الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th October,2003 العدد : 32

الأثنين 17 ,شعبان 1424

اللجنة الاستشارية وأشتات المثقفين!
* الثقافية م.د:
في انتظار ما يمكن ان تسفر عنه «رؤى» أعضاء اللجنة الاستشارية التي أمر بها وزير الثقافة والاعلام لدراسة واقع المؤسسات الثقافية والأدبية بعد قرار إلحاقها تنظيميا بوزارة الثقافة.. لتكون لها مرجعيتها الادارية الموحدة والمستقلة.
ليظل القائمون على أمر هذه المؤسسات والأندية الأدبية تحديداً.. في مصب تلك الرؤى.. التي ربما تطوح بصرحهم العتيد.. ومجالسهم الادارية الأبدية خارج سياق الحاضر.. وبعيداً عن مساقات «المتغير» الذي لم يعوه.. ولن يعوه..!
فهم ممن استمرأوا المكوث.. على سدة تلك الأندية.. يسيرونها بالأدنى من الهمم.. وبمحركات يرون أنها تبقي على قدر ما.. من براعتهم النادرة.. في ملء تقارير مفقطة.. تُبعث نهاية كل عام الى ادارة الأندية يبررون بها.. مشروعية وجودهم.. متكئين على بقايا بيروقراطية ثقافية استنسخوها.. من أدبيات الادارة التقليدية التي ورثوها.. وظلت سندهم الأقوى.. الذي يذرون رماده في وجوه السائلين..!
فباستثناء «نادي جدة الأدبي الثقافي» الذي مرد على نمطيتهم مبكراً.. وتسنم دوره باقتدار فعلاً.. وتفاعلاً وانتاجاً.. وكوّن مساره ببسالة تجعل من انتظامه في عقدهم المهيب إجحافاً بحقهم أولاً.. وبحق المصداقية آخراً..!
أقول.. ابتهاجنا بتلك اللجنة الذي تبعثه تشكيلتها المؤسسة على تعددية في التوجهات الثقافية «لشكلية النسقية للفن والأدب.. تجعل من آمالنا.. كمتطلعين لحاضر زاهٍ ومورقٍ.. ومنتج وفاعل وواعٍ بحجم التحولات في حاضرنا.. تكليفاً يتبوأون سدته.. وهاهي المائة يوم تنقضي وتليها مجموعة أيام.. لا طاقة لنا بانتظار عدّها.. ونحن نتشوف.. لرؤى اللجنة المذكورة.. وحجم ومدى ومصداقية فحوصاتها الاكلينيكية لسقم أنديتنا.. وأوصابها..!
ذلك السقم.. الذي راكمت السنوات اجتراحاته وجروحه في خطابنا الثقافي المؤسساتي.. الذي لم يعد بوسعنا مداراة خطله الذريع.. وثباته الزمني على مؤشرات تجاوزها الوقت.. وتشتت بين ظَهْرَانَيْهَا أحلام الأدباء والمثقفين..!
وما انبزغ حلمهم الجديد باتجاه سيماء تشكيلة اللجنة.. ومفرداتها الاسمية من أولي العزم من المثقفين والأكاديميين والفنانين.. حتى سلم المتطلعون وحشة الانتظار..!
فأشتات مثقفينا.. لا تلوي إلا على أمل مؤسسات تستوعبهم ليس بالفهم الوظيفي ككيانات ثقافية.. بات من الضروري أن تُقوَّم.. ويعاد صياغتها شمولياً بالطاقات والممكنات.. والامكانات المعبرة عن الواقع الذي نعيشه.. وفهم المتغيرات المجتمعية والادارية التي نعايشها..
ولست استباقياً لأسقط حسابات الرَّوية والمدى الزمني المتاح لهكذا مهمة.. بقدرما آنس قنوطاً في صوت مثقفينا.. ممن يعوَّل على ناتج رؤى اللجنة ومقرراتها..؟!
فمواسم الأندية الثقافية.. بدأت تتضور فراغ قوائمها.. ليعاد استنساخ تليدها المنمط بالأمسية والمحاضرة والندوة..!
شعر.. ونثر.. وكلام ممنهج.. تتوالى وتتكرر أسماؤه بذات الفهومات والآليات المحركة.. المتمترسة بقوامتها وقامتها الزمنية.. لتخرس كل الأصوات «المتواطئة» على النميمة قائلةً: إنهم خارج الزمن..!
وأنا.. هنا.. أنثر حديثاً.. مسترداً من موجعات الانتظار.. وقروح الأمل.. التي ربما.. تقض هدأة التكايا الأبدية.. التي أضحت الأندية بها مستودعاً للكتب والأفكار.. التي لا تهم أحداً..!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved