الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th October,2003 العدد : 32

الأثنين 17 ,شعبان 1424

لحظات.. قبل النسيان!!
لماذا نبكي يا تُرى، في رحيل رجل بحجم «بكر الشدي»؟ ألسنا بني الموتى، كما يقول أبو الطيب المتنبي؟ حتى الذين تجرأوا بالشك في كل شيء، حتى في وجود الله تعالى، لم يستطع أحد منهم أن ينكر حتمية الموت «اليقين» كما في قوله تعالى: {$ّاعًبٍدً رّبَّكّ حّتَّىيأتيك اليقين}.. فلماذا نبكي؟ لماذا يخيل إليك أن هذه الجموع الغفيرة لن تغادر المجنَّة «المقبرة في اللهجة الحجازية تفاؤلاً بالجنة» وتعود عما قليل إلى الدنيا؟ مهما قيل في تفسير ذلك، فإننا في الواقع لا نبكي سوى أنفسنا! كل واحد منا بني الموتى يسأل نفسه وهو يدعو للمسجى أمامه: ثم ماذا؟ ألن يأتي يوم وأكون أنا مكانه؟ فماذا أعددت وماذا قدمت؟ هل لدينا سوى رحمة الله تعالى؟
*ر27ر**\ارجعي إلى ربك راضية مرضية **ر28ر* فّادًخٍلٌي فٌي عٌبّادٌي **ر29ر* وّادًخٍلٌي جنتي}.
* فيا آل الشدي.. أبو فيصل وإن يمت.. فهو إن شاء الله «تحقيقاً كما يقول ابن تيمية رحمه الله أسعد رجل فيكم الآن..
* يا فيصل بكر الشدي: حينما طبعتُ القبلة الأخيرة على جبين والدك ليلة السادس والعشرين من رمضان الفائت.. كنتُ قد تحدثتُ معك قبلها.. فأصبحت أقول لكل من يتساءل خائفاً عن بكر: بكر لن يموت.. كيف يموت من خلف هذا الرجل/ فيصل؟ بكر لم يمت.. ولكنك يا ولدي أصبحت الرجل الأول في الأسرة البكشدّية «من بكر الشدي».. فهيا يا حبيبي.. ضع يدك اليمنى على كتف «المعتز» واليسرى على كتف «المها» كما كان والدك يفعل معك ومع المعتز وأنتم تعودون من صلاة الجمعة وتابع رسالة والدك في نشر البهجة والسرور في كل الدنيا، مستلهماً كل خطواتك من تلك المدرسة العظيمة/ أم الفيصل.. وإذا سمعتَ من يتحدث عن جهاتٍ أصلية وفرعية.. فطريقك ليس فيه إلا جهة واحدة: الأمام.. الأمام فقط..
* أما أنتِ يا أم فيصل.. فلن أضيع الوقت في امتداح وفائك وصبرك وتضحياتك.. فذلك لا يحصيه إلا الله.. وسيظل هذا الوطن بألف خير ما دام الغالب في صفات نسائه هي صفاتك.. عودي إلى اليوم الذي اقترنتِ فيه بأبي فيصل.. لقد كان بكراً واحداً.. ولم يكن خالصاً لك.. بحكم رسالته وشهرته.. والآن.. تأملي رجولة الفيصل.. كم بكراً خالصاً لك ترين؟ وتأملي حيوية المعتز.. كم بكراً خالصاً لك ترين؟ أما «المها» فكم دنيا واعدة بالسعادة ترين في جبينها؟ هل جربتِ أن تعدي نعمة الله؟ جربي الآن..
* مرة أخيرة.. وبعدها سننسى جميعاً.. بكر الشدي لم يمت.. لقد سافر كعادته في مثل هذا الوقت من كل عام.. ولكنه لن يعود هذه المرة.. بل نحن الذين سنلحق به.. مسألة وقت لا أكثر..
{إنالله وإنا إليه راجعون}


محمد السحيمي
كاتب مسرحي

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved