الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th February,2005 العدد : 93

الأثنين 5 ,محرم 1426

قصيدة
للشتاء أكثر من إصبع
بشائر محمد
* في الشتاء يخلق الله ما لا يعلم الخلق!
* حتى الحطب والنار مجهولا الهوية، يتقدان حول الجُلَّس الركع السجود، فيتخذان من بيوت الشَعر أعمدة قائمة بحد ذاتها، فيتكاثر الصهيل ويكترث الدفء!
* أي دفء هذا الذي يجعل من السماء كالأرض في لوحة هلامية!
* أي دفء؟!
* وأي عنوان آخر، بإمكان الأصدقاء الالتفاف حول الماضي البعيد!
* حيث أنات الطين الرطبة، المخلوقة من ماء الحياة الوفيرة، المشبعة بالكيمياء غير القابلة للتفكك والمعادلات الرخيصة!
* الأوكسجين وحده من يُثبت إلى حد الفناء، أن للماء: وطنا!
* نتسامر إلى أن يأتي موعد (الغضا)، ليتحول المكان إلى أنفاس قد تتسلق الجبال أو قد تعود من رذاذ ذي طابع أشهى، فيقول
أحدنا: (لون المطر لا يشبهنا)، ويشهق آخر: (في الصباح يكون التشبيه مطراً)!
* ونتقهقه كالانتصاف عند: حينئذٍ!
* ليتحوّل الشتاء إلى غيمة تتلصص على شمس لا تغيب في الليل، وتبدأ الغيمة بمقارعة الأرض: عشباً بعشب، لتنبت الأدخنة بين أحضان النار، لتسقي العيون
ملح، كقصيدة عصماء في زمن ليس كثير!
* لا أعرف إلى أين ذهب أحدهم بالتحديد، رغم أنه قال (لا تعبث بالنار في أوج فتنتها، فهي كالمرأة في ليلة زفاف)!!
* فيمطر المطر خلسة، لكي تذهب اللغة إلى الجحيم، بفعل يمسي كالفاعل، نمطر كالضحكات المتراكمة، كالبَرَد في لحظة توقف عند باب يتيم!
* ونركض، إلى حيثُ الطلح، إلى حيث غصون شاقة اليباس، فتبدو للأصدقاء كالبوصلة في سماء معلقة، بين مؤشر وجهة مجدبة!
* الشتاء والمطر، كالشاعرين في أمسية خريفية خرافية، حتى إن بدأ أحدهما بالإلقاء يكتب الآخر قصيدة جديدة!
* ويزداد المطر من استماتة الشتاء، أغنية كلاسيكية لها الصدى القريب إلى القلب، حيث يتوقف الزمان بالمكان طويلاً، وينتظر المكان زمناً، كانت أغانينا الشعبية رواية اسمها: أجدادنا!
* هل لأن الشتاء يفكر بنا؟!
* أم لازلنا نبحث عن تلك العلاقة التي تربط كل ما هو عكسي بالطردي؟!
* الحلم كمثل سنبلة أنبتت مدنا من السنابل، فكل سنبلة هناك موعد للحصاد/ العمل/ الإنتاج/ التحقيق!
* وينأى الشتاء ألا يكون إلا: صومعة!
* بين هذا الذي يُطارد النار عشوائياً، بمستقبل لن يكون أشد شراسة من الانتظار!
* حتى إلى: الاتكاء!
* وبين رائحة فرو حين يغطي الجسد بالحنين، بالتوقد حول ارتعاش نبتة صفراء، حين تحبو بحثاً عن: اخضرارها!
* الاخضرار: امتلاءات الحيِّز بالكثيرين!
* بالقادمين من المطر والعائدين من الجفاف والممطرين بالقدوم على: قدم وساق!
* الشتاء: فراشة مسائية تربت على أكتافنا!
* انتبهوا!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved