الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 14th April,2003 العدد : 7

الأثنين 12 ,صفر 1424

عثمان بن نحيط من أمراء وشعراء سدير
محمد بن عبدالعزيز الفيصل
عند البحث عن بعض الأعلام في الماضي نجد للبعض معلومات وفيرة حول حياتهم والبعض الآخر قد لاتجد عنه سوى الاسم فقط والبعض الآخر قد تجد إشارات وتلميحات تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ وفي هذه العجالة سنتحدث عن عثمان بن نحيط أحد شعراء وأمراء بلد الحصون البلد المعروفة في منطقة سدير ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقال وجود بعض الاحتمالات والتي منشأها قلة المصادر والمعلومات المقتضبة في بعضها.
بلد الحصون
سبب تسميتها بالحصون نتيجة وجود حصون فيها وتستخدم هذه الحصون لحماية المنطقة من الأعداء وكانت أرضها أرضاً زراعية خصبة وهي ملك لآل حديثة أهل القارة وهم من بني العنبر بن عمرو بن تميم وتصادف أن قدم أناس من آل تميم من بني خالد على أمير القارة وطلبوا منه غرس الحصون وكان ذك بشروط تمت بينهما وكان عام 983 هـ بداية عملية الغرس وهي الغرسة الأولى وقد وجد آل تميم مصلحة كبيرة وفوائد جمة من النخيل التي غرسوها وبعد 32 سنة من المغارسة الأولى طلب آل تميم مغارسة ثانية فوافق صاحب القارة على عقد المغارسة الثانية وكان ذلك عام 1015هـ وبلغ مجموع ما غرس من النخيل في المغارسة الأولى والثانية عشرة آلاف نخلة «1» مما يدل على سعة المساحة المغروسة والتي تقارب مليون متر مربع ولقد حصل صراع بين آل تميم وأهل القارة حول الحصون ويظهر أن الخلاف الذي حصل بين الطرفين كان بسبب انتهاء عقد المغارسة والذي قد تكون مدته 50 عاما مما أدى إلى حدوث النزاع والذي تدخلت فيه أطراف أخرى ما بين مؤيد وبين معارض مما جعل المنطقة تعج بالفتن والصراعات الداخلية.
عثمان بن نحيط
اسمه ونسبه:
هو عثمان بن نحيط بن مانع بن عثمان بن عبدالرحمن الحديثي من آل أبو حسين من بني العنبر بن عمرو بن تميم.
مولده ونشأته:
ليس هناك تاريخ دقيق لمولده ويظهر انه ولد في القارة عام 1065هـ تقريبا ونشأ في فترة الصراع التي حدثت بين أهله وبين أهل القرى المجاورة لهم في زمن كانت السيادة فيه للقوي على الضعيف وتوتر العلاقات بين الأقرباء بسبب التنافس على الإمارة وعلى الأملاك ولقد كان جده مانع بن عثمان قد انتزع الحصون من ال تميم لأسباب غير واضحة تماما قد يكون منها انتهاء عقد المغارسة، مما حدا بال تميم طلب النصرة من أمير جلاجل لمساعدتهم في الاستيلاء على الحصون ففي عام 1084هـ وبالتحديد في الرابع عشر من شهر شوال سار إبراهيم بن سليمان بن حماد الدوسري أمير جلاجل وآل تميم واستولوا على الحصون واظهروا منه مانع بن عثمان الحديثي والد كل من سعود ونحيط وقد أدى هذا النزاع إلى مقتل نحيط بن مانع والد عثمان وسيطرة آل تميم على البلد وتولى الإمارة منهم عدوان بن سويلم آل تميم «2».
وفي عام 1086هـ جلا مانع بن عثمان الحديثي وجماعته ومن ضمنهم حفيده عثمان بن نحيط إلى الأحساء والذي تزوج في جلاجل قبل أن ينتقل إلى الأحساء وقد يكون عمره في ذلك الوقت 20 عاماً تقريبا ويظهر انه لما رزق بابنيه مانع وسعود بقيا عند والدتهما في جلاجل وعلى رواية ابن بشر بأنهما قبضا على والدهما بعدما كبرا وأخرجاه بتدبير من صاحب جلاجل كما ذكر حميدان الشويعر قد يكون بسبب كونهما عاشا في جلاجل وتأثرا بأميرها عند رحيل والدهما إلى الأحساء وسوف نتعرض لعلاقة حميدان بعثمان قبل نهاية المقال وان المقصود في شعر حميدان ليس عثمان بن نحيط وقد كان بين آل حديثة وبين آل غرير«3» أمراء الحساء علاقة قوية يدل عليها الروايات الشفوية وقصائد بعض شعراء آل حديثة فيهم وزواج أحد أمراء آل غرير من ميثاء بنت سعود بن مانع الحديثي وعلى ذلك يحتمل أن عثمان بن نحيط قد طلب النصرة منهم على مناوئيه في الحادثة التي وقعت عام 1111هـ.
ولاية عثمان على الحصون
لقد قدم عثمان بن نحيط من الأحساء ومن معه لكي يثأر من مقتل والده ويستولي على الحصون ووجد عونا من آل مدلج أهل التويم حينما استولوا على الحصون في شهر ذي الحجة عام 1111هـ وملكوه بعدما اخرجوا منه آل تميم وولوا فيه عثمان بن نحيط«4».
وكان لعثمان أخ اسمه فايز حصل بينه وبين أخيه عثمان سوء تفاهم فخرج فايز مغاضبا لأخيه ونزل قارة صبحا وكان هذا الخلاف بسبب وشايات الأعداء وتدخلهم في أمورهم فأراد عثمان استرضاء أخيه فأرسل له قصيدة يعتذر فيها فأجابه فايز بمثلها وصلحت الحال بينهما لما عرف كل منهما ما عند الآخر«5» وكان لعثمان بعد توليه إمارة الحصون طموح توسعي حيث استولى فيما يبدو على بلد الجنوبية عام 1114هـ.
ففي تاريخ ابن منقور ذكر في أحداث عام 1114هـ قوله: اخذت عثمان الجنوبية وقتل فايز يظهر أن عثمان وأخاه فايز قد سطوا على بلد الجنوبية ونشب بينهم وبين أهلها قتال أدى إلى قتل أخيه فايز ومع ذلك كان لعثمان السيطرة عليها في النهاية ويظهر أن الذين اعترضوا عثمان في سطوته على الجنوبية هم آل تميم والذين قتل منهم في هذه الحادثة سليمان آل تميم ولما صارت لعثمان السيطرة على الجنوبية ولعدم رضى صاحب جلاجل بسيطرته عليها وخشيته من اتساع ملك عثمان وحيث أن ابنيه قد عاشا في جلاجل فقد تأثرا برأي صاحب جلاجل في عزل والدهما عن الإمارة بالقوة حيث دبر لهما المكيدة وخدعهما في القبض على والدهما كما في رواية ابن بشر.
ولقد حاول صاحب جلاجل وهو من آل بن خميس الاستيلاء على الجنوبية عام 1116هـ وبينما كانت سطوته تنتقل عبر باطن وادي سدير متجهة إلى الجنوبية فإذا بأمير الروضة ماضي بن جاسر يعترض سطوتهم وحصل بينهم قتال قتل فيه من أهل جلاجل عامر بن مبارك «6».
كما ورد في أحد الوثائق الخاصة بمدينة أشيقر«7» ذكر لولاية عثمان بن نحيط على الحصون حيث ولى فيما يظهر من الوثيقة التي تحوي على أسماء عديدة ولى قاضي جلاجل محمد بن عبدالله «8» السويكت علي محمد واخته عويش ولدي أحمد بن عبدالله لقصورهم وكونهم في ولايته زمن ولايته على الحصون.. وكاتب الوثيقة الشيخ المؤرخ أحمد بن محمد المنقور قاضي حوطة سدير ومبدأ الاجارة نهار الثلاثاء 11 جمادى الاخرة سنة 1128هـ «9» ويظهر من قول المنقور زمن ولايته على الحصون انه قد تولى على الحصون ثم لم يعد واليا عليها.
وفاته
لم تتحدد سنة وفاة عثمان بن نحيط باسمه كاملا حسب المصادر التي اطلعت عليها عدا إشارة في تاريخ المنقور في حادثة يظهر منها أن المقصود به عثمان بن نحيط وليس مؤكدا ولكن من خلال إشارة أخرى للمنقور عن عام 1114هـ بقوله «واخذت عثمان الجنوبية.. وشاخ عثمان القعيسا» وقوله في عام 1118هـ «فيها سطوة أم حمار وقتل فيها عثمان وعثمان وابن فوزان» يظهر ان احد العثمانين عثمان بن نحيط والآخر عثمان القعيسا وبذلك يترجح أن عثمان بن نحيط توفي عام 1118هـ.
حميدان الشويعر وابن نحيط
الملاحظ أن ابن بشر أول من نسب شعر حميدان في عثمان بن نحيط وهذا مما يدل على علاقته مع شعراء وقته ومع ما ذكر عن حميدان من كلمات غير لائقة فلعل ذلك مما أحدثه البعض وتقوله على لسان حميدان وإلا لماذا لم نجد أي رد على حميدان ممن تعرض لهم في شعره وان كنت أرى أن بعض مفردات شعر حميدان حصل فيه تحريف ونحل.
قال حميدان الشويعر في ابن نحيط:
يابن نحيط اسمع جواب مهذب
جا من صديق واضح عنوانها
من حارب اباك القدام وقال لك
باصلح انا واياك من صدقانها
تراه عابي لك قليب مهلك
حذراك لا يرميك في صيحانها
عدو جدك من قديم دارس
متجرع بغضاك طول ازمانها
وقد بلغ ابن نحيط مكانة عالية في نفس حميدان مما حدا به بعد أن حل الشيب وكبر سنه في حميدان بأن يثني عليه بقصيدة مطلعها:
بان المشيب ولاح في عرضائي
ونعيت من بعد المشيب صبائي
ونعيت خل كان في ماض مضى
لاحت عليه بوارح الجوزاء
إلى أن قال:
يممتها ابن نحيط كساب الثنا
ورث الشيوخ من أول الدنيا
ولد الحديثي والذي من لابة
ترثه تميم وفروعه العلياء
يابن نحيط الله لي من عيله
خليتهم في الوشم في رجواء
يرجونني وانا ارتجي من خير
والفضل من ندواك في يمنائي
ورد بعض النقاش حول قصيدة حميدان الشويعر في عثمان بن نحيط «10» ومما يجدر الإشارة إليه حول بعض الأحداث التاريخية لابن نحيط ما يلي:
في عام 1141هـ ملك راعي جلاجل محمد بن عبدالله بن إبراهيم الدوسري الحصون وولى فيه ولد ابن نحيط «11».
وفي عام 1165هـ قتل فيها هزاع بن نحيط في بلد الحصون«12».
* هل شعر حميدان في عثمان بن نحيط أم في ابن نحيط آخر؟
1 مادام سند القصيدة يؤكد أنها لحميدان الشويعر فهي في ابن نحيط ولكن ليس في عثمان وذلك لان عثمان متقدم على حميدان والظاهر أن القصيدة فيما أظن أنها في هزاع بن نحيط المتوفى عام 1165هـ كما ذكرنا سابقا والذي يحتمل انه تولى إمارة الحصون عام 1141هـ من قبل راعي جلاجل محمد بن عبدالله بن إبراهيم الدوسري وخاصة ان حميدان قد لاح فيه الشيب أي أن حميدان قد قالها بعدما كبر سنه وحيث أن وفاة حميدان ما بين 1160 هـ و1200 هـ ومتوسط الروايتين عام 1180هـ فهذا يدل على أن الشعر في هزاع وليس في عثمان.
2 كما ان من الدلالات على أن شعر حميدان في هزاع أن هناك قصائد لحميدان في أحداث وقعت عام 1168هـ وعام 1180هـ وذكر محمد بن ماضي المقتول عام 1158هـ وهي أزمان مقاربة لولاية هزاع وغير ذلك من الدلالات التي تحتاج إلى مقال مستقل.
شعر عثمان بن نحيط
ما من شك أن لعثمان قصائد غير القصيدة الوحيدة التي أوردها الأستاذ مبارك العماري في ديوان الإتحاف من شعر الأسلاف ص 319 وكذلك الدكتور سعد الصويان في كتابه «الشعر الشعبي ذائقة الشعب» وسلطة النص ص 543 وعدد أبياتها 59 بيتا.
وقد قال هذه القصيدة لما حصل بينه وبين أخيه فايز سوء تفاهم كما ذكرنا سابقاً وسنشير إلى بعض أبيات هذه القصيدة إشارات خاطفة منها:
في بداية القصيدة يتحدث الشاعر عن ركن من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره وهذا يبين لنا الحالة الدينية للشاعر بعيدا عن التسخط والجزع وانه لا مفر من المصائب ولابد للمرء ان يلجأ إلى الله سبحانه حيث يقول:
ما عن مقادير وال العرش منجاة
من كل حي على الدنيا ومن مات
ما قدر الله من أمر يكون ولا
يمنعك عن ما يشا مولاك شوفات
ثم يتطرق إلى بعض أصناف الناس وان منهم من يصادقك مادمت غنياً وإذا لم يكن له حاجة عندك تركك.
الناس خلان من دامت له النعم
ما هم بأهل هاك لكن أهل هات
ثم يوجه خط السير إلى مقر أخيه في القارة على نهج الشعراء القدماء فيصف الناقة ويصف طريقها من جنوب الحصون حتى يصل إلى مفضى الجويفا. والجويفا شعيب يصب في وادي الفقي يأتي لبلد الجنوبية من جهة الغرب «13» وحدها دار العرينات وهي بلد العطار حيث يقول:
يا ايها المرتحل من فوق منجدل
حمرا جمالية كنه سبرتات
خفاقة الراس تشبه دلو انجذبت
من كف لاقي إلى الجمه مهايات
إلى قوله:
سرها جنوب من المسمى الحصون إلى
دار المناعير يوم الروع وعصات
مفضى الجويفا وما بين القارتين إلى
جزع الفقي حدها دار العرينات
دار لنا كم نحينا الضد لين بقت
ما بية الجال برجاله معفات
وعندما يصل المرسول إلى اخيه فايز يقول:
اختص لي فايز بالقيل وانشده
عن كلمة فيضه ليته مخلات
حيث يبدي له مافي قلبه ويذكر أن القطيعة لم تكن معروفة في أولنا ويستعيذ بالله منها.
ثم يبدي انتسابه إلى عمرو بن تميم ويفخر بهم بقوله:
إلى سنا نور عمرو الجود ننتسب
عليا تميم رقيناها مناصات
ثم يتطرق إلى حاله الآن وكيف تكالب عليهم الاعداء والوشاة وان ماذكر لك يا فايز عني غير صحيح ويتساءل كيف لي أن اقطع يدي اليمنى وهي اشارة إلى اخيه ساعده الأيمن الذي يحتاج إليه عند الضيق والشدة.
ولعثمان سعة اطلاع على التاريخ ويظهر ذلك جليا في ذكره لبعض الحكام الذين أفناهم الدهر ومنهم شيوخ الاجود والذين ملكوا هجرا والخط وبلاد اخرى بعيدة حتى سيقت اليهم الهدايا من بلاد نجد وشيوخ آل عجل وشبيب أبو علي والزير بدر والضياغم أهل سعيدة وغيرهم حيث يقول:
وين السلاطين هل المنشا الكرام على
عسر اليالي واهل بذل المروات
وشيوخ الاجود وين هم بعدما ملكوا
هجر مع الخط وبلاد بعيدات
ماكنهم غربوا بطن النفود ولا
سيقت لهم من حمى نجد الهديات
وين آل عجل ووين غدت ممالكهم
من عقب الاقبال وجموع ورايات
وابو علي شبيب وين دولته
والزير بدر فتى الجودا وشيمات
وين الضياغم أسألك وين وجهوا
أهل سعيدة ووين الناس هيهات
دارت عليهم صروف النايبات وكم
دارت على امثالهم من كل افات
إلى آخر القصيدة.
وبعد.. فهذا ما أردت إيراده حول الشاعر عثمان بن نحيط والله اعلم.
«1» تاريخ مخطوط غير معروف مؤلفه ضمن مجموعة من المخطوطات النجدية.
«2» تاريخ المنقور في أحداث 1084هـ وتاريخ الفاخري في أحداث 1083هـ وقال: وقيل بعدها بسنة، وأحداثا أخرى بعدها.
«3» بعض الروايات الشفوية يذكرون انهم آل عريعر وآل عريعر هم ابناء عريعر بن دجين بن سعدون بن محمد بن غرير حيث ان شهرتهم قد غلبت على سابقيهم.
«4» تاريخ ابن بشر وغيره في أحداث 1111هـ.
«5» تاريخ مقبل الذكير في عام 1111هـ.
«6» تاريخ ابن لعبون وتاريخ الفاخري في أحداث 1116هـ.
«7» العلماء والكتاب في اشيقر جمع وتأليف الأخ عبدالله بن بسام البسيمي ج1 ص77 من آثار علماء اشيقر جمع وإعداد الشاعر سعود بن عبدالرحمن اليوسف ص411.
«8» الشيخ محمد بن عبدالله بن غانم السويكت ولد في اشيقر وتولى قضاء جلاجل راجع علماء نجد خلال ثمانية قرون للشيخ عبدالله البسام ج6ص140.
«9» ورد تاريخ الوثيقة المنقولة من خط الشيخ المنقور سنة 1128هـ وهذا غير صحيح لان الشيخ المنقور توفى عام 1125هـ إلا إن كان مبدأ الإجارة قد حدد مستقبلا في هذا التاريخ.
«10» رئيس التحرير حميدان الشويعر للدكتور عبدالله الفوزان ص 210 وما بعدها.
«11» تاريخ ابن ربيعة في عام 1142هـ وفي ابن بشر عام 1143 إلا انه قال وجعل فيه ابن نحيط اميرا.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved