ولعلهم يجعلون للبحر لوناً آخر غير الأزرق! غادة عبدالله الخضير
|
(1)
سطر ساخن..
وآخر يشتعل..
وآخر يحترق..
وسطر ينثر الهواء صدقات رماده بين حزن وآخر..
هذه حروف لم اكتبها رغم انها كتبتني ورسمت كيف انه في منتصف الطريق يملي علينا القدر فصول روايتنا الشخصية ويكتبها ببراعة قاسية الإبداع.. بيضاء الألم كمن ابيضت عيناه من حزن..!!!
اتذكر انني منذ زمن كتبت شيئاً يشبه هذا..
«تهبنا الأقدار عادة فصول روايتنا الكبرى في الحياة.. بل اننا نشعر أمامها بعجز مريب إذ انها تؤكد لنا في كل لحظة انها قادرة على اثارة ذاكرتنا اكثر من الحزن وحفر اخاديد في منتصف ملامحنا اكثر من الزمن.. وارغامنا على ما لا نرغب اكثر من الظروف.. هي تترك لنا مشكورة ترقيم الصفحات وتتولى عن جدارة كتابة اكثر رواياتنا صدقا».
(2)
هذه الحروف لقلم نبيل اراد ان يكسر سياج كذبة تقول: اننا مع الزمن نصبح اكثر ألفة لفكرة اننا طيور بلا أجنحة.
«تلك الرواية التي نكتبها ثم نتوقف احايين قليلة كي نراجعها رغم اننا لا نستطيع ان نعدل شيئا من تضاريسها واحداثها!
طويلة غامضة في وضوح ليس منا من يقدر على التنبؤ بمنتهاه!
غارقة في الحدث تسرق حينا من قصة سابقة وتأتي حينا بشيء من قصة لاحقة!
مثيرة بفلسفتها.. صادقة حتى الألم عندما تتوقف لنحزن!
بهية إلى عنان المطر عندما تهبنا سطرا من الفرح!
نقرأها نحن لأنفسنا فنجدها روايات كثيرة في رواية واحدة ويقرأها الآخرون فيخرج كل منهم بنغم ما ويخرج البعض بألم ما!
هي التي تحتفل بالبطل حتى آخر صفحة ولكنها صفحة مبتورة ونهاية متوقعة ومع ذلك تظل أحداثها مذهلة ودهشتنا بفصولها القادمة حاضرة!
رواية واحدة لكنها مترجمة بألف لغة ونقرأها في كل وقت ولا نمل ونجد ان آخرين يملكون روايات أخرى لها عناوين مختلفة لكن رواياتهم هي روايتنا وان اختلف الخط واللون ودور البطل!
عظيمة هذه الرواية عندما يكتبها الشعر ويحتفل بها القدر وحزينة جدا جدا عندما يجلس لكتابتها واقع مرير!
سؤالات صعبة واجابات اصعب لكن الحدث يتوهج بنا ونستمر في التهام الفصول وقلما نتوقف لنعدل خطأ ما في فصل لاحق كنا قد وقعنا فيه في فصل سابق!
ساحرة إذا دنى الربيع قاحلة إذا فقد الخلان والأحباب..
ملونة بألوان قوس قزح إذا تحدث فيها الحب وتغدو بالأبيض والأسود عندما يمسك الملل بالقلم ويرشدنا إلى الصفحة التالية!
تواقون كي تكون روايتنا الأجمل!
ويتمنى غيرنا ان نشاركه روايته او يتقاسم معنا قصتنا لكن الرقيب دقيق جدا!
فيها من سحر (مركيز) ومن بساطة بؤساء (هوجو) وشيئا من فوضى أحلام!
يحتل المتنبي صفحات منها ويقيم أمسية شعرية ثم يأتي رهين المحبسين لينهي أمسيته!
يرسم فيها قراصنة الفن بعضا من الفصول الأربعة وأحيانا نجد رسوم أطفال صغيرة لشمس وبحر ونخيل وجمال تكون اكبر بالتأكيد من البحر والشمس ولعلهم يجعلون للبحر لونا آخر غير الأزرق!
لا أدري لكن حياة البعض تستحق جائزة نوبل للأدب كأروع رواية عرفتها البشرية!».
(3)
من يطبع هذه الصور الذهنية في فصول روايتنا..
ويؤرخها ناقشا أسفلها..
هذه عندما كان صغيرا ينقش الفرح..
وهذه عندما داهمه الحزن ذات ليلة.. وسافر عنه القمر..!!
ghadakhodair@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|