الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th October,2003 العدد : 32

الأثنين 17 ,شعبان 1424

صناعة الكراهية في العلاقات العربية الامريكية
إعداد: أحمد يوسف، ممدوح حمزة.
الناشر: المؤلفان، القاهرة، 2002م.
يسلط هذا الكتاب الضوء على الاتهامات الأمريكية الرسمية وغير الرسمية للعرب بأنهم يكنون كراهية لكل ما هو أمريكي وهي اتهامات آخذة في التصاعد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. ويشير محررا الكتاب الذي يتكون من مجموعة دراسات لعدد من الأكاديميين إلى أنه يأتي كمحاولة لصياغة رد على هذه الاتهامات لسببين: يتعلق الأول بالهوية الحضارية الإسلامية والعربية ومدى الاعتزاز بها. ويتعلق الثاني بالمصالح الحيوية العربية والإسلامية في الساحة العالمية. ولأن المسألة معقدة كما يقول محررا الكتاب لذا كان لابد من تناولها بنهج علمي يقوم عليه أكبر عدد من المفكرين والباحثين للمشاركة في وضع هذا النهج وتنفيذه.
يؤكد الدكتور رؤوف عباس أن الكراهية لم تكن سمة من سمات التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية في أي وقت من الأوقات. ويشير الدكتور رؤوف عباس في الفصل الأول إلى أن صورة الولايات المتحدة في الوطن العربي قد اختلفت عن صور غيرها من القوى الغربية اختلافاً كبيراً منذ القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين فعلى حين رأى العرب في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا قوى استعمارية مهيمنة ومتسلطة سلبت البلاد العربية حريتها ونهبت ثرواتها، كانت رؤيتهم لأمريكا على نقيض ذلك تماما، فالعرب لم يعهدوا أمريكا قوة استعمارية بل عهدوها شريكا تجاريا يتعامل معهم وفق قوانين السوق وكذلك عرفت بنشاطها الثقافي والخيري.
ويتناول الفصل الثاني دراسة بعنوان السياسة الأمريكية تجاه الوطن العربي في أعقاب الحرب العالمية الثانية للدكتورة هالة سعودي تتبع فيه الملامح الأساسية للسياسة الأمريكية تجاه الوطن العربي بعد الحرب العالمية الثانية وذلك في مرحلتين أساسيتين هما مرحلة الحرب الباردة ومرحلة ما بعد الحرب الباردة ثم تحليل العوامل المؤثرة على هذه السياسة.
ثم يقدم الدكتور عبدالعزيز حمودة في الفصل الثالث من الكتاب تحت عنوان التفاعلات العربية الأمريكية غير السياسية إضافة بالغة الأهمية في الجدل حول الكراهية العربية لأمريكا وقد سمى الدكتور حمودة التحول العربي من الجهل إلى المعرفة بحقيقة الحلم الأمريكي على المستوى السياسي بفقدان البراءة وهنا فإنه يلفت النظر إلى ما أسماه بازدواجية المشاعر العربية تجاه أمريكا فهي ازدواجية ترفض السياسة الأمريكية من ناحية وتحتفظ رغم ذلك بقدر كبير من الانبهار بالحلم الأمريكي. أما في الفصل الرابع الذي كتبه الدكتور بهجت قرني بعنوان العلاقة بين الفكر والسياسة كما تظهر في نظرية صراع الحضارات فيناقش الكاتب العلاقة بين الفكر والسياسة بصورة عامة مع تقديم عدد من الأمثلة المجسدة لهذه العلاقة بدءاً من ميكافيللي الذي جعل من الغاية مبررا للوسيلة، وانتهاء بجورج كينان منظر سياسة الاحتواء المزدوج كما يتطرق لوجهة نظر صمويل هنتنغتون في أفكار فوكوياما التي تعتبر بمعنى معين مناقضة للتوجهات الأساسية لهنتنغتون ليعرض لاحقاً بشكل مفصل لعناصر أطروحة الأخير حول صراع الحضارات.
ثم تتناول الدكتورة نيفين مسعد في الفصل الخامس السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدول العربية بعد أحداث سبتمبر والفكرة الرئيسية التي يتبناها هذا الفصل هي أن الإدارة الجمهورية لجورج بوش الابن حافظت على المنطلقات الأساسية لسياستها الخارجية والتي تتفق بشكل عام مع توجهات التيار المحافظ الجديد النافذ فيها إلا أن أحداث 11 سبتمبر أتاحت الفرصة لهذا التيار لكي يمضي خطوات أبعد من تحقيق أهدافه المتمثلة في بناء الامبراطورية الأمريكية تحت شعار قيادة الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب. وتجمل الدكتورة نيفين مسعد الاتجاهات الأساسية للإدارة الأمريكية الراهنة في عدد من النقاط من أهمها رفض العمل الجماعي وربط المشاركة فيه بشرطين أولهما أن تتم المشاركة تحت قيادة أمريكية وثانيهما أن تحقق الولايات المتحدة أقصى فائدة ممكنة والتمسك بالهيمنة الأمريكية على العالم والحيلولة دون بزوغ قوة أخرى حتى لو اقتضى الأمر استخدام القوة واستخدام الأداة العسكرية في تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية. وفي الفصل السادس يشن الكاتب جميل مطر هجوما مضاداً على فكرة الكراهية العربية لأمريكا باختياره عنوانا لافتاً للنظر لبحثه هو «الكراهية الأمريكية للعرب.. صناعة جديدة» موضحا أن العرب ليسوا هم الذين يكرهون الأمريكيين وإنما ثمة كراهية أمريكية للعرب يتم صنعها حيث يغزل جميل مطر خيوطه بتؤدة وتسلسل منطقي بل إنه يبدأ بحثه بما مؤداه أن الأمريكيين لا يكرهون العرب والمسلمين دون البشر أجمعين إنما هو أمر يصوره لهم صناع الكراهية.
وتكمن أهمية الفصل السابع الذي كتبه الدكتور حسنين توفيق إبراهيم لدى تحليله «ردود الفعل العربية تجاه أحداث سبتمبر» في أنه يظهر عقلانية ردود الفعل العربية فعلى الصعيد الرسمي أجمعت الدول العربية ومنظمتها الاقليمية جامعة الدول العربية على إدانة الأحداث غير أن ثمة خلافاً وقع بخصوص تعريف الإرهاب ورفض الدول العربية إدراج أعمال المقاومة ضد الاحتلال عامة والمقاومة الفلسطينية خاصة ضد الاحتلال الإسرائيلي ضمن أعمال إرهابية.
وفي نهاية الكتاب ومع الفصل الثامن والأخير يؤصل الكاتب محمد سيد أحمد، لحوار عربي أمريكي يبدو أنه أقرب إلى رسم معالم أساسية لاستراتيجية عربية لمواجهة الموقف الخطير الناشئ على الساحة العالمية في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر.
يقع الكتاب في «311» صفحة من القطع الكبير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved