الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 13th September,2004 العدد : 76

الأثنين 28 ,رجب 1425

مع توقع إبداع أفضل
ملامح ولادة أسماء جديدة بمعرض معلمات الدوادمي

تبقى محافظة الدوادمي كما شقيقاتها المحافظات الأخرى في وطننا الكبير ممتلكة للقدرات والامكانيات لإنتاج مبدعين في مختلف المجالات ومنها المجالات الثقافية بما فيها الفنون التشكيلية وإذا كنا قد عشنا ونعيش الكثير من تواجد ومساهمات مجموعة فناني الدوادمي مع ما اختص به الكثير من منسوبيها من تميز في مجال النحت واعتبار الدوادمي الرائدة فيه على مستوى الفن التشكيلي السعودي فإن الأمر لم يتوقف عند جنس (الفنانين الرجال) بل امتد إلى الطرف الآخر (الفنانات) لتكتمل الدائرة وتشكل ترسا يدفع بعجلة الفن التشكيلي هناك إلى مساحات أكبر نحو الحضور والمساهمة الوطنية ومن هنا يمكن لنا أن نطل على هذا التحرك الجديد الذي تولت أمره وأخذت في دعمه والإشراف عليه إدارة التربية والتعليم بالدوادمي (للبنات) بإقامتها أول معرض تشكيلي لمنسوبات التعليم خلال موسم العام المنصرم 1424هـ شارك فيه تسع من المعلمات قدمن فيه عددا من الأعمال تنوعت فيها التجارب والخامات منها ما يكشف ملامح ومؤشرات ولادة مبدعة جديدة ومنها أعمال ما زالت في حدود التجارب الأولية ومنهن من يرى في أشغال توليف العناصر لإنجاز إكسسوار منزلي عملا تشكيليا ومع هذا فلنا في التجربة القادمة أو الخطوة الجديدة ما يمكن أن نستعرضه بشكل مباشر مع تحديد العمل ووضعه تحت المجهر ولهذا نرى أن هذا المعرض بداية تستحق التقدير وحضور اكتسب الاعجاب يتطلب من المشاركات الأخذ في الاعتبار أن هذه المساحة من الضوء رغم محدودية موقعها قد وصل سناها إلى الكثير من المتابعين
ما يعني أن المسؤولية ستكون أكبر في قادم الأيام لتحقيق المنافسة ولتصبح صفة أو اسم الشهرة مطابقا للموصوف به من خلال أعمال ترتقي في مستواها عودا إلى ثقافة معرفية لأبعاد هذا الفن وما طرأ عليه من تطور وجب على الفنان متابعتها إضافة إلى أهمية قوة المختزل التقني والأدائي عند من يجد القدرة على دخول هذا المضمار خصوصا في هذا الوقت الذي سهل فيه التعرف على التمايز والتفريق بين العمل التشكيلي وبين الهواية والتعبير الساذج لمجرد تقيم أعمال تشتمل على عناصر وخطوط وألوان يراها مؤديها عملا متكاملا بينما هي في حقيقتها مؤشر لمعرفة أبجديات العمل الفني المدرسي الذي يستطيع تأديته غالبية التلامذة والطلبة. بشائر أسماء جديدة للساحة التشكيلية أشاد بها مدير التربية والتعليم عبدالله بن سعد الضويان والمشرف على تعليم البنات في كلمته بعبارات تلامس ما يكشف مستوى التقدير لمثل هذه المساهمات حيث قال: (وإننا إذ نفخر بهذا
المعرض فإننا نتيح الفرصة أمام المواهب الصاعدة للمزيد من التواصل والثراء الفني والثقافي ونأمل أن يؤدي ذلك للإسهام بالنهضة الفنية الهادفة والموجهة، ويضيف الضويان في كلمته بقوله: (واهتمامنا لهذا المعرض الذي يقام لأول مرة على مستوى المحافظة وهو مجال رائع لمعياشة الإبداع وتذوقه وإدراك الجمال).
ونحن إذ نقف معه ومع تلك العبارات التي تحمل في ثناياها تلميحا لأهمية التواصل مع الإبداع ويمكن أن يفهمه الجميع بأنها تعني أهمية البحث والتجريب لتحقيق نتائج أفضل. نعود للقول إن تقبل النقد يعني الشجاعة وأن في كثير من التمجيد ممن لا يعون معايير النقد ما يدفع ممارس العمل الفني خصوصا المبتدئ للبقاء على الخطأ كما أن معلمات الدوادمي المشاركات في هذا المعرض على مستوى من الوعي للرأي الذي يهدف إلى وضع إبداعهن على مساره الصحيح. لهذا نهمس في أذن المسؤول عن المعرض وعن المعارض المماثلة ببعض
الوقفات خصوصا إذا انطلقنا من العنوان الذي يشير بأنهن (فنانات تشكيليات) منها: لم أجد أي عمل يحمل جديدا أو تقاربا مع تجارب سابقة في الساحة رغم أن المعلمات المشاركات يحملن مؤهلات متخصصة في مجال التربية ما يعني أهمية معرفتهن بالجديد وما يقدم في المعارض التشكيلية وماذا تعني صفة فن تشكيلي والتمييز بينها وبين التربية الفنية الرسم والأشغال وما يتم خلالها من تنمية مهارات لفئة عمرية معينة.
إن اسم المعرض يوحي بمستوى أكبر مما عرض فيه لهذا كان يجب أن يسمى بمعرض معلمات الدوادمي فقط ليصبح بعيدا عن التحليل والنقد خلافا لما سمي به (معرض الفنانات التشكيليات) التي تضع تلك الأعمال في مقارنة مع ما تقوم به الأسماء المعروفة على الساحة حاليا من الفنانات التشكيليات ممن أصبحن رموزا تستحق الصفة ويلفت النظر لكل باحث عن جديد الساحة.
إن غالبية الأعمال لا تتعدى حدود التجربة الوقتية ونعني أن الأعمال تكشف عدم ممارسة صاحباتها للرسم وليس للفن التشكيلي بمقوماته وأسسه الحقيقية إلا حينما طلب منها المشاركة.
نجزم بأن مثل هذه التلميحات ستثير البعض ولكن واقعنا التشكيلي الحالي والذي يستعد للانتقال إلى مرحلة قادمة تحقق له مكانته وموقعه الثقافي وتؤكد حقيقته التي تميز بينه وبين الكثير من الممارسات (العبثية) ينتظر كل منتم إليه من الفنانين وممن يرون أن لديهم القدرة على خدمته بالقلم أو من خلال ندوة
أو محاضرة وخلافها أن يراجعوا أوراقهم وأن يكونوا أكثر صدقا وأمانة مع من يتوقع منهم تقديم الرأي والتوجيه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved