هي الرواية (التميز) ، هي السرد عندما تكتمل مفاتنه، هي الشعر الذي يتحول إلى قصة ساحرة، هي السماء التي تمطر إبداعا، هي الأرض التي تزهر ياسميناً هي الجمال الحقيقي، الجمال الذي جاء طبيعياً لكاتب طوع موهبته فأطاعه القلم.جمالا تجسد في مشاعر (ناصر) الصادقة وفي عشقة الحقيقي ل(مها).
قرأت (سقف الكفاية) أو سقف الجمال كما أحب أن أسميها قبل عدة اشهر فقط، فأنا لم أكن أعرفها من قبل، وعذري الوحيد هو أنني من خارج السعودية وغير متابعة للصحف أو الإصدارات السعودية وما أقرؤه هو ما يصلني عن طريق الوسطاء: كالأصدقاء أو العاملين في المكتبات.
وبالرغم من أن العمل الأدبي الناجح لا تحده الحدود الجغرافية لبلد ما إلا أننا لا نسمع عن بعض الكتب الناجحة، وهذا الشيء لا يخص (سقف الكفاية) فقط لكنه يصل إلى روايات أخرى روايات رائعة لكتّاب لهم وزنهم في الوسط الأدبي السعودي وما يصلنا نحن البعيدين عن السعودية هو ما تطبّل له بعض التلفزيونات والمجلات والصحف العربية وهو غالبا ما يكون سيئا جداً لكنه يصلنا فنحن نعيش في عصر النشاز سواء أكان في الأغنية أم في القصيدة أم في الرواية أم في الحياة بشكلها العام.
وهناك سؤال يطرح نفسه مع علامة تعجب: لماذا تجد الأعمال السطحية الهابطة من يطبل لها؟ بينما لا تجد الأعمال الجيدة من يتحدث عنها إلا ما يصدر عن بعض النقاد والكتاب الحقيقيين وغالبا ما يكون داخلياً وفي حدود معينة أما الوطن العربي فلا يعرف عنهم شيئاً.
الجواب متشعب وربما يعرفه الجميع ولن أتطرق له هنا لأنني لا أرغب بتشويه مقالة نذرتها (لسقف الكفاية) ولا أرغب الدخول بها في زوايا معتمة ربما تبعد القارئ عن هذا الجو المغطى بحبيبات الرذاذ.
تعرفّت إلى هذه الرواية عن طريق صديق وأخ عزيز أهداني عنوانها واسم كاتبها وتركني لها لتأخذني على جناحيها بعيداً، تأخذني إلى عالم آخر ،عالم لا يوجد به ضجيج وكأنني قد دخلت إلى الواحة دون أن يزاحمني بها أحد، عشت المتعة بكامل تفاصيلها عشتها من (لم) وحتى (مها).
شدني أسلوب الكاتب، شدني تمكنه من اللغة الشعرية، تمكنه من السرد، تمكنه من تحريك الأبطال وتحريك الأحداث، تمكنه من غرس الإحساس بها وببراعة، فالرواية كلها مشاعر وهي تداعبنا منذ الوهلة الأولى، تداعبنا من الداخل وبهدوء تأخذنا من فصل إلى فصل وكأننا نمتطي غيمة بيضاء تجوب بنا سماءها الصافية.
هي رواية تستحق الاحتفاء ويستحق كاتبها أكثر من الثناء، يستحق أن يوضع في المكان المناسب للمبدعين وهذه الدعوة ليست للوسط الثقافي ولكنها للمسئولين فالوسط الثقافي لا يقدر المتميزين أحيانا ولا يهتم بهم.
وقد كتبت هذه المقالة بناء على رغبة سابقة لديّ فبعد قراءتي (سقف الكفاية) قررت أن تكون هي أول ما اكتب عنه عند عودتي لكتابة المقاله وكنت قد توقفت عن الكتابة حينها ولأنني لست بناقدة ولا أحب أن أكون كذلك ولست بارعة في إظهار جماليات الأعمال الأدبية قررت التراجع عن هذا الأمر لكي لا أسيء لها دون قصد وأن أتركها لمن احتفى بها قبلي ولكن لأنني أعشقها ولأن الإنسان بطبعة يتوق إلى التحدث عن الأمور التي يحبها وجدت في داخلي إلحاحا قويا يدفعني بقوة إلى العودة مرة أخرى إليها ووجدتني مرغمة على الكتابة عنها وعذري الوحيد الذي أقدمه للقارئ ولأخي (محمد حسن علوان) هو أنني أحببت (سقف الكفاية) وأحببت التغزل بها.