الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th June,2005 العدد : 110

الأثنين 6 ,جمادى الاولى 1426

الرق في بلاد المغرب

تأليف: عبد الله بنمليح
بيروت: مؤسسة الانتشار العربي، 2004
***
تحاول هذه الدراسة الكشف عن جذور ظاهرة الرق في الغرب الإسلامي ومنابع الاسترقاق وروافده ووضعية الرقيق القانونية والشرعية ومكانته المتدنية في البنية الطبقية والسلم الاجتماعي.
كما تكشف عن الدور الفاعل للرقيق في المجتمع المغربي الأندلسي رغم تهميشه واحتقار مكانته الاجتماعية.
يقسم المؤلف دراسته إلى ما يلي:
القسم الأول يتناول المؤلف مؤشرات حضور الرقيق في المغرب والأندلس مستعرضا من خلال هذا القسم روافد الاسترقاق في بلاد المغرب والأندلس خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين.
إلى جانب مصادر الرقيق وتجارته ومسالك تجارة الرقيق وأنواع الرقيق وطرق استجلابه.
وفي القسم الثاني يعرض المؤلف لأوضاع الرقيق وأنشطته خلال فترة الدراسة متناولاً الوضعية القانونية للرق وصورة الرقيق ووضعيته في الأدبيات الفقهية.
كما يعرض المؤلف للنشاط الاقتصادي والوضعية الاجتماعية للرقيق، وأدوارهم السياسية وحضورهم الثقافي الملفت.
يقول المؤلف عن الاسترقاق: (إن الاسترقاق حالة لاحقة تصيب الإنسان في تحركاته اليومية إما من خلال مشاركته في حرب أو تمرد أو عصيان أو خلال تعرضه للخطف على حين غرة أو يضطر إلى ذلك اضطراراً لجريمة ارتكبها أو لدين تراكم عليه ولم يجد سبيلا إلى أدائه غير بيع نفسه أو ولده...).
ثم يتطرق في دراسته بشيء من التفصيل إلى مصادر الاسترقاق التاريخية، كما يستعرض المجالات وجوانب الحياة العامة التي حفلت بحضور الرقيق في بلاد المغرب والأندلس بصورة كثيفة، فعلى الصعيد الاقتصادي مثلاً تسرب الرقيق إلى العمل في معظم مناحي الحياة الاقتصادية حيث لم يكن هناك ما يمنعهم من مزاولة هذه الأعمال.
وفي دراسة تتبعية توصل المؤلف إلى ذوبان الرقيق في الحياة الاقتصادية بشكل كامل، فمن الرعي والفلاحة والاحتطاب، إلى امتهان عدد من الحرف الأساسية التي كانت جزءا هاما من احتياجات الناس في تلك الفترة.
أما بالنسبة للمجال الاجتماعي فيشير المؤلف إلى أن الرقيق شكل فئة مستضعفة احتلت مراتب دنيا لا تتناسب والخدمات التي كانت تقدمها لسائر الفئات الاجتماعية الاخرى.
كما انتشر الرقيق في جميع مناحي الحياة الاجتماعية الأمر الذي تبعه انصراف الرجال عن الزواج بالحرائر في الأندلس في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري وذلك لرخص أثمان بنات الروم، ولقبولهن أدنى درجات الحياة الإنسانية من غذاء ولباس ومسكن.
ويشير المؤلف إلى بعض الأساليب التي كان الناس يتبعونها في حق الرقيق بهدف إضعافه منها تجريده من الأسماء التي تجعل له تاريخاً وامتدادا، وإخصائه لعزله عن المجتمع ومنعه من التكاثر ومن التواصل الاجتماعي، ثم إعداد الإماء لممارسة البغاء واللهو والمجون.
ورغم هذا الإقصاء فقد استعرض المؤلف تلك الأدوار السياسية الهامة التي لعبها العبيد، وحضورهم السياسي اللافت في بلاط السلطة في فترة الدراسة المشار إليها.
وهذا ماحدث عندما التحق الرقيق زرافات ووحدانا بخدمة الدولة، وتوج والي مصر عبدالعزيز بن مروان هذا الاندفاع بتعيين غلامه تليد على ولاية برقة.
ووسط عشرات الوقائع والأمثلة التي يسوقها المؤلف، يتضح مدى تمكن الرقيق من الوصول إلى قصور وبلاط السلطة.
وفي البحث في الدور السياسي للفتيان في بلاد الأندلس اهتم ابن حيان بتسجيل وفاة أحدهم وهو أبو الفتح نصر الخصي سنة 236 الذي بلغ مكانة رفيعة في الدولة تلي مكانة الأمير الأموي مباشرة فهو (خليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم المقدم على جميع خاصته المدبر لأمر داره المشارك لأكبر وزرائه في تصريف ملكه).
وعلى الجانب الآخر تعرض العبيد لتصفية حسابات بين الولاة وذهب العشرات منهم ضحية لها.
ويشير المؤلف إلى نشوء جبهات معارضة من العبيد لمناهضة السلطة، فقد تنامى عددهم وزاد ثقلهم السياسي، وساعدهم ما مرت به بلاد المغرب خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين من الفوضى والانتقال السياسي، الأمر الذي أفسح لهم دورا بارزا إلى جانب حركات المقاومة ضد السلطة.
وهنا يستعرض المؤلف ثورات الرقيق وتأثيراتها الاجتماعية والسياسية على مجمل الأوضاع في بلاد المغرب.
على الجانب الثقافي حفلت كتب التراجم والطبقات بنماذج من موالي أندلسيين تميزوا وذاع صيتهم منهم حارث بن أبي سعيد مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية، ومحمد بن خالد بن مرتنيل وغيرهم.
ويؤكد المؤلف... (أن الفضل يعزى لكتب التراجم التي احتفظت لنا بأسماء مؤلفين من الموالي وعناوين تصانيفهم، وهي عناوين شملت العلوم الدينية من فقه وحديث وتفسير إلى جانب فنون أدبية كالشعر والعروض، فضلا عن علوم أخرى كالحساب والتنجيم ثم مؤلفات أخرى عالجت قضايا المجتمع في عصرها..).
وتطرق المؤلف لدراسة وضع الرقيق من وجهة نظر قانونية وتشريعية، حيث استعرض صورة الرقيق في الكتابات الفقهية التي تراوحت بين اعتباره شيئا متداولاً.. سلعة أو حيواناً وبين اعتباره إنسانا متداولا أيضا، كما استعرض حياة الرقيق منذ ولادته إلى وفاته، مؤكدا أن الرقيق كان مقيد الحركة محدود التصرف في نفسه وماله وأسرته.
يقع الكتاب في (632) صفحة من القطع العادي..
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved