(1)
يا نظرةَ الخجلِ فِي عينيْ غريبينِ ائتلفا
خَفضَا جَنَاح الودِّ مِنَ الهَوى
قَرِّي حيا(ء)
عشرُ الأصابعِ مَا تَصَافَحَتْ ؛
عُضّتْ نَدَم !
حينَ قالَ كلُّ الآخرينَ: لا
فِي وجهِ قلبين قالا: نعَم
.. فلانَ القلبانِ مِنْ بَعدِ ذلك
فصارا
كالقَطْرِ لِينَا ..
(2)
تلا - على القلبِ - آياتِ الراحلين
فشمَّعَ بَابَهُ دُبرَهَم
تبَّ الحبُّ مِنْ بَعْدِهِم !
كان مَنْ دَعَا عَليهما مِنَ العِدَا
استغفرَ ذَنْبَهُ
- ما كانا وربّ الهواء والهوى ضالِّينا ! -
إلا أنّ الدهرَ كانَ سبقَهُ
وَرَدَّ: آمينا
(3)
قالَ موشَّحٌ لم يُغنَّ:
أحدِّثكم عَنْ عاشقةٍ
كانتْ حِينَ تَجْرَعُ الماءَ ..
تَسْكرُ - مِنْ رِيقِها -
الكَأسُ
قالَ صَبُّها:
مِنْ بطنِ العُودِ انبلجتْ عليَّ
أزاحتْ أوتاراً كلدنِ القضبان بيننا
صحتُ فيها:
يا أنتِ
ما عادَ في البَيْنِ بينٌ
غنِّي لي
غنِّيني.
كان الذهابُ اقتطفَها
وما عدتُ وقلبي
ما دُونها منَ الأوتارِ
تُلهِينا
(4)
قالتْ حكايةٌ لم تتمْ:
كنتَ هُنَا
أعدُّ لكَ - على أصابعيْ - عَابِري الهَوى
فتقطفهم
وتغرس مكانَهم في الكفَّين وَرْدَا
تفرك عن روحي مغباتِ غيبتهم
(ما كذبَ الفؤادُ ما رَأَى)
- أمرٌ قُضي .. ما انقضى -
فَأَحَبَّك
يا ربُّ ما حدَّثتُ بهِ حتى ليلَ سرِّي
فكيف لسان الصُّبحِ يُفشِينَا ؟
(5)
أمّا بعد العنا(ء) ..
لامَ شاهقُ صبرِكَ نَزْرَه فيَّ
قلتُ لكَ: والذِي بَعَثَكَ بِالحُبِّ نَبِيْلا
لا أُحْسِنُ غَيرَ هَذَا فَعَلِّمْنِي !
أخذتَ تُقرؤنِي مِنَ التأسّي سُوَرَا
لاحَ بعدَكَ الأسى فيها
كنتَ تركتَ الصبرَ تَلْقِينَا
كنتَ تركتَ الصبرَ يُلْقِينَا
(6)
ختامُ النبا(أ)
عَفَا القلبُ عمّن مضَى
قُضي - هذه المرة - الأمرُ
فانقضى
.. كنَّا نبيتُ والوصلُ ثالثُنا ..
صرنا فرادىً
والوجدُ
ثانينا .