ومن لا يعرف أستاذنا الدكتور راشد المبارك فارس العلم والفكر والأدب والفلسفة، فهو أستاذ الكيمياء غير العضوية في مجال كيمياء الكم بقسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة الملك سعود عام 1394هـ.

كان أستاذنا متمكناً في مادته العلمية واسع العطاء دقيقاً في تقييمه لطلابه، ومن مجال العطاء في التدريس إلى مجال العطاء في مجال البحث العلمي حيث إن له أبحاثاً منشورة في مجال كيمياء الكم وأبحاثاً مبتكرة في المجال المغناطيسي الناتج من حركة الإلكترونات المدارية حول نواة الذرة، وأبحاثاً أخرى عن العزم المغناطيسي الناشئ من حركة الإلكترون حول نفسه وتأثير ذلك في مستويات الطاقة في الذرة والجزيء، وهذه الأبحاث سبق أن نشرت له في مجلة الجمعية الكيماوية الأمريكية ومجلة الكيمياء الفيزيائية. وله باع طويل في الفكر والأدب والفلسفة والشعر حيث يقيم في بيته ندوة علمية أدبية كل يوم أحد من كل أسبوع، وما زالت قائمة حتى الآن، حتى وإن كان خارج البلاد، يحضرها لفيف من رجال العلم والفكر والأدب. ولا غرابة في كل ذلك فهو سليل أسرة عريقة مشهورة بالفكر والعلم والأدب وهي أسرة آل مبارك.

كان لي الشرف وما زلت أحد طلابه من 1396 إلى 1398هـ، تعلمنا منه في ذلك مع زملائي تعريف الجد بمفهومه المعرفي واستقصاء العلم الحديث من أسرته، ولعلي هنا أذكر معلومة علمية في وقتها عندما دخل علينا ونحن في السنوات الأخيرة من الدراسة ليشرح نظريات الكم الحديثة فبدا علينا جميعاً من مقدمة بعنوان (بزوغ نظرية الكم) نوع من الاستغراب شابه الضحك في أنفسنا باستخدامه كلمة (بزوغ)، واستطرد أستاذنا الجليل في شرح هذه النظرية الحديثة في ذلك الوقت. وعندها عرفنا مدى دقة أستاذنا الجليل في استخدامه للكلمات العلمية من ناحية لغوية دقيقة؛ فاستاذنا المبارك هو - والحمد لله - مبارك في علمه وفي أدبه وفي تعامله مع تلامذته. أما من جانب كلية العلوم أول كلية علمية في وطننا الكبير فأستاذنا المبارك أرسى أسس وقواعد علمية من خلال تعليمه أبناء هذه الكلية من الكيميائيين، وأسس بكل تواضع التعامل الخلوق بين الزملاء، وهذه الكلية - والحمد لله - هي مصنع للرجال.

نسأل الله تعالى لأستاذنا جميعاً وأستاذي أناً شخصياً دكتورنا المبارك وافر الصحة والعافية وأن يجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم، ودمتم بخير أستاذي المبارك.