الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th November,2006 العدد : 176

الأثنين 22 ,شوال 1427

نادي أبها الأدبي
بين وزارة الثقافة وَوَهْم التجديد!
علي فايع الألمعي

تنويه:
كلّ ما يكتب أدناه لاينتقص من حقّ أحد، ولا يُسقط قدر أحد، ولاينفي عن أحد جهده وعمله.
بعد لغط كبير، وتكهّنات كثيرة، وتوقّعات، واقتراحات، وأسماء تُصعّد، وأخرى تُسقط، ورغبات، وتوسّلات، أسدلت وزارة الثقافة والإعلام الستار على تشكيل مجلس إدارة نادي أبها الأدبي، بعد أن طال الانتظار لدرجة أن أخذ مأخذه في النّفوس، واستمال رغبات الكثيرين الذين ظلّوا ينتظرون وكلّهم شوق إلى تغيير جذري يستحقّ معه كلّ هذا التباطؤ، وهذا التكتّم، لكنّ المفاجأة أنّ التغيير لم يتجاوز في ذاته ما نسبته 30 في المئة أي بواقع ثلاثة أعضاء من أصل عشرة!
تلك التغييرات غير المقنعة لم تكن هي تلك التي كان ينتظرها مثقفو عسير، وأدباؤها، ومرتادو ناديهم نادي أبها الأدبي!
ليس هناك من اعتراض يمكن أن يُسجّل على الأسماء التي تمّ ترشيحها، لكنّنا نكتب حقائق للتاريخ لا يمكن أن يغضب منها أحد، أو يُغالط فيها أحد، تلك الحقائق تؤكد أنّ جلّ الذين تمّ ترشيحهم كانت لهم تجارب سابقة في عضويّة النادي، فيها تجارب لأناس مخضرمين، وفيها تجارب أخرى لأناس حديثي عهد لكنهم ذاقوا حلاوتها، ويمكنهم أن يكونوا أكثر فاعليّة فيما بعد!
أسفي الوحيد الذي يمكن أن يُفسّر من قبل أناس لا يأتون النادي إلاّ لماماً أنّ رئيس النادي السّابق كان المستهدف بهذا التّشكيل فقد تمّت إزاحته وإحلال بديل آخر!
لكنّ الواقع يؤكّد تلك الرؤية إذا نظرنا نظرة إنصاف إلى التّشكيل الجديد، وأمعنا النّظر في أسماء خرجت من قبل وعادت، أو أسماء كانت وبقيت، دون أن يدخل بشكل جديد سوى ثلاثة أعضاء!
فكيف يمكن أن نفهم طبيعة هذا التجديد؟!
حينما أكتب وجهة نظري، فليس يعني ذلك أنّني أعترض على أحد، أو أصادر قدرة أحد، لكنّني أتساءل بصوت مسموع لعلّي أجد فيما بعد إجابة مقنعة، يمكنها أن تستثني نادي أبها الأدبي من نعمة التجديد، تلك التي لم تبق ساكناً، وفي الوقت نفسه لم تحرّك ساكناً!
الأسماء التي تمّ ترشيحها، أسماء مانعة، وأسماء شاملة عرفنا بعضها، وسمعنا عن بعضها الآخر، ولا يمكن أن نقدح فيها وفي أثرها الثقافي أوالتربوي أو الاجتماعي، وبما أنّها جاءت مقنعة في فعلها الثقافي أو الأدبي أو حتّى الاجتماعي والتربوي فقد أصبح من حقّهم علينا أن نكون معهم قلباً وقالباً، بكثير من جهودنا، ومقترحاتنا ومشاركاتنا التي تدعم مسيرة النادي، ليكون التّواصل فعليّاً، وتكميل المشوار الذي بدأه أناس نكنّ لهم كلّ التقدير، ونحفظ لهم بكثير من الوفاء جهودهم البارزة التي لا يمكن أن تغفل عنها عين، أو تنكرها إرادة حرّة تقبل الحقّ، وتمنحه لمستحقّيه وأهله.
ولأنّ المجلس لم يبدأ بعد، ولم يُنتخب رئيسه بعد، ولم تُقرّ خطّته بعد، فقد أضحى ممكناً لنا أن نمارس دورنا في المشاركة والاقتراح، ولفت الانتباه، والتي لا يمكن أن تُفسّر على أنها وصاية، أو تدخّل أو استقلال بقدر، بل هي ملحوظات يمكن أن تُصاغ على هيئة أسئلة، يمكن معرفة العديد من الإجابات عليها فيما بعد، نبدؤها ب:
هل يمكن لأعضاء مجلس الإدارة وجلّهم من الأكاديميين تطويع أدوات البحث العلمي لتنشيط الحركة الثقافية والأدبية في منطقة عسير بعد أن مارس بعض المنتسبين للنادي ولسنوات طويلة دورهم في توسيع الفجوة بين النّاس وبين نشاطاته؟
هل يمكن لأعضاء مجلس الإدارة استدراج المجتمع بكلّ فئاته العمريّة وتوجّهاته الفكريّة إلى أن يكون مساهماً فاعلاً في وضع خططه، والاستفادة من أفكار النّخب الثقافيّة التي ظلّت بعيدة عن الفعاليّات الثقافيّة داخل أروقة النّادي، بأن تَسْتطلِع آراءهم، وتعمل على تكييفها وفق ما يمكن تنفيذه؟
هل يستطيع أعضاء مجلس إدارة نادي أبها الأدبي استثمار جائزة أبها الثقافيّة باسمها ودعمها في أن تكون مبتغى المبدعين المحلييّن الذين سجّلوا عزوفاً شبه تامّ خلال السنوات الماضية، لضعف الحملة الإعلانيّة وتواضع لجان التّحكيم الذين لا يتمّ الإفصاح عنهم، كي يتسنّى للمبدع المشاركة وضمان أنّ عمله يُسلّم إلى أناس يقرؤونه، ويمنحونه حقّه من الرعاية والاهتمام، حينما يثق المبدع في قدرات المحكّمين الثقافيّة والمعرفيّة والأدبيّة؟
هل يُسجّل نادي أبها الأدبي سبقه الدّائم، وحضوره المتواصل، ويعمد إلى أن يكون باقياً في دائرة الضّوء فهناك أندية أدبيّة وثقافيّة رسمت الكثير من ملامحها، يأتي في مقدّمتها نادي الرياض الأدبي طباعيّاً، ونادي جدّة الثقافي بارزاً بجماعة حوار التي خطت لها طريقاً ورسمت ملامح مرحلتها الآنيّة بشكل أكثر إقناعاً فيما تبنّى النادي مهمّة معرض الكتاب الدّولي القادم، ونادي الشرقيّة الأدبي الذي بدا أعضاؤه مهتمّين بالشبكة العنكبوتيّة ومواقع الويب، والسينما؟!
هل يمكن أن يتغيّر شيء في نادي أبها الأدبي، في مطبوعاته التي لم ترق إلى مستوى مَرْضِيّ عنه من قبل الشريحة التي تتسنّى لها قراءة تلك المطبوعات! سواءً كانت القناعة في التوزيع أو الطباعة، أو حتّى الحضور الأدبي والثقافي، وفي برامج المرأة التي ظلّت فاقدة لحضورها المقنع برغم أسبقيّة النادي فيها، ومعرفة درجة التأثير، وقياس درجة الحضور والمشاركة الفاعلة، وفي رفع درجة الوعي الاجتماعي الذي بات أي الوعي الاجتماعي مطلباً ملحّاً في زمن تتكالب فيه كثير من المحرّضات، وكثير من المغريات، وكثير من مستجدّات الحياة المقنعة لشرائح المجتمع، والتي يُبحث فيها عن التأثير؟
نحن حينما نتساءل فإنّما نحن نؤكّد ثقتنا في أعضاء المجلس الذين تمّ اختيارهم، بوعيهم، وحضورهم الثقافي والأدبي والتربوي والاجتماعي وهي تركيبة يمكن أن تخلق حضورها وتميّزها، لكنّنا أحببنا تذكيرهم بأن هناك مبدعين آخرين ما زالوا خارج أسوار النّادي، يُغرِّدون في فضائهم، فهل يستطيع أعضاء النادي استثمار قدراتهم، ليمارسوا دورهم بعيداً عن المماحكات، والتصنيفات، والتّحزّبات التي تُلغي دافعيّة الفعل، وتُعطِّل ديناميكيّة العمل؟!
نحن حينما نمارس الكتابة المباشرة لا نحلم، لأنّ رؤيتنا للشيء تنطلق من حبّنا لعسير المكان، وعسير الثقافة وعسير الإنسان، والتي أثبتت معها الأيام ألاّ عسير في عسير.
فيا أعضاء مجلسنا الموقّر دعونا نحلم وعليكم أن تدعموا أحلامنا حتّى تغدو حقائق شاملة كانت أو جزئيّة حتّى يكون واقعنا القريب واقعاً لا مكان فيه لحلم يتعطّل وإلاّ فمن حقّ الجمهور أن يبحثوا عن أخرى يمكنها أن تتّسع لأحلامهم، ويمكن معها أن تلبّي ولو بعض مطالبهم، واحتياجاتهم، ولسان حالهم يقول:
إذا لم أجد في بلدةٍ ما أريده
فعندي لأخرى عزمةٌ وركابُ!


af1391@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved