الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 13th December,2004 العدد : 87

الأثنين 1 ,ذو القعدة 1425

تدوين
عيد مسرحي!
مشعل الرشيد
* من كان يصدق أن الجمهور المسرحي على المستوى المحلي.. صغاراً وكباراً.. سوف يرى ويستمتع بعشر مسرحيات دفعة واحدة وبالمجان في عيد الفطر المبارك.. ومن كان يصدق بأن الجمهور بهذا المستوى من العطش والنهم المسرحي اللامحدود.. لقد كشفت أمانة مدينة الرياض بفعلها الاجتماعي الحضاري الانساني مدى أهمية المسرح للناس.. وأهمية الناس كجمهور للمسرح.. وأكدت الأمانة بحسن تصرف رجالها ان المسرح قوة فاعلة في جذب وتشكيل الجمهور لذا أعطته وأهدته عشر مسرحيات منها (6) للكبار و(4) للصغار.. ومن خلالها ظهر الفارس والنجم وهما اثنان لا ثالث لهما (الأمانة والجمهور) في عيد مسرحي غير مسبوق.. فالأمانة وضعت نتائج دراساتها العملية للوصول الى حلول تساعد على جذب الجمهور.. فكان المسرح هو الأفضل.. والجمهور بحضوره الكثيف شكّل ركناً أساسياً في تركيبة العروض.. وأثبت ان المسرح بلا جمهور ليس بمسرح.. كذلك الأمانة أكدت على أن المسرح الاجتماعي الجماهيري قادر على التنوير والتثقيف والتعليم والترفيه في آن واحد.. في حين أكد الجمهور على ان المسرح الاجتماعي هو مطلبه وغايته ومشاهداته الحسية والثقافية.. ولو عدنا الى الوراء لعشرين سنة تقريباً نجد ان المسرح الاجتماعي مفقود.. بعد أن ساهم هذا النوع من المسرح قبل العشرين في ايجاد قاعدة له جماهيرية واعلامية من خلال عروضه المناقشة لقضايا ومشكلات المواطن على المستوى المحلي.. ولكن خلال العشرين الماضية ونتيجة للمشاركات الخارجية في المهرجانات.. ولد لنا مسرح مقلِّد ومعتوه تحت مسمى مسرح التجريب والورشة والتغريب.. فكان مسرحاً ناسفاً للتراكمات الأساسية التي انبنى عليها المسرح المحلي بعادات وتقاليد اجتماعية.. كذلك نسف هذا المسرح المسخ انجازات رواد وفنانين ومبدعين مسرحيين خلقوا انطلاقة واطلالة المسرح الاجتماعي منذ منتصف التسعينيات الهجرية.. لكن طغيان المشاركات الخارجية على حساب العمل الداخلي جعل العملة الرديئة تطرد الجيدة.
نعود للقول بأن مسرح الأمانة كان بحق أميناً على حاجة الناس في العيد.. وكان العيد عيداً مسرحياً لا مثيل له وإذا ما استمرت الأمانة مع المسرح لسنوات قادمة.. فإن المبدع المسرحي سيجد نفسه في مواجهة مصيرية مع الجمهور والمجتمع وبالتالي يكون المبدع أو لا يكون.. وكلمة حق لابد أن تقال.. ألا وهي الشكر العميق لكل رجالات أمانة مدينة الرياض وعلى رأسهم أمين المدينة سمو الأمير عبدالعزيز العياف آل مقرن وللذين عملوا الى جانبه من أجل المسرح والمسرحيين.. وكل عام ومسرح الأمانة بخير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved