الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th March,2005 العدد : 97

الأثنين 4 ,صفر 1426

صَنَّاجة عنيزة
الشاعر الراوية: عبدالرحمن إبراهيم الربيعي
*فائز بن موسى الحربي

العنوان الوارد أعلاه هو عنوان الكتاب القيم الذي قام بإعداده وطبعه أ. د. عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي ابن الشاعر والراوية الشهير عبدالرحمن الربيعي.. يقع الكتاب في 328 صفحة من الحجم المتوسط، ومن إلقاء نظرة أولية على الديوان يظهر الجهد الواضح للمؤلف ولمساته المعهودة التي تتميز بها مؤلفاته وكتاباته الصحفية، مما أضفى على الكتاب رونقاً وبهاء يضاف إلى أهمية موضوعه ومحتواه، فقد ازدان الكتاب بغلاف جميل ومعبر، وعرض جميل، وصور قديمة من مدينة عنيزة مسقط رأس الشاعر ومثواه.
في مقدمته الضافية يوضح المؤلف فكرة تأليف الكتاب، ويعرض بوفاء أسماء الأفراد والمؤسسات التي كان لها دور في المساعدة على إخراج هذا الكتاب.. ولأن د. عبدالله الربيعي أستاذ تاريخ، وإعلامي متمكن، وأديب مثقف، فقد نحا بالكتاب منحى تاريخياً وأدبياً جميلاً، أضفى على الكتاب مزيداً من اللمسات التشويقية والأهمية التاريخية، حيث استرسل استرسالا غير ممل في الحديث عن عنيزة ومعالمها التاريخية التي تغنى بها الشعراء منذ العصر الجاهلي، كما استعرض بإيجاز غير مخل المراحل التاريخية لمدينة عنيزة، وخاصة في عهد حياة والده الراوية والشاعر عبدالرحمن الربيعي المولود سنة 1309هـ، والمتوفى سنة 1402هـ، موضحاً أهم الحوادث التاريخية والتقلبات السياسية التي عايشها الربيعي، والاتصال الثقافي والتجاري لعنيزة مع العالم الخارجي وأثر ذلك في تكوين شخصيته، وصقل موهبته، وتشكيل ثقافته وتوسيع مداركه.
ثم يستمر المؤلف في عرضه المسرحي الجميل لشخصية والده منذ نشأته حتى وفاته، مع تقديم معلومات وافية وشيقة عن نشأته، وأسرته، واهتماماته الأدبية، وشاعريته، وأهم أغراض شعره التي يأتي في مقدمتها تغنيه في بلدته عنيزة، ذلك التغني المفعم بعشق المدينة وأهلها وأطلالها وذكرياتها.. ومما يثير الإعجاب هنا دقة المؤلف في تتبع أدق التفاصيل لحياة والده، مثل وصفه للبرنامج اليومي له، والتتبع التاريخي لقصائده ومراسلاته وأصدقائه.. الخ.
بعد ذلك يتطرق المؤلف إلى اهتمامات والده في الرواية والتدوين، مبيناً الدور الكبير الذي قام به عبدالرحمن الربيعي في مجال حفظ الأدب الشعبي، وما تركه من أسفار جليلة نسخها بخطه الجميل، أو شدى بها بصوته الشجي الذي استحق معه أن يسمى: صناجة عنيزة..
أما عندما يتناول المؤلف أشعار والده، فإنه يتناولها بعلمية واضحة، وبأسلوب أدبي راق يشعرك أنك تقرأ كتاباً في الأدب الفصيح لا شعراً عامياً، وذلك لبراعة المؤلف في إيجاد تناغم جميل بين الشعر العامي والشعر الفصيح من خلال كثرة ما أورده من مقارنات أو استشهادات اختارها بعناية فائقة، ولأن المجال لا يتسع لاستعراض الكتاب بكامله، فإنني أكتفي بهذا القدر، مع يقيني أنني ما أعطيت الكتاب حقه، وما أوفيت المؤلف قدره.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved