الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th April,2003 العدد : 7

الأثنين 12 ,صفر 1424

مساقات
من أول السطر..
عبدالله بن أحمد الفيفي*
1
«إن القلوب إذا كَلَّت عَمِيَت!» وعليه، يأتي مسوّغ اتجاه المساقات وجهة جديدة، بعد أشهر من الكتابة حول «القصيدة الرواية». ذلك المصطلح، البدعة، الذي ما يزال يقلقني، مثلما تقلقني نصوصه. غير ان حقيقة البدعة لم تكن في المصطلح نفسه ولكن في جنس النصوص التي ينطبق عليها، والتي تدخل الى الرواية من نافذة القصيدة، لتخرج في شكل جديد، لا بالقصيدة ولا بالرواية. وأنا أتناول تلك الظاهرة بوصفها بدعة فنية حسنة، لا كما يظن الظانون، أو كما يصرّ أصحاب النصوص أنفسهم على التخلي عمّا أنجزوه وتقييد أيديهم بعربة الرواية التقليدية، كلما رأوها تجوب الشوارع والأزقة من حولهم. ومصطلح «القصيدة الرواية» لا يعني بحال من الأحوال أن النص يعد «قصيدة شعرية»، إلا كما يمكن أن تعد «قصيدة نثر» «قصيدة شعر»، مع أنها قد نفت باسمها عن نفسها هذه النسبة.
وهكذا أوشك أن أغرق ثانية في «القصيدة الرواية» بعد ان عقدت العزم على أن أتركها الى رجعة لاحقة. وتلك الرجعة ستكون إن شاء الله حول المصطلح مع دراسة نصوص أخرى تندرج فيه. أما هذا المساق وما سيتبعه فسيتجه الى قضية أخرى، هي:«ألقاب الشعراء: بحث في الجذور النظرية لشعر العرب ونقدهم».
2
لو طُرح السؤال: لِمَ الحرص على تلقيب الشعراء في التراث العربي القديم؟ لبدت أسباب فنية من بين الأسباب العامة للتلقيب. ولئن كان التلقيب يمثل ظاهرة ملحوظة في ثقافة العرب بعامة بدليل النهي القرآني عن الوجه السلبي من ممارسته: {$ّلا تّنّابّزٍوا بٌالأّلًقّابٌ} 1 فإن بواعث التلقيب الفنية تحديداً لجديرة بالتوقف والدرس؛ لما لعله يكمن خلفها من رؤية نظرية عربية للشعر ونقد فني خليق بالبحث والتدبر، في اطار تفهم الجذور النظرية للشعر العربي بعامة ونقده. وهكذا فإن هذ الدرس ينطلق من فرضية تزعم أن وراء ألقاب الشعراء في تراث العرب القديم اشارات الى خصائص شعرية لشعر من لُقبوا بها. ومن ثم فإن بعض تلك الألقاب الشعرية هي بمثابة أوسمة استحقاق إبداعية، لا تُمنح اعتباطا.
من هذا المنطلق فإن البحث يمكن ان يتركز موضوعياً على ألقاب الشعراء التي يتبدّى من تحليلها أنها تنطوي على حُكم نقدي على شعر الشاعر، يستلزم بحثاً عن أسبابه على المستويات الاجتماعية أو الثقافية أو الفنية. ولهذا سنصطفي من ألقاب الشعراء وهي الظاهرة التي لفتت القدماء2 ما يتفق منها والهدف المشار إليه.
فلقد كانت مجمل الكتب حول ألقاب الشعراء قديماً وحديثاً يكرر بعضها بعضاً في سرد الألقاب على اختلاف أنواعها من جهة ومن جهة أخرى في استعادة تفسيرات القدمات نفسها دون محاولة لسبر العلاقة بين اللقب وصاحبه من ناحية فنية أو غير فنية؛ فجاءت أعمالهم في شكل معاجم لا أكثر. وهذا ما سنشرع في مناقشته بدءاً من المساق الآتي، بإذن الله.


* أستاذ النقد المشارك بآداب جامعة الملك سعود
aalfaify@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved