الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th March,2005 العدد : 97

الأثنين 4 ,صفر 1426

الحقائق التي لا يذكرها
المثقف السعودي أبداً (12)
* د.زهير محمد جميل كتبي
أريد من هذا المقال أن يثير غباراً كثيفاً لخلق معركة صحافية وثقافية وأدبية، تخلق الابداع في نهاية الأمر، ولكن أسارع بقولي أريد أن يثار غبار كثيف ونظيف، بيد أنني لا أرى أن يؤثر على دقة الرؤية وصفائها. أكتب هذا المقال ولم أصب بالخوف من كثير من الانفعاليين والانتهازيين والمتلونين والغاضبين من قول الحق، وفحص الحقيقة، ولم يكن من الغريب أنني سوف أتوقع أن أسمع أيضاً بعض الأصوات الهزيلة التي تقلب الحقائق بصورة ثقافية. ولكن المتابع لمقالاتي وكتاباتي بدقة والطريقة التي أكتب بها يجد أنني أحتمل كل نقد مهما كان نوعه، وعلى الرغم من كوني لا أحب ولا أميل إلى المجاملة أو الصمت أمام الكبار، لأن ..(الصمت).. في كثير من الحالات ليس فضيلة، فتجدني أخوض مثل هذه المعارك ولا خوف لدي.
هذا المقال هو قراءة نقدية للورقة التي قدمها الدكتور غازي القصيبي للملتقى الأول للمثقفين السعوديين في شهر شعبان 1425هـ بمركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض، وقد قرأت عنها قراءة كتبها الدكتور عبدالله بن مناع هداه الله نشرت بجريدة البلاد على ثلاث حلقات بالأعداد (17549 17550 17551) ابتداء من يوم الأحد 391425هـ وحتى الثلاثاء 591425هـ وتحت عنوان: ملتقى المثقفين، ثم عقب على هذه المقالات الأستاذ عبدالرحمن محمد الأنصاري، بمقال نشر بجريدة البلاد وعنوانه (ماذا أراد الدكتور المناع أن يقول؟).
أوشك أن أقول لكم يا بني قومي إنكم لستم برجال أدب ولا ثقافة ولا فكر ولا مبادئ ولا قيم، وإنكم يا سادتي لا تملكون (عقيدة ثقافية) خاصة بكم تخلقون عبرها تياراً فكرياً مستقلاً، لمناقشة المواقف ووزن احتمالاتها المختلفة، وتستمر مصارحتي ومكاشفتي إياكم بقولي انكم رجال لا تملكون مقومات خلق المعارك الثقافية والأدبية والصحافية مثل آبائكم وأجدادكم، لتنطق الحقائق وتكسر كل (القيود) ما عدا قيد (الوعي) حتى يبقى الهدف الأساس من تلك المعارك هو خلق التنوير.
وربما هكذا تصوري لانفعالاتكم ضدي بسبب هذا المقال، بقولي لكم إنكم قوم ثقافة مصابة بأحد هذه الأمراض العشرة وهي:
1 النفاق.
2 الرياء.
3الكذب الاجتماعي.
4 اللغوصة الفكرية.
5 النميمة الثقافية.
6 التلون الكلامي والغليان في المجالس حسب مكانة المجلس وصاحبه.
7 التراجع في المواقف.
8 تقديم المنافع والمصالح الذاتية على غيرها من مصالح الوطن والمواطن.
9 الخوف من مواجهة الكبار وأصحاب الشهوات التي لا تشبع.
10 القفز على كل المسارات للتصفيق بحدة، ومن دون طلب
أصف لكم حالكم اليوم، وأنا مصاب بكثير من الخوف وخيبة الأمل والرجاء في صلاحكم، وتغيركم فلابد أن نتغير قبل أن نغير، وأعرف ان لكم معاناتكم، وأعرف أيضا أسباب هذه المعاناة، ولكن في الوقت نفسه أعرف انكم تخشون من ..(المكاشفة).. و..(المواجهة).. وتفرون من ..(المصارحة).. وترفضون ..(المصالحة).. مع من اختلف معكم، وكتب ضدكم بالاسم والبرهان، والحجة والوثيقة، وهذا حالي مع بعضكم وضعوا عدة خطوط عريضة تحت (بعضكم) لأن البعض هنا كثير وكثير جداً حين كتبت كتابي الشهير (الكتابة الصحافية في بلادنا إلى أين؟) عرض ودراسة بعض النماذج السلبية عام 1420هـ، والذي أقام الدنيا ولم يقعدها حتى لحظتنا هذه، وربما يستمر الانفعال ضدي وضده حتى قيام الساعة، ويا أمان الخائفين!
في هذه القراءة أو المراجعة لهذه المحاضرة أو الورقة، أريد أن أفتح باباً أغلقناه كثيراً وهو ..(كشف حقائق الكبار)..، و..(مواجهة الكبار).. وتعريف أفكارهم، وتفكيك ثقافتهم. وهذه القراءة قصدت فيها أن أكون صريحاً كل الصراحة، وجريئاً كل الجرأة لقناعتي أن الصراحة والجرأة هما أهم أعضاء الثقافة والنقد، لمعرفة الحقائق ذات المغزى العميق.
ورفضت وبشدة أن اضع أمامي ..(الخوف).. وأعني هنا خوف الاختلاف أو (التحسب لأي احتمال)، وخاصة احتمالات العقول والنفوس التي تدعو للابتعاد عن مواجهة القامات الكبيرة. إن كشف شعارات بعض الكبار، والتي تنطلي على البسطاء والدهماء هي واجب ديني، تحتمه أخلاق ومبادئ الامانة الثقافية، كما انها مسؤولية وطنية تنقض عن كاهل المجتمع أثقال السلبية والجمود، وأولئك الكبار الذين يضعون شعار الولاء كستار لخدمة مصالحهم، وتلميع صورهم.
فوجدت أن من الحكمة انه يجدر بي كمثقف مستقل أن أضع أمام الدكتور غازي القصيبي وجهات نظري، حيال بعض نصوصه في الورقة المذكور أعلاه، ووجهات نظري تقبل الاجتهاد، لأنني أهدف من دراستي هذه اجهاد الفكر، بحثا عن حقيقة، عمل القصيبي على تغيبها، فلا يجوز عندي تجهيل المجتمع، ونحن في هذه المرحلة من الزمن الشفاف، وأفكاري في هذه الدراسة أو هذا المقال لا تناقض الواقع بل تتصالح معه.
والنصوص التي عريتها أو فككتها من ورقة القصيبي كتبت بحسن نية، وهو ما أظن، أو بسوء نية، وهو ما سوف يعتقده البعض من المتلقين، يدخل في تقديري عند القصيبي من باب سد الذرائع، وتراني في هذه القراءة لا أدعي أن ما أقوله بلاغة أو تلاعب بالالفاظ، بل حقائق صيغتها بقراءتي الشخصية، ولكن أؤكد اصراري ..(بعناد ثقافي)..، انني رغبت في افحام منطق القصيبي، والذي كما يبدو لي أراد منا أن نتعامل مع ورقته بمقولة ..(ما لنا صلاح).. أو بقولنا له ..(آمين)..، بعد أن يختم قراءته علينا بكلمة ..(ولا الضالين).. أريد أن أقول لأخي القصيبي إنني أعاني من آلم المواطن، وأؤمن بآماله في الغد، وأعرف أنك كذلك، ولكن أنت تتعالى عليها، بل رأيتك تنفصل عنها في كثير من الأحايين، والثقافة أهم آلم يعاني منه المواطن السعودي.
أريد أن أعيد للمنطق الثقافي بعض توازنه، فما أكثر من خافوا أن يختلفوا مع غازي القصيبي باعتباره من (لوردات الثقافة السعودية) والمحصنين بحصانة مجلس اللورادت، وهو درع قوي، وربما لأنه مواطن فاخر.
وأقول لمن خاف من الاختلاف مع اللورد القصيبي، لا تخافوا، ولا تخافوا، ولا تخافوا، ولا تحزنوا، فلن ترم الرحى فوق رؤوسكم، لأن الرحى قد كسرت، أقول لهم لا تمدوا أجسادكم لكي يسير عليها اللورادت أو الكبار، ودليلي فيما أقول هو (وقائع الوقائع)..، ..و(طبائع الوقائع).. تتغير، وليس كل الواقع منطقاً، ولا التاريخ حجة، فمن واجبنا أن نهز هيبة لوردات الثقافة السعودية، والتي يرى فيها البعض إنها ثقة للتعبير عن شيء ما.
أي غضب هذا الذي سوف يلاحق زهير كتبي، وينتقم منه، لأنه مس وقرب من نص لورد ثقافي فاخر ومميز، لا أخاف من ذلك الغضب المتوقع من غازي القصيبي والحواريين الذين حوله، لمعرفتي انه ليس لهذا اللورد القصيبي حصانة أو قداسة ترفعه عن غيره، فيجب أن ينتقد على أخطائه وأفكاره وثقافته، شأنه شأن أي مثقف يخطئ ويصيب وغازي يعرف أنه لا خطأ دون عقاب، فالنقد هو جزء من العقاب، النقد في نفس الوقت اقتناع وإيمان بشيء أكبر. هكذا تعلمت من تجاريب الحياة.
فالقصيبي مثقف انتقد المجتمع والمثقفين، فحق للمجتمع والمثقفين أن يبادلوه النقد، وقلل من شأن البيت والمدرسة والمجتمع، ولكن لن أقلل من قيمته ومكانته، ولكن ليس من حق هذا المثقف القصيبي أن يضع نفسه في موضع الوصي على أهل الثقافة.
واعترف ان مكان القصبي، ومكانته الثقافية، لم يأتيا من فراغ، إنما جاءا نتيجة خبرته الطويلة الرسمية، وأعماله الفكرية والثقافية الكثيرة، وربما المميزة، والتي أراد لها القصيبي أن تستقرئ واقعنا في كثير من المجالات، واستطاعت أعماله المختلفة، أن تقرأ بأكثر مما أراد لها القصيبي، بل أكثر مما توقع القصيبي ذاته بحكم المناصب التي تقلدها، وهذه احدى خصائص المثقف الذي يتقلد منصباً. والحقيقة التي أرغب في قولها أن القصيبي حير الكثير من النقاد، فيما يخص انتاجه الفكري والثقافي مثل كتابه الشهير (حياة في الإدارة).
إن ورقة القصيبي ورقة وفاعلة ومتفاعلة تستحق بالفعل كثيراً من التوقف والتأمل والفحص والدراسة، ومن حق كل قارئ لها أن يختلف مع نصوصها أو أن يعترض عليها، كما أفعل أنا الآن، بل من حق القارئ أن يطالب الباحث أن يعدلها.
لهذا نجد أن القصيبي ألقى ببعض الحجج ولكنها مردودة إليه، وأطلق آراء مأخوذ عليها، واستند على نماذج غير مقبولة منه، وربما ولا أنفي أن الكثير والكثير والكثير، أعجب بهذه الورقة لأن الورقة صادفت هوى في نفسه، ومس جدار قلبه، وربما جعلها البعض سلاحاً يستخدمه ليخرس الآخر وهو خصمه، وهذا التخمين جعلني أظن وليس كل الظن اثم ان القصيبي أعطانا كمثقفين درساً عظيماً يجب ألا ننساه أبداً، وانه كسر كل القيود التي كانت تعوق قول الحقيقة.
فلا أستطيع أن أنكر أن الهوى يتسلط بقوة على صاحبه، وأعي أن الغرض الذاتي يستبد، وأن المنطق يهرب من كثير من العقلاء، وتعلمت أن الحجة قد يشوبها الضعف، وأن الكلام له بواطنه وخلفياته.
ما أريد أن أقوله لكم هو أنني شعرت بعد تأمل لنصوص هذه الورقة ان القصيبي كأنه أراد أن يقول لنا انني أتحاور في ساحة ليست ساحتكم بل هي ساحة خاصة بي، وانه يتكلم معنا بلغة يصعب علينا هضم مفرداتها، وفهم قواعدها. إذن من حقي أن أتعجب من هذا الاستعلاء الثقافي! ومن حقي أن أحزن، فأسباب حزني مفهومة عندكم، وخاصة إن دلالات الحزن تؤرقني كثيراً، فأرجو من القصيبي أن يتعلم من النقد والخطأ ولا تأخذه العزة بالإثم، وإنه لا يستطيع أحد أن يتنبأ تماماً بما سيحدث في المستقبل.
سؤال صعب أرغب في طرحه وأنا أكتب هذه الدراسة، واجابته خطيرة، وتداعيات اجابته أخطر، وهو هل يمنع ..(الرقيب).. نشر هذه الدراسة وأعني به رقيب الصحافة والاعلام؟ لكن ما ضرنا أن نتفاءل، وما خسرنا إن أحسنا الظن هذه المرة في هذا الرقيب، الذي لم ينقرض بعد، هذا الرقيب القادر على قفل باب الاجتهاد أمامنا.
في بعض الأحايين تكون ..(الكراهية).. نوعاً من أنواع الصبر، إذن التساؤل رغم مرارته يمكن أن يجاب عليه من الرقيب ذاته، وعلينا كمثقفين وكتاب أن لا نطلق نوازع الغضب، وأن لا نقع تحت وطأة الغيظ، عندما يقسو علينا الرقب، اللهم اجعلنا من الكاظمين للغيظ، والعافين عن الناس.
إن النقد لمثل هذه الأوراق الثقافية، مهابة، وإن هيبة الورقة تأتي من أن صاحبها صاحب قامة عالية، قد يرفض الكثير منا هذه العملية النقدية، ويغفل الخائفون والمرتجفون ان نقد القامات العالية يعمل على تشكيل الحقيقة التي تبرز بوضوح متميز كلما ضربنا الحديد.
وأود أن أذكر وأؤكد أن النقد والنقاش والحوار لا تعمل على الفرقة، ولا تساعد على الانقسام أو التحيز، بل هو صراع فكر وثقافة، فاضبطوا أنفسكم كضبط ساعاتكم، ولا تندفعوا من أجل القصيبي فتكونوا من المتطرفين والانطباعيين فكرياً، ولكن ربما أقبل منكم بعض اللوم، وليس كله، المهم عندي أن تتحقق إرادة المثقف، وتنتصر مواقفه.
***
أعجبتني مقدمة الورقة التي قدمها الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي، والتي ألقيت ضمن فعاليات الملتقى الأول للمثقفين السعوديين، والذي عقد بمدينة الرياض، يوم الاثنين 138 1425هـ قال القصيبي: (أردت لهذا الحديث أن يكون حديث مكاشفة ومصارحة وكان هذا قراراً عانيت معه، قبل أن أصل إليه، وللمعاناة سبب: لا توجد مكاشفة لا تحرج المكاشف أو المكاشَف، ولا توجد مصارحة لا تحرج المصارِح أو المصارَح، في المكاشفة والمصارحة شيء من الألم، وهذا الألم في تصوري، هو الذي يبقي المكاشفة، وما يتفرع عنها من مفاهيم كالشفافية والمساءلة، أحلاماً كثيراً ما تستعصي على التحقيق).
ولأنني لا أتفق مع التصنيف الذي وضعه الدكتور القصيبي عن المثقفين لأنه لم يذكر من ضمن نماذج المثقفين فئة ..(المثقف العميل).. وحدد القصيبي نماذج المثقف في رأيه حين قال:
(أما الحيرة فمصدرها أني لا أعرف نموذجاً واحداً لمثقف بمواصفات إنسانية راقية، وأهداف مجتمعية عالية، ونزاهة شخصية صافية، بحيث يمكنني أن أقول (وجدته!. هذا هو المثقف ! وهذا هو دوره!)، المثقفون الذين أعرفهم، والذين أعرف عنهم، ينتمون إلى نماذج عديدة، منها نموذج يسرك أن يكون له دور في شؤون مجتمعك، ومنها نموذج تود لو نفيته من مجتمعك نفياً، بين المثقفين تجد الصادق والكذاب، الجبان والشجاع، ذا المبدأ والانتهازي، إلى نهاية القائمة من الصفات، وهي صفات نجدها بين كل أصناف البشر، بدءاً بعباقرة التاريخ، وانتهاء بالأميين وأشباه الأميين).
رغبتي تدفعني للقول للقصيبي إن أستاذي الأديب اللبناني العظيم جبران خليل جبران حدد قبلك بمراحل تاريخية بعيدة نماذج المثقفين في الأرض، فوصفهم كالتالي:
1 المثقفون النبلاء.
2 المثقفون العملاء.
3 المثقفون الشرفاء.
فيا ليتك اختصرت مسافة الحديث والتحدث، وركبت نفس التصنيف لأنك لم تأت بجديد في هذا الباب، وعملت على خلط كل النماذج الذي ذكرتها في خلطة واحدة لنأكل جميعاً هذه الأكلة التي طبخها جبران اللبناني، وما ألذ الأكلات اللبنانية!! وكأن تركيبة جبران أصبحت من الحقائق البديهية التي لا تقبل الجدل، لأنها انعكاس مباشر للأوضاع الحياتية.
كما كنت أتمنى عندما صنفت نماذج المثقفين في بلادنا، أن تذكر بجانب كل نموذج طرحته لنا اسم مثقف يمثل ذلك النموذج، ولأنك لم تفعل ذلك فوقعت في مأزق الأخلاق العشرة التي ذكرتها لكم في مقدمة مقالي.
والسؤال البالغ التعقيد هو: لماذا لم يذكر غازي القصيبي بعض الأسماء في ورقته المذكورة؟... لا أستطيع أن أنزع أو أخرج الكلمات من فم القصيبي، ولكن أذكّره انه فعل موقفاً ثقافياً مشرفاً، مارس خلاله أخلاق المثقف الشريف، ومارس توفير الوعي والحجة والتنظيم الفكري، حين وضع كتابه (حتى لا تكون فتنة)، الصادر عام 1411هـ فسمى الأشياء بأسمائها، وذكر أسماء دعاة الصحوة الدينية الذين اختلف معهم، واختلفوا معه.
وهذا التساؤل المشروع مني للقصيبي هو الذي دفعني لمعرفة أسباب ضعف أو تراجع أو تغير القصيبي في مواقفه وثقافته وإنتاجه، فهل هو عدم القدرة على المواجهة والتحدي في السن المتقدم أم هو المجاملة على حساب المصالح، والمنافع أو هو السير تحت أو بجوار الجدار أو هو الاستعلاء الثقافي والتكبر الفكري بعدم ذكر الأسماء؟!.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved