الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th April,2003 العدد : 7

الأثنين 12 ,صفر 1424

أثر خفيف
علي العمري
أسئلة الحرب
ما يحدث الآن في العراق يفوق كل وصف وكل قدرة بلهاء على الكلام أو على الشجب المنافق أو على التعاطف الهزيل الذي يتساوى مع ضده. إن مشاهد المعركة «المعولمة» بامتياز التي تنقل عبر التلفزيون لمشاهديها الدم وهو ما يزال ساخناً والصاروخ لحظة انفجاره بالضبط ومشاهد المذابح والأسرى والدخان الذي يغمس السماء في السواد لتكشف إلى أي حد تتغلغل البشاعة والعنف في عقول وأرواح صناع القرار الأمريكي. هل كل هذه الآلة التكنولوجية التدميرية جاءت كي تستعرض جبروتها على أطفال ونساء وشيوخ بلد ظل مدة أحد عشر عاماً تحت الحصار؟ هل أُبيدت الديكتاتوريات من على وجه الأرض ولم يظل إلا واحد يسمى صدام حسين؟ هل عبقرية العقل الأمريكي ببنتاغونه ومخابراته ورامسفلده تجد انه من الضروري إبادة شعب بكامله للبحث تحت انقاضه عن شبح الديكتاتور؟ هل الديمقراطية حدث أن جاءت محملة على اكتاف جنود غزاة؟ أم أن البدعة الأمريكية الجديدة تريد أن تلقن البشرية درساً قسرياً في فن الخضوع والاستسلام وإن تحت شعار صار مستهلكاً كالديموقراطية؟ ثم هل حدث أن حققت الولايات المتحدة الأمريكية لشعب ما الرفاهية والاستقرار باستثناء إسرائيل؟ هل يعي بوش ووزراؤه ومستشاره خطورة أسلحته العنقودية والذكية وغيرها ليس فقط على الانسان بل على الطبيعة ذاتها فبحسب أحد مسؤولي البنتاغون أن الآلة العسكرية الأمريكية جاءت إلى الخليج محملة بقنابل اليورانيوم المخضب التي تدمر باشعاعاتها السامة الطبيعة وتجعلها غير صالحة للحياة لمدة تزيد على أربعة وثلاثين مليون سنة؟ أليست أمريكا الدولة الشيطانية أو الارهابية الأولى عالمياً بحسب تشومسكي؟ بالتأكيد أن لصدام حسين تاريخه الدموي والقمعي الطويل لكن لن تنطلي على أحد كذبة بوش أنه جاء من أجل انتزاع العراق من بين فكي الديكتاتور وتقديمه إلى شعب العراق على طبق من ذهب، كل مثل ما أن ذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل أيضاً ذريعة كاذبة. أما الديكتاتور ذاته فلماذا كل ساسة ومثقفي العالم يطالبونه بالتنحي عن السلطة فقط من أجل الغطرسة الأمريكية؟ هل الشعب العراقي هو الشعب الوحيد الذي يحيا تحت عنف وجبروت نظام ديكتاتوري؟ أم أن إرادة العالم منوَّمة مغناطيسياً تحت مشيئة السيد بوش لينتزع من يشاء ويرسخ من يشاء؟ ولماذا تبدو الشعوب العربية بالذات غاضبة ومهتاجة إلى هذا الحد ألم تسمع عن الحرب إلا ساعة وقوعها، أم أنه مجرد تفريغ سينهى بعد حين وتبدو المجازر في العراق وكأنها مشاهد من فيلم أمريكي قديم.


alialamri2000@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved