حبيبنا.. ما لهذا العهد نسيان |
(عليٌّ).. مازلتَ تحيا في جوانحنا |
وأنتَ في القلب.. مهما الدار قد بَعُدَتْ |
لئن رحلتَ.. إلى أهلٍ إلى بلدٍ |
هي «الرياض» التي لا زلت تعرفها |
حبيبنا.. أيها (النعميُّ) معذرةً |
فأنتَ قيثارة الذكرى وحَادِيَها |
إن ضَنَّ (جيزان) (بالنُّعمىْ) وأَسْكَنَهُ |
غَنَّى خمائلها.. فاهتزَّ من طَرَبٍ |
على البيادر ألقى سِحْرَ ما عَزَفَتْ |
يا شاعري.. لامَسَتْ جرحاً نُحاذِرُهُ |
غنيتَ أهلاً.. وأرضاً رجعَ أغنية |
(عليُّ).. ماذا يَبُثُّ الشعر من ألم |
الان.. في (القدس) جرح كَلَّ مبضعه |
ويشتكي الشيخ مغلولاً تجرجره |
وفي (العراق) بكى الأغيار محنتها |
مرَّت عليها.. علوج الروم ظالمةً |
لم يتركوا عامراً إلا غدا خَرِباً |
شريعةٌ فيهم الإرهاب من زمن |
محاكم العار.. لم تنساهنَّ (أندلس) |
حبيبنا.. لا يَدٌ تأسو مواجعنا |
تكالَبَتْ أُمم الدنيا على غدنا |
سرنا إلى خطة للسلم فاجرة |
حبيبنا.. أيُّ حق سوف يجمعنا |
المسلمون.. لهم ليل.. تَطَاوَلَهُ |
لعلَّ.. يأتي صباحٌ لا تكدره |
تأتي به أُمَّةٌ مَلَّتْ مخازيها |
حبيبنا.. وإليك الشوق دانيةٌ |
طابت أماسيك ماهبَّ الصَّبَا سَحَراً |
طابت أماسيك.. ذكرى لا يُغَادرها |
نلقاك.. في كل شبر كنتَ تَعْبُرُهُ |
(عليُّ).. فاهنأ بأحبابٍ دفاترهم |
لك التحايا.. صَبَا (نجدٍ) تُهَيِّجُها |
ذكراك.. لم يَسْلُها قلبٌ ووجدان |
حباً.. وشعرك للأصحاب نيشان |
هي (الرياض) لنا حُبٌّ.. و(جيزان) |
فلا يزال هنا.. أهل.. وخلاَّن |
قصيدةً.. بهوى الأحباب تزدان |
إن قَصَّرَ الشعر أو خانته أوزان |
تلفتت لك أَلْبَابٌ.. وأبدان |
ي القلب.. فهو لنور العين إنسان |
سهولُهُ الفِيْحُ.. واشتاقته وديان |
أشعارُهُ.. بَوْحَ ما صاغته ألحان |
قصائدٌ.. رُقْيَةٌ.. للعشق عنوان |
يحدو بها الناس سُمَّارٌ وركبان |
ونحن في الأرض.. آلام وأحزان |
في (غزةٍ) تشتكي غيدٌ وغلمان |
أيدي (اليهود) ويشكو الجور شُبَّانُ |
و(الرافدان) و(سامرا) و(بغدان) |
قيصر الروم بالتدمير.. فَنَّانُ |
لكل حُرٍ بها قَيْدٌ.. وسجَّان |
لم تَطْو ذكراه أحداثٌ وأزمان |
كم سامها الخسفَ عربيد ورهبان |
ومالنا في لباس البأس أعوان |
ونحن في لهونا.. ساهٍ وحيران |
طبع اليهود.. خيانات وعدوان |
وبأسنا بيننا خُلْفٌ وخذلان |
ذوو المروءة واستغواه شيطان |
وساوس الغرب لا يغشاه بهتان |
يَضُمُّ أشتاتها.. عقل وإيمان |
قطوفه.. ورحيق الشوق تَحْنانُ |
نفح الخزامى يُزَكِّيها وريحان |
فِكْرٌ.. ولا خان منها السمعَ أذانُ |
ذكراك.. يحفظها.. روضٌ وبُنْيَانُ |
لا زال يعبق فيها منك إنسان |
ونَفْحُها من عرار الشوق رَيَّان |