ثم عرفت مغزى الاعتذارات لدى النساء والرجال، وكيف يمكن أن تكون علاجاً شافياً لتحسين العلاقات بدلاً أن تكون مصدراً للنزاع والشقاق.
واستعرضت أهمية فهم اختلاف طبيعة التعبير بين الجنسين في التعبير والكلام ومدى تأثير ذلك على أبسط طقوس الأسرة.
إن فهم طبيعة النوع الاجتماعي وأنماط الكلام المبنية على ذلك يؤثر على التواصل في العلاقات العائلية للوصول للغة مشتركة تربط ما بين عالم الذكورة وعالم الأنوثة.
تابعت المؤلفة محادثات المراهقين، فعرفت أن حالات التباعد في وجهات النظر تدفع المراهق للانطلاق إلى عالمه، وهو عالم مختلف عن العالم الذي يعرفه الوالدان، وبسبب الافتراضات المتعارضة عن العالم وكيف تسير الأمور، يمكن أن تشتعل المحادثات بين الجانبين وتخرج عن السيطرة، ولا يتم تسوية الموقف أبداً.
ثم تتحدث عن الثوابت والمتغيرات في محادثاتنا مع أمهاتنا خلال حياتنا معاً، بل حتى بعد رحيل أمهاتنا، كما تتأمل التحدي الخاص الذي تواجهه الأمهات عند حديثهن إلى أبنائهن البالغين.
أيضاً تستعرض حديث الأشقاء والشقيقات الذين يمثلون لنا الرفقاء والمنافسين.
وأخيراً تبين كيف تكون المحادثات بين النساء والرجال فيما بين الأجيال المختلفة، التي تبدو أنها حديث بين ثقافات متباينة؛ لأنه في بعض الأحيان تضم العائلة أفرادا نشؤوا وترعرعوا في بلاد مختلفة أو مناطق مختلفة من نفس الدولة أو دول أخرى، أو جاؤوا من طبقة اجتماعية مختلفة، حيث يلتقي اثنان مختلفان تماماً ليكونا أسرة.
في هذه الأسرة إن الكلام مع أقارب أحد الأطراف يمثل تحدياً خاصاً؛ إذ أن خلفياتهم تنتج أنماطاً حوارية متباينة.
على الرغم أن الكتاب يتناول ما يدور بين الأعضاء الراشدين في الأسرة إلا أن العلاقات الأسرية تبدأ في المكان الذي نشأنا فيه منذ الصغر؛ لذلك تتحدث المؤلفة بإطناب عن الحوارات التي تدور بين الآباء والأبناء.. بين الأخوة وأقرباء الدم عبر الفترات العمرية المختلفة.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
