النعمي وبعض الوفاء منصور دماس مدكور
|
علمت بعزم الجزيرة الثقافية على مواصلة نشاطها المتميز الخاص بإبراز شخصيات الرواد في الوطن العربي عامة والمملكة العربية السعودية بخاصة بإبراز شخصية الشاعر علي أحمد النعمي الحسني فدفعني هاجس الكتابة لأقف محتاراً. هل أكتب عن وفاء جريدة (الجزيرة) المتمثِّل في رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك والمشرف على ثقافتها الأخ الكريم إبراهيم التركي، وهذا ما سيشاركني فيه كثيرٌ من المعترفين بهذا الوفاء وأولهم الزميل علي النعمي؟ أم أكتب عن شخصية الأستاذ علي النعمي المتميزة بالوفاء وهو من سيكتب عنه كثير بلا شكٍ ومنهم أنا؟ * لقد جمعتني أول مناسبة بالشاعر عام 1407هـ بمشاركته في أمسية نظمها نادي جازان الأدبي مع شعراء من منطقة جازان فلاحظت لضوء سراجه بريقاً يجذب الأنظار ويحاول إخفاء اضواء المشاركين. لكم حاولت في هذه الأمسية مضاعفة وقود سراجي لإغراء المتلقين بومضة من بريق ولا أدري أأفلحت؟ أم لم أفلح وقلت في نفسي: كيف لا يملك هذا الشاعر الهاشمي قلوب المتلقين وهو القائل:
أقسمت بالله أيماناً مغلظة | والله يعلم ما أبرمت من قسمي | أن الحياة بغير الحب مقبرة | وأن كل وجود الناس كالعدم | إنه الشاعر الذي بقدر ما أحبه عاشقو شعره أحبه زملاؤه من الشعراء. * فبعد معرفتي بالأستاذ علي النعمي وزيارته لي أول زيارة إن طال النوى فلم تجمعنا زيارات متبادلة أو مناسبات أدبية أهاتفه إن لم يهاتفني فأجد في حديثه في كلا الحالتين أدب النفس قبل أدب الدرس ولا أراني إلا مادحاً له بقوله في أحمد شوقي:
همم الرجال مقيسة بفعالهم | وتراثه يروي جميل بلائه | لم يبق درب ساطع أو مظلم | إلا أغذَّ السير في أجزائه | غنى فغنى الشرق من رجع الصدى | وبكى فأبكى الشرق صدق بكائه | * إن المشاهد ملامح وجه الزميل علي النعمي بتمعنٍ دقيقٍ يقرأ الحب الذي لا يعرف المجاملة والرياء والعفوية الممزوجة بالصدق والوفاء والنبل الفائح بالشهامة والذكاء كما يشتم من شعره نكهة الأرض وإصرار الفلاح وعبق الماضي وأصالة المنبت وما يعجبني فيه أن واقعه مقروء من شعره. * أليس هو القائل:
أنا أنا ما زلت في عالمي | كالمبتدا يلثم جيد الخبر | لم أتبدل موقعاً آخراً | عن موقعي فيما نأى أو ظهر | أنا هنا نور يضيء الدجى | والمانح الدنيا بغالي الدرر؟ | فللأستاذ علي النعمي تحية حب صادق، ولإخواننا في الجريدة الشكر المقترن بالحب وأتمنى للجميع عمراً سعيداً.
Dammas3@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|