Culture Magazine Monday  13/08/2007 G Issue 211
مداخلات
الأثنين 30 ,رجب 1428   العدد  211
 
الصالونات الأدبية والوجاهة الاجتماعية

 

 

المكرم مدير الشؤون الثقافية.. بعد التحية..

في عدد 202 من المجلة الثقافية أمتعنا الأخ محمد عبدالعزيز اليحيا بما كتبه عن الصالونات الثقافية والأدبية بأنها قد تكون للوجاهة، وأكد ذلك مدعوماً بما ذكره الأستاذ الشاعر عبدالله سميح العصيمي وعدد من المكالمات، لكن الإشادة الكبيرة والمكتوبة التي أكدت صحة مقالته كانت مع الأديب الكبير المؤرخ عاتق البلادي، وذلك في حوار معه يوم الأربعاء 29-4-1428هـ بجريدة الندوة، حيث قال: حضرت عدداً من الفعاليات بهذه الصالونات التي أرادها أصحابها وجاهة اجتماعية، كما أن الحاضرين فيها ليسوا على قدر من المستوى، ويكررون موضوعاتهم، كما أنه اتفق مع الأخ اليحيا في نقطة أخرى، وهي أن هذا لا يعني أن جميع الصوالين غير مفيدة؛ فهناك صوالين ممتازة خدمت الأدب والأدباء كما أن عيوبها هي عيوب الأندية الأدبية نفسها، وهو تأخرها لساعات متأخرة من الليل، والشيء الغريب أن هناك أشخاصاً تعودوا في المجال الثقافي أن يقحموا أنفسهم في مجال لا يفهمون فيه، كما أنهم يحرجون أنفسهم عندما يدعون بتلك الصالونات أسماء ضعيفة جداً وغير مدركة لما يطرح لأن هدفهم فقط هو الضوء الإعلامي... أ. هـ، والشكر لليحيا كما أنه موصول للأستاذ الأديب عاتق البلادي على توضيح هذه الملاحظات الموجهة لمعظم الصالونات الأدبية المنتشرة في أصقاع وربوع الوطن، وقد حفلت بعض أعداد هذه المجلة بما يغني ويفيد في موضوعات الصوالين الأدبية والأندية الثقافية كالأعداد 69 و70 و71 الخاصة بأدبي الشرقية، واختتم بالعدد رقم 71 بتاريخ 23-6-1425هـ بملاحظات مهمة ثمينة بالقراءة وجديرة بالاهتمام بها، وكذلك عدد 64 بتاريخ 3-5- 1425هـ حيث حظي بأربع صفحات 11-14 ممتعة تخص نادي الباحة الثقافي من إعداد الأستاذ سعيد الدحية الزهراني، وجاء ملف نادي الباحة ساخناً بخلاف جوها ممتلئاً بعدد محبيها والغير الذي ألفها مكاناً وإنساناً. والجزيرة الثقافية، وهي تفتح ملفات جميع الأندية، فإنها تأمل تعزيز الإيجابيات ودرء السلبيات، والتواصل بين مثقفي بلادنا بكل اتجاهاتهم وانتماءاتهم الأدبية مؤمنة بأن من يعمل لا يضيره قدح ولن يقيله مدح.

وما يخص هذا الشأن الفكري والثقافي فقد نشرت المجلة الثقافية بتاريخ الاثنين 8-11-1425هـ عدد 88 في موضوع مكاشفة بعدد أربع صفحات (11-14) ح1 حديث د. محمد الربيع رئيس أدبي الرياض، وعلى حد قوله: أولاً أنا لم آتِ لكي أتحدث أو ألقي محاضرة بل أتيت لكي أناقش معكم كل ما يتعلق بالأندية بشكل عام والنادي الأدبي بالرياض بشكل خاص باعتباري مسؤولاً عنه، فحري بكل متابع ومتلق في فنون المعرفة والأدب أن يقرأ هذه المكاشفة كلها، خاصة أنها بمتابعة عبدالله السمطي، وإدارة حوارها للأستاذ عبدالحفيظ الشمري، ومداخلة د. محمد الربيع نفسه، والأستاذ محمد الشقحاء، والأستاذ محمد العثيم، والشبيه له في المجلة العربية عدد 306 بتاريخ رجب 1423هـ في حوار له (د. محمد الربيع) أجراه سهم بن ضاوي الدعجاني حيث ذكر كعنونة لحواره (أسعى إلى استثارة مثقفي الرياض وإشاعة أدبنا المحلي في المجتمعات العربية قضيتي الكبرى)، وفي عدد 82 بتاريخ 11-9-1425هـ ص22 مداخلات ورد هذا العنوان (الأندية المفترى عليها.. حرام تعميم الأحكام؟!) للأستاذ محمد عبدالله الحميد رئيس نادي أبها الأدبي الثقافي حيث ذكر عدة أسباب جعلها مدخلاً لمن يتناول الأندية والقائمين وهم يجانبون الصواب في كثير من طموحاتهم فمنها:

1 - تحميل الأندية أكثر من حجمها؛ فهي غير مطالبة بأن تكون أكاديميات أو مراكز تدريب.

2 - هناك كتاب رومانسيون ونرجسيون ناصبوا الأندية العداء من أول لحظة تأسست منها؛ لأنهم ينظرون إليها بفوقية واستعلاء، ولا يجدون في القائمين الكفاءة والتقدير فلم يدخلوها ولم يستجيبوا للدعوات المتكررة، واكتفوا بقذفها بالحجارة من وراء الأسوار.

3 - من عجب أن بعض من كان مسؤولاً فيها أو عضواً عاملاً بها، وتركها بعد مرور عقود من الزمان لأسباب تخصه، عاد من جديد يفتح زناد فكره للتقليل من شأنها والتنظير لتغيير مسارها.

4 - العمل الإداري في الأندية تطوعي من المكلفين به لضآلة ما يعطون من مكافآت، وقد تنافست الأندية في التجديد للأعضاء وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين المثقفين وإن تفاوتت النسب بينها في ذلك.

5 - إن من يملك حق التغيير لرؤساء الأندية هو من وضع الثقة بهم وأسند إليهم هذه المهمة وليس غيرهم إلا إذا طبق نظام الانتخابات فلكل حادث حديث.

6 - كما أن أصابع الإنسان ليست سواء فكذلك الأندية لا يصح تعميم الأحكام عليها.. إلى آخر سبب وهو 17 واكتفينا بما ذكرنا توخياً للاختصار وطلب الفائدة والنتيجة.

وذكر الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد عبر حوار أجراه صالح شبرق في صحيفة عكاظ عدد 14898 بتاريخ 25-5-1428هـ أن التغييرات في الأندية الأدبية المحلية لا تتعدى أن تكون جعجعة لم تعط طحنها بعد.

وهناك سؤال مؤداه: هل أنتم راضون عنها (الأندية) أم لك تأمل وتطمح في التغيير وكيف يكون التغيير في نظرك؟ فأجاب: التطور والتغيير إلى الأفضل أمر مطلوب ويحصل في المشورة من الأندية وأعضاء جمعيتها العمومية كما يحصل بالمنافسة الجادة مع المشروع الثقافي الضخم الذي سيصدر قريباً حسبما سمعت وهو مشروع (رابطة أدباء وكتاب المملكة). وفي ملحق الأربعاء بتاريخ 17-11-1425هـ في حوار أجراه جميل الفهمي مع الكاتب الأديب خليل الفزيع تحت عنوان (أكثر المنتقدين للأندية.. أكثرهم بعداً عنها وجهلاً بنظامها وأقلهم نشاطاً)؛ فأجاب الأستاذ الفزيع عن سؤال مفاده لماذا تعيش الأندية الأدبية هذا البيات الشتوي الطويل؟ بقوله: اسمح لي أن أختلف معك في هذا الاستنتاج؛ فما زالت أنديتنا الأدبية تواصل أنشطتها المختلفة بل أجدها في الشتاء أكثر نشاطاً مما هي عليه في الصيف باستثناء الأندية المتواجدة في المدن السياحية، وعلى كل حال فإن لكل ناد موسمه الثقافي المعلن وبالتالي لا يمكن التعميم في هذا الحكم، واستدرك بإجابة أخرى عن الأندية ذاتها فذكر: (ما كتب في الصحف حول الأندية الأدبية خرج عن مساره الصحيح الذي كان يجب ألا يتعداه ليتطرق إلى أمور شخصية لا علاقة لها بالهدف من هذه الكتابة، وهي إصلاح أوضاع هذه الأندية)، ووجّه شبه دعوة للجميع فذكر: ما دامت أبواب الأندية مفتوحة للجميع فلماذا يحجمون عن ارتيادها والمشاركة في نشاطاتها وإبداء آرائهم ومقترحاتهم حول تطوير أدائهم بما ينسجم مع أهدافها المعلنة وطموحات تطويرها؟ هذا هو السبيل الأجدى لتطوير الأداء في الأندية الأدبية بدل استعراض العضلات على صفحات الصحف، والهدم دائماً أسهل من البناء. واعتبر أن إصدارات الأندية الأدبية تمثل المستوى الثقافي في بلادنا؛ لأنها عطاء من يمثلون هذه الثقافة من الأدباء والكتاب. وعن نادي الأحساء المرتقب ذكر: (أمر هذا النادي بيد المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، وأرجو أن يرى النور قريباً بعد أن طال انتظاره، وفي الأحساء من المثقفين من سيضمن له النجاح - إن شاء الله - على ألا يسيطر عليه أدعياء الثقافة الذين يملؤون الدنيا جعجعة بلا طحن فهم أثقل من الهم على القلب).

وذكر د. الحازمي أن الأندية الأدبية لا تزال كما كانت - مجلة اليمامة 1951 غرة جمادى الآخرة 1428هـ وكذلك صحيفة الوطن في عددها 2448 بتاريخ الأربعاء 27-5-1428هـ، وورد خبر مفاده (أن أعضاء مجلس إدارة أدبي أبها يطالبون رئيسهم بالاستقالة الفورية.. والألمعي يستهجن؟!)، والكثير من موضوعات الأندية محيرة وخاضعة للنقد والقبول والرفض، كما قال الحميد: إن من يجب أن يحكم على نجاح أو فشل أي ناد هم منسوبوه وأعضاؤه المستفيدون منه بالدرجة الأولى ثم أهل الحل والعقد في المدينة أو المنطقة وما يخص مطلب المتابعة والرقابة من لدن وزارة الثقافة والإعلام بوضعها شروطاً وقوانين لمن يحق له افتتاح أي ناد أو منتدى فهذا ليس بكاف؛ إذ يتعين التخصص والتأهيل من جانب الوزارة والتعدد في ممارسة الوظيفة لأكثر من خمسة عشر نادياً موزعة في أنحاء المملكة والاستعداء والتحضير لكل ناد في ظل التباين والاختلاف في الاستراتيجية والطرح والنتيجة ووجهات النظر، وتنوع المشارب والأذواق، ولا مندوحة فيه إلى غيره في توحيد الآراء والوفاق في أمر ما أو اتجاه معين حتى على مستوى الفكر التأسيسي، فكيف بمتغيرات المرحلة وظروف تحولاتها ونتائج دراساتها؟ أخي اليحيا لو أرادت بعض الأندية المحذوفة من جنس الصوالين المفيدة أن تعيد التوازن الثقافي لحصل لها ذلك بدءاً من التركيبة الإدارية واحتكاكها المباشر بالأندية الأخرى إلى انتخاب أعضائها ورفع سقف الحرية المعطى لها لتخرج من عباءة المحلية إلى الإقليمية والعالمية والالتفاف مع التغيير والتجدد الراعي لخدمة الأدب والأدباء واستقطاب المتخصصين والمعنيين في شتى ميادين الفكر والثقافة؛ فكل منطقة - والحمد لله تعالى - مملوءة بالكفاءات والإنجازات والتعاطي في الخبرة والعمل؛ ما يؤهلها لخوض مدينة ثقافية وليس نادياً أو منتدى أو جمعية؛ فلو تم استدعاء بين فترة وأخرى بعض الرموز الفكرية من رواد ومؤسسين لخلع الفكرة والخبرة والنظرة على الأندية لكان أجدى في دفع عجلة بعض الأندية فقد ذكرت سلوى أبو مدين فيما يخص عبدالفتاح أبو مدين وهو من مؤسسي نادي جدة الأدبي عام 1395هـ حيث (استطاع بحنكته الثقافية إنشاء صالة نسائية ليحث المرأة على المشاركة برأيها من خلال المنبر) - المجلة الثقافية عدد 201 بتاريخ الاثنين 18-5-1428هـ، فلو تمت ملتقيات ولقاءات على مستوى رؤساء الأندية، ويتم التحضير لجلسات جماعية تحت إشراف وزارة الثقافة كما حصل في اجتماعهم الثامن عشر في مكة المكرمة وحفل الغداء الذي أقامه لهم وزير الثقافة والإعلام في جدة، وقد ذكره ملحق الأربعاء بتاريخ 21 شوال 1426هـ تحت عنوان (مضى عهد الأندية الأدبية فمتى يحل زمن المراكز الثقافية بتنوعها وثرائها؟) على لسان معالي الوزير إياد مدني، وجلسات فردية نادوية وتكثيف دور البرامج والمحاضرات في امتزاج النوادي ببعضها؛ فالمطلوب إذن من الوزارة - حسب ما هو مذكور - إنشاء خريطة جديدة بآلية مناسبة للأندية الثقافية لتحريك الأندية كما يجب أن تكون، وكذلك إنشاء الرابطة أو الهيئة كما أرادها الأديبان إبراهيم الناصر الحميدان ومحمد الشقحاء، وكذلك صندوق الأدباء المعتمد على الإنشاء الثاني، كما جدد المطالبة به الأديب عبدالله الشباط، وكذلك المتابعة والاستقراء من الجمعية الإعلامية في ملاحقة إنتاجات النوادي والتعاطي في مناسباتها وأحداثها، ففي ظني القاصر والمتواضع الذي يكمله أخي اليحيا أننا بحاجة إلى نقد موضوعي ومتوازن يتم من خلاله التشجيع على الإيجابيات وغربلة السلبيات والظن الحسن لجميع مؤسساتنا الثقافية ومنابرنا الفكرية التي تكون عادة بمنأى عن الشللية والتعارفية والتحاصص المحتمل ألف لغة وألف مسار وألف منظومة عملية وأن يكشف بالأقلام الواعدة والأفكار الجديدة، وأن يقبل الإبداع مهما كان نوعه وجهته وجنسه.

واصل عبدالله البوخضر الأحساء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة