الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th February,2005 العدد : 93

الأثنين 5 ,محرم 1426

قامة أدبية وقلم سيَّال
حجاب الحازمي *
يقف القلم حائراً أمام قامة عالية مضيئة ، هي قامة الأستاذ الأديب الناقد الرائد علي محمد العمير ، ولا يدري هل يكتب عن الأستاذ علي العمير الأديب ؟ أم عن العمير الكاتب ؟ أم عن العمير الناقد ؟ أم عن العمير الصحافي ؟ أم عن العمير الناشر أم عن العمير الرائد الأديب المثقف ؟!!
ومع ذلك فليست هذه الحيرة وحدها هي سبب ترددي في مشاركة (الجزيرة الثقافية) احتفاءها بأديبنا وناقدنا ورائدنا الكبير .. وقد لا تكون من أسباب ترددي في المشاركة الخشية من اعتبار شهادتي في الأستاذ علي العمير مجروحة ، بسبب ما يربطني به من علائق ود موصولة ، ولكن ربما كان السبب القوي في ذلك هو الخشية من عدم استطاعة قلمي الكسول الوفاء بحقوق أديبنا الكبير ، وما يستحقه من تسجيل بعض إنجازاته الكثيرة التي قد لا يمنحه الوقت والمساحة حق الوفاء بها ، ذلك لأن الأستاذ العمير صاحب عطاءات كثيرة متنوعة تصعب الإحاطة بدقائقها للأدب والثقافة وتكريم للكلمة.
فهو أستاذ جيل وفارس من فرسان الكلمة ، ورائد من رواد الأدب والثقافة في بلادنا وتكريمه تكريم للأدب والثقافة والفكر .. إنه واحد من جيل عمالقة الأدب والفكر والثقافة والصحافة في بلادنا ، ذلك الجيل الذي حفر بأظافره الصخر وشق بعزماته صلد الأيام ، حتى سجلوا أسماءهم بمداد من نور على هامات المجد والإبداع والإنجازات الثقافية ، ورفعوا بجدهم ومثابرتهم وجلدهم اسم بلادنا عالياً فاستحقوا سمو الفكر وخلود الذكر .. والعمير واحد ممن شارك في البدايات الصعبة للصحافة الأدبية .. نعم الأستاذ علي العمير رائد من رواد الثقافة في بلادنا .. وعلم من أعلام الأدب والنقد وفارس من فرسان الكلمة ، صاحب قلم سيال وفكر نزيه ونقدات أدبية جريئة ، عرفته الساحة الثقافية منذ وقت مبكر بصاحب النقدات الساخرة ، أو الملاكم الأدبي المشارك بنزاهة وقوة في معارك النقد الأدبي الكثيرة التي خاضها ومازال يخوضها .
شاركته مؤيداً لجوانب الحق في معركتين منها إحداها معركته مع (الدكاترة التي أدارها معهم في الثمانينات الهجرية) ، ولم يتبين موقعي من الضجيج ، والأخرى معركته مع أديبنا ومؤرخنا الأستاذ محمد بن حمد العقيلي رحمه الله ، وفي الثانية احتفى بمشاركتي وضمها إلى دراساته التي حفل بها كتابه : (معركتان مع العقيلي وطبانه) .
والأستاذ العمير كاتب ساخر وناقد لوذعي .. وأديب حرك الساحة الأدبية بمشاركاته الجادة ذات الأسلوب المميز الذي تتلمذ عليه الكثيرون .. أحب الكتاب وعشق الصحافة ومنحها وهج الشباب وعنفوان الفتوة .. وساهم في تطورها بجهود ذاتية ، انتقل من قريته الصغيرة في جنوب المملكة إلى عاصمتنا الحبيبة الرياض ، فحمل إليها طموحاته الكبار واتخذ الأسباب لتحقيقها حيث عبَّ من مكتباتها ودور النشر فيها والتي كانت في طور التكوين والتكامل ، مما مكنه من مسايرة الحركة الثقافية باقتدار فقد اسهر لياليه واشعل ضياء أيامه بهمة لا تعرف الكلل ، وعزيمة حققت له في وقت وجيز بعض ما كان يراه من المحال متتلمذاً على نفسه ، وعلى روائع أعلام الأدب قديماً وحديثاً ، حتى استطاع بجهوده الشخصية ان يكون لنفسه قاعدة ثقافية جيدة مكنته من المشاركة الجادة فبرز اسمه كاتباً لوذعياً .. وناقداً أدبياً بارزاً .. وصحفياً لامعاً .. وكاتباً تخشى بوادره .
لقد ساهم الأستاذ العمير بجهوده الوافرة في النهوض بصحافتنا الأدبية ، وشارك بفاعلية في الدراسات الأدبية والمعارك النقدية التي أثرت أدبنا ، وكتب الدراسات النقدية والتاريخية وصال بقلمه وجال في مختلف ألوان القول .. وتلك أبحاثه ومؤلفاته التي قارب المطبوع منها عشرين كتاباً ، تؤكد هذه الحقيقة الناصعة .. متَّع الله بحياة علمنا وأديبنا الأستاذ العمير ونفع بعلمه وأدبه ، فهو ولي ذلك والقادر عليه .


* رئيس نادي جازان الأدبي

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved