بوش تحت المجهر
جولة داخل عقل الرئيس
|
تأليف: جوستن أ. فرانك، ترجمة: سعيد الحسنية، بيروت: الدار العربية للعلوم، 2005م
***
في هذا الكتاب (بوش تحت المجهر) يقوم الدكتور جوستن أ. فرانك، وهو محلِّل نفسي في واشنطن العاصمة وأستاذ لمادة علم النفس، بفكِّ أحجية شخصية بوش، جامعاً صورة نفسية شاملة للرئيس بوش. يبني فرانك قضيته باستخدام مبادئ علم النفس التطبيقي، ويصل إلى استنتاجات تسبِّب قلقاً عميقاً.
ومن خلال تحليل دقيق لسلوك بوش وتصريحاته العلنية، بالإضافة إلى استخدام سجل تاريخي وفَّره الصحفيون وكاتبو السِّيَر الذين عرفوا الرئيس جيداً، يتتبع فرانك تطور شخصية بوش من الطفولة إلى يومنا الحاضر. وعن طريق التفحص الدقيق لوالدي الرئيس، وعلى الأخص باربرا بوش، وهي النظامية المشهورة التي يمكن أن تكون حالة عدم الأمان لديها قد منعتها من رعاية ابنها بالشكل الكافي، يجد فرانك جذور الانفصام النفسي الشديد في طفولة بوش الذي لا يزال له تأثير مسيطر على نظرته إلى العالم. ويجادل فرانك بأن هذا الانفصام قد أعاق قدرة بوش على السيطرة على عواطفه عن طريق تغذية نفسيته بقلق مضطرب، وتكييف هذا القلق حتى يستطيع النظر إلى العلم بشروط الأبيض والأسود التي كان من الواضح أنها قد شكَّلت معالم إدارته.
ومن بين المواضيع الأخرى التي يتفحَّصها فرانك: إحساس بوش المغلوط بالقدرة المطلقة المغروس في داخله أثناء مرحلة طفولته؛ حيث لقي تشجيعاً عن طريق انغماسه العميق في تعاليم الدين الأصولي. وإدمان الرئيس شرب الكحول كما ورد في سجلِّه، وقد ترك ذلك دون علاج، والمسائل التي يثيرها هذا الأمر حول الإنكار والإفساد ولمحات التأهيل في حضارتنا. والدليل الشائع المتنامي حول احتمال إصابة بوش باضطرابات القراءة والتهجئة، والاضطرابات الناتجة عن النشاط المفرط ADHD، واضطرابات فكرية أخرى. وارتياحه الناتج عن العيش خارج القانون، ومن تحدِّي القانون الدولي خلال رئاسته، وذلك بنفس الجرأة التي تحدَّى فيها ذات مرة اللوحات التي تحذِّر من القيادة تحت تأثير الكحول وقوانين الحضور العسكرية. وعلاقة المحبة الكراهية مع والده، وكيف أنها أطلقت مزيجاً معقَّداً وخطراً من المشاعر بما فيها الحنين والمنافسة والغضب والسادية. وأنماط بوش الفكرية الجامدة والمبسطة؛ جنون الاضطهاد وجنون العظمة، وكيف دفعته إلى اختراع خصوم يمكنه تحطيمهم.
كتاب (بوش تحت المجهر) هو لوحة لشخصية جورج دبليو بوش، واتهام يُدين سياساته في الوقت نفسه، وهو يلقي ضوءاً جديداً على إدارة يعتمد سجلها الحافل بالعنف والقسوة على النفسية المتقلِّبة لرجل يقف في وسطها.
ويطرح المؤلف في نهاية دراسته (بوش تحت المجهر) سؤالاً يقول فيه: (هل رئيسنا مؤهَّل نفسياً كي يُدير البلاد؟!).
يقع الكتاب في (240) صفحة من القطع العادي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
