الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th March,2005 العدد : 97

الأثنين 4 ,صفر 1426

(الثقافية ) تفتح ملف البوهيمية والبوهيميين محلياً
* تحقيق: سعيد الدحية الزهراني*
هذه هي الحلقة الثالثة والأخيرة من تحقيق البوهيمية المحلية شاركنا فيها كل من الناقد عبدالله السمطي والدكتور أحمد الحريري .. بالاضافة الى قراءة معد التحقيق.. يبقى ان أؤكد على ان هذا التحقيق ما هو الا بحث اولي في قضية ستثريها مداخلاتكم وقراءتكم الصريحة.. أملي الا تضنوا علينا بها!!
ممارسات البوهيميين
الناقد الاستاذ عبدالله السمطي تناول قضية (البوهيمية في الأدب المحلي) بشكل دقيق وواضح إلا من تصريح لا نقبله و (الشاطر يفهم)..
يقول السمطي..
تبدو مسألة البوهيمية في الأدب حالة من الحالات الفردية التي تنمو إلى التمرد على القيم والأعراف في وجهها الجماعي التعبيري من ناحية وفي وجهها السلوكي من ناحية أخرى.
وإذا كانت للبوهيمية مداها الإبداعي الذي قد يفتح نظرة أو لنقل نافذة إبداعية أو بالمطلق الذي يسعى فيه المبدع إلى استنفاد طاقته التجريبية المستمرة فإن هذه الحالة تعد حالة مؤقتة قد تعود على صاحبها بالنفع الإبداعي إذا صح التعبير في فترة ما لكنها لا تمثل منهج حياة أو إبداع بالضرورة يمكن أن يحمل خصوصية الاستمرارية أو الظاهرة التي تفضي إلى قيم خلاقة على هذا النحو حين ننظر إلى البوهيمية فإنه ينبغي أنه نؤطرها في صورها الحقيقية.. وهي صورة ينظر إليها على أنها صورة منحطة تسيئ الى المبدع في ضرورته الاجماعية والخلاقية.. فحين ننظر إلى بعض الأدباء السعوديين الذين يمارسون هذا النمط أو النوع من الحياة فإن هذه الممارسة قد لا تحيل بالضرورة إلى ان ثمة مشروعا إبداعيا يتشكل بقدر ما تشير إلى ان هذا الأديب أو ذاك يبحث عن قيم للمخالفة في مجتمع ما يزال مفهوم المحافظة هو المفهوم الأثير لديه على المستوى الإبداعي إذا أخذنا الصورة من جانبها الايجابي. فإن هذا النمط من السلوك الذي قد يوصف باللا أخلاقي أفاد تجربة القصيدة الحديثة خاصة في مرحلة الثمانينات والتسعينات ممن يكتبون قصيدة التعفيلة وقصيدة النثر.
أما من جانبها الانجازي فهي لا تفضي إلى تكوين مشروع ثقافي حقيقي وهناك شخصية تكتب في مجال الفكر ومراجعة بعض الأفكار القديمة انجزت أحد الكتب لكنها لم تكمل هذا المشروع وهناك أيضاً أحد الباحثين الكبار مهتم بفقه اللغة واللغويات لكن بوهيميته عطلته عن إنجاز أي مشروع ملموس وأعتقد أن الدافع الحقيقي وراء هذه البوهيمية هو نوع من الفرار إلى ما هو ذاتي والخلاص من بعض القيم الاجتماعية المقيدة أو التي تبدو كذلك بيد أنها في التحليل المنهجي الأخير لا تفضي إلى إنجاز مشروع ثقافي فعال وربما يكون الدافع هو الفهم الخاطئ لقيم الحداثة وما بعدها.
ومن أبرز سلوكيات البوهيميين مخالفة القيم الاجتماعية والجماعية والأمية الشديدة في الطرح سواء كان هذا الطرح يتعلق بما هو أدبي أو بما هو سلوكي الفوضوية العارمة في مقاربة الأشياء.. النسيان والتجاهل المتكرر والمقصود والبحث عن السلوك الشاذ والغريب ومعاقرة الليل وتجنب الحضور في الأوقات النهارية.. فالبوهيمي يلتذ جداً بوقته الليلي.. حتى يصبح كائناً ليلياً وممارسة الصعلكة السلبية.
وقد لمست هذه السلوكيات عند بعض الشخصيات الأدبية في الإبداع السعودي بيد أن المقام ربما لا يسمح بعرض تجاربها بكل وضوح.
الرأي النفسي
* بطبيعة الحال.. مثل هذه القضايا والتي تتعلق بممارسات وسلوكيات فعادة ما يكون لها ابعاداً نفسية سلوكية معرفية وفي هذا الجانب استضفنا الدكتور أحمد الحريري استشاري الطب النفسي السلوكي وأكد ان الجانب النفسي ذا أهمية بالغة في مثل هذه القضايا.. لكن الصعوبة الحقيقية تكمن في اقتناع هؤلاء الاشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من العلم والمعرفة وربما حاصلون على درجات علمية عالية.. بأنهم مرضى..!!
يقول الدكتور الحريري:
لا أعتقد ان السلوك البوهيمي ينحصر فقط في المجال الثقافي أو الأدبي، وقبل هذا أود ان أشير إلى أن مصطلح البوهيمية يتوازى مع مصطلح الابقورية وهم تلك الفئة المتطرفة نحو اتجاه معين مع إغفال تام لبقية المجالات الأخرى. وعادة ما يأتي هذا السلوك على رغبة داخلية ترفض العرف السائد خارجيا ويحول بينها وبين التعبير عن هذا الإحساس الرهبة مما سيواجه به من سياط العرف والعادة والسلطة وما إلى ذلك.
ودون أدنى شك هذه حالة مرضية التعامل معها غاية في الحساسية، فمثل هذه الحالات تجدها على قدر رفيع من التحصيل المعرفي والعلمي والثقافي الأمر الذي يجعل من إقناعها بأنها مصابة بحالة مرضية أمر ليس بالسهل.
ما يسمى بالبوهيمية نجدها متمثلة في البوهيميين الذين يفترشون أرصفة الشوارع في أرقى مدن العالم باريس، ويمارسون ما شاءوا مظهريا وأدبيا وإبداعيا وأحياناً مع بوهيميات، وهم بهذا يشكلون ملمحا لا يمكن تجاهله لكن طبيعة الثقافة السائدة في المجتمع لديهم قد تجعل هذه الممارسات وغيرها أمرا متاحاً وممتعاً للبعض وربما يكون ضرورياً.
أما في الثقافة المحلية فأنا أؤكد على أن لدينا بوهيميين ولا ينحصرون في الجانب الثقافي والأدبي فقط بل في الطبقة الراقية والمتوسطة، أما الطبقات الفقيرة فلا أعتقد وجودهم فيها لكن كما أسلفت لا يستطيعون التعامل أو إظهار هذا السلوك خوفا من ردة فعل اجتماعية حتمية لا تقبل مثل هذه السلوكيات ابتداء من الدين ومرورا بالعرف والعادة وانتهاء بالمدنية أو الحضارة والعصرية. وهؤلاء يمارسون بوهيميتهم وأباقوريتهم بشكل محدود كالإفراط في الشرب أو السهر الزائد أو النوم إلى ساعات طويلة جداً.
رأي معد التحقيق
** وبعد..
تابعتم معنا هذه القضية (البوهيمية) في الأدب المحلي (السعودي) ولاحظتم بوضوحٍ تام ضبابيتها وما يكتنفها من غموضٍ ربما كانت حساسية تفاصيلها سبباً واحداً من أسباب تلك الضبابية وذلك الغموض.
جاءت آراء ضيوف هذا التحقيق كما رأيتم مغلفةً ومبتسرة وتوحي بتهرب واضح مما زادها غموضاً وإبهاماً .. على أن هدف التحقيق الصحفي أياً كان نظرياً و(في كتب الاعلام) وعملياً (في الممارسة الصحفية) هو إثراء القضية المطروحة وإخراجها بصورة واضحة وجلية.. وهذا ما لم يتحقق في هذا التحقيق للأسف الشديد؟!
وهنا لعلي التمس العذر أو المبرر مع اعترافي بعدم نجاحه وعلى الأقل أمام مقاييسي ومعاييري الصحفية الشخصية، من لجوء ضيوف التحقيق إلى التهرب وتغليف مشاركاتهم بالاعتماد على الطرح العام والفضفاض والاكتفاء بإشارات وإيماءات لا يمكن أن نعول عليها كثيراً في مثل هذه القضايا.
وعلى هذا أجدني مضطراً لتسجيل مواقف أراها مهمة وحاسمة من شأنها أن تعيد بريق النجاح لهذا التحقيق وهي بالمناسبة لا تهدف إلى هذا البريق بالقدر الذي تعتمد فيه على جدية الطرح ومسؤولية الأداء!
وأود أن أبدأ بما يدور في أوساط أدبائنا ومثقفينا .. وهذا ما وقفت عليه بنفسي وسمعته وأسمعه وربما شاهدته متمثلاً في ممارساتهم وسلوكياتهم وأحاديثهم.. ففي الوسط الأدبي هناك فكرة أو قل (مسلمة) رائجة يعبّرون عنها في الغالب بالتعبير أو اللهجة العامية وهي (المبدع ان لم تكن افيوزاته ضاربة.. فليس مبدعاً؟؟!!) هذه العبارة غدت مسلمةً أو قل شرطاً إن لم يتوافر في المبدع أوالأديب فهذا يعني أنه ليس مبدعاً حقيقياً ولعلي أشير إلى دلالات مفردتين وردتا في مسلمة الإبداع ربما يكتنفها الغموض تماماً مثلما اكتنف هذا التحقيق.. وهي (الافيوزات) و(ضاربة) فالافيوزات أعتقد أنها المجموعة الإلكترونية التي تنظم كهرباء السيارة وضاربة ربما تعني حدوث ماس كهربائي يؤدي إلى تلف المجموعة الإلكترونية أو بعضها أو يجعلها تعمل بشكلٍ غير منظم.. وعلى أي حالٍ هذا لا يغني عن الاستعانة بكهربائي سيارات .. فهو المتخصص في هذا المجال.. وربما أفادنا بشكلٍ أدق!!
نعود إلى فحوى المسلمة الأدبية.. ونتساءل : تُرى ماذا تعني هذه العبارة؟ وهل تعني أن المبدع لابد أن يكون مختلفاً أو غير طبيعي؟ هل لها علاقة بالجنون ولو جزئياً؟ إن كانت ذات علاقة بالجنون.. فهل المقولة التاريخية التي تحفظها الذاكرة العربية أو الإنسانية بشكلٍ عام وهي (الشعر ضربٌ من الجنون) صحيحة؟.. على أن ما يقال عن الشعر ينسحب على كافة الانساق أو الأجناس الأدبية الأخرى.
وبعد هذا هل تتشاكل أو تتطابق أو تتوازى دلالة المسلمة الأدبية مع دلالة مصطلح البوهيمية؟
في نظري أن البوهيمية لدينا موجودة وأدباءنا مقرون بها بل يعتبرونها شرطاً للإبداع الحقيقي وربما يتباهون بها .. ولكن بمسمى آخر وهو (الأفيوزية) إن صح التعبير.. نسبةً إلى عبارتهم مسلمتهم (المبدع) إن لم تكن أفيوزاته ضاربة.. فليس مبدعاً).. هذا يجعلنا نطرح تساؤلات أخرى أهمها.. إن كانت البوهيمية موجودة في أدبنا.. وأدباؤنا يقرون ويتباهون بها ولكن بمسمى أو مصطلح آخر.. فلماذا يرفضون أن يوسموا بها؟ ولماذا لا يجرؤ أحد على وسم آخر بها؟
وهنا أقول لعل د. علي الموسى أشار إلى مسألة الشرف الاجتماعي الذي لا يسمح بمثل هذه الأفكار.. خاصة أن البوهيمية تحمل تفاصيل خطيرة جداً..
لكني أقول إن المسألة لا تتجاوز كونها حساسية ارتسمت في الأذهان حول مصطلح (البوهيمية) المصطلح فقط أو المسمى.. أما الدلالة فهي ذاتها موجودة ولكن بمسمى أو مصطلح آخر.
استوقفتني كثيراً مشاركة الدكتور حمد الدخيّل.. عندما رأى أن (الحداثة) سبب مهم من أسباب وجود البوهيمية المحلية..؟!
هذه الفكرة أتت رجل أكاديمي وأدبي مهم.. وبالتأكيد لديه المبررات والمسوغات التي جعلته يطرحها بشكلٍ صريحٍ وقوي.. وحتماً سيكون وقعها وتأثيرها بحجمها وقوتها.. فهي اعتبرت مرحلة كاملة بمبدعيها ونقادها ومتابعيها بوهيميين بصورة مباشرة أو غير مباشرة.. لكن هذا يفتح لي أنا معد التحقيق أفقاً آخر ليعزز لدي تصنيف عددٍ من أسمائنا الأدبية الحداثية البارزة والمهمة يراها البعض بوهيمية لكنه لم يصرح بها أو أكد لي مراراً وتكراراً مقولة (هذا ليس للنشر) هذه الأسماء هي الأستاذ محمد جبر الحربي والأستاذ جار الله الحميد والأستاذ عبد الله الصيخان والاستاذ محمد الثبيتي والدكتور سعيد السريحي.
بالنظر إلى هذه الأسماء نجد أنها علاقات بارزة شكلت مع غيرها ملامح مشهدنا الثقافي الحداثي ولها نتاجها الإبداعي والأدبي المشرف.. وهي بالفعل ذات ثراء وجمال إبداعي حقيقي.. لكن كما أشرت هناك من يراها بوهيمية..؟! فالبعض سواء من المشاركين في هذا التحقيق أو من الذين امتنعوا عن المشاركة لحساسيته ووعورته.. يجمعون على أنها أسماء بوهيمية لها ممارسات وسلوكيات وأفكار تجعلها تستحق هذا المسمى ويستحقها هذا المسمى..؟! وهذا يؤكد ما أشار إليه د. الدخيّل.
وهنا أؤكد على أن ما يعنينا في البوهيمية هو الجانبان السلوكي والشكلي.. فالسلوكي يتعلق بممارسات المبدع من حيث تعامله وتعاطيه مع المجتمع الخارجي من حوله.. كالأعراف الاجتماعية والنمط التعاملي السائد ونحوها.. هذا الجانب (البوهيمية السلوكية) تلخصها عبارة (فوضى المبدع) أي عدم الانضباطية أي مزاجية التعامل مع كل ما هو خارجي دون الإقرار بضابط أو محدد.
وهذا أصغر من أن يستدل عليه.. فالشواهد والنماذج والمواقف كثيرة والذاكرة تحتفظ بالكثير منها للكثير من مبدعينا البوهيميين سلوكياً..!
الجانب الثاني وهو البوهيمية الشكلية.. وهي التي تتعلق بالمظهر الخارجي للمبدع أو الأديب.. فالبوهيمي شكلياً.. هو ذلك الشخص الذي تبدو ملامحه وحاله رثة.. ولا يهتم بمظهره أو قل لا يعير مظهره الخارجي أدنى درجات الاهتمام.. حتى لتظنه مجنوناً بالفعل.. أو على أقل تقدير شخص غير طبيعي..!!
من هذا الجانب (البوهيمية شكلياً)بنسبة تقريبية نجد أن أكثر من 50% من أدبائنا بوهيميين شكليين.. ولكم أن تستحضروا بشكلٍ سريع دون مزيد عناء ملامح عشوائية لعددٍ من أدبائنا لتأكدوا من بوهيميتهم شكلياً..!!
على هذا.. ومن هذا وذاك لا يمكن أن نتجاهل جمالهم إبداعياً وأدبياً .. هم بالفعل مبدعون حقيقيون.. لكن ثمة سؤال يلح علينا لنطرحه لعلنا وجدنا له إجابة شافية وهذا ما أشك فيه.. وهو كيف يمكن أن نجمع أو نوفق ما بين هذين المتناقضين (البوهيمية) و(الجمال)؟؟
هل المبدع البوهيمي.. هو المبدع الحقيقي؟ وهل المبدع عندما لا يكون بوهيمياً ليس مبدعاً حقيقياً؟.
هل همّ الإبداع الحقيقي سبب بوهيمية المبدع؟
ولماذا لا تكون البوهيمية سمة إشادة لا وصمة إعابة؟
هذه الأسئلة لا أجد لها إجابة.. أتمنى أن يكون لها حظ وافر من مداخلاتكم وتعقيباتكم التي لا أشك في أنها ستثري هذه القضية التي اعترفت سلفاً بقصوري فيها عن بلوغ النجاح الذي ابغيه وأريده..؟!
بقي أن أشير إلى نقطة مهمة تتعلق ببوهيمية الأستاذ عبد الله نور.. هذا الرجل الذي أكّد الكثير على أن بوهيميته عاقته عن إضافات كثيرة.
كذلك الصديق الأستاذ أحمد الدويحي.. الذي لم يشاركني في هذا التحقيق قائلاً: (هناك من يقول عني إنني بوهيمي) ويبدو أنك لم تهاتفني يا سعيد إلا لأنك ترى أنني بوهيمي) وأقول للصديق أبا إياد ليتك تجيبني على ما طرحته في هذا التحقيق من أسئلة.. وما أكثرها..!!
وأخيراً زميلي الصديق عبد الحفيظ الشمري.. في الحقيقة أدهشني الأستاذ الشمري عندما سألته ان قلت إنك بوهيمي .. فماذا ستقول؟.. حين جاءت إجابته قائلاً: فالحقيقة في فترة أو مرحلة من مراحل حياتي كنت أعيش حياة بوهيمية سلوكية وشكلية.. ولكني مع مرور الأيام اكتشفت أنها غير مجدية وهي مجرد توهمات فارغة لا تقود المبدع إلى حياة إبداعية بناءة ومنتجة.
في الختام أكرر أسفي واعتذاري واعترافي بقصور هذا التحقيق عن النجاح أو بلوغ الهدف المنشود.. فليتني اكتفيت بخروجي من هذا التحقيق بالغموض فقط.. لكنني استودعتكم على ذلك الغموض أمانة البحث عن إجابات أسئلة مبهمة ناءت بها عصبة هذا التحقيق فلم تقو حملها.. فضلاً عن أن يحملها صاحبكم كاتب هذه السطور..!!


aldihaya2004@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved