الأسبوع قبل الماضي شاركنا جمعية الثقافة والفنون احتفاءها بجماعة تعاكض واليوم نحتفي ونسعد بجديد جماعة مكة تشكيلا لمجلس إدارتها وافتتاح صالة معارضها، هذا التجدد والتواجد والمنافسة بين الفنانين من خلال الجماعات والمجموعات التي تجمع شتات الأسرة التشكيلية تعتبر ظاهرة صحية في الساحة التشكيلة عامة وعلى مستوى المناطق، كما أن فيها متنفسا يضفي ويضيف الحماس بين أفراد المجموعة حينما يجد الفنان أن أعماله ونشاطه قد ضمن لها الحضور والانتشار عبر نشاط المجموعة، كما تضمن له الانتماء لإبداعه في حال عدم وضوح الرؤيا في جمعية التشكيليين المرتقبة، المهم هنا هو حال هذه المجموعات، الذي يدفعنا للتساؤلات.. هل حقق كل منها أهدافها..؟ وهل لدى رؤساء تلك الجماعات أهداف غير المعلنة التي تشمل جميع أفرادها وتصب في نهر خدمة الفن التشكيلي..؟ وهل اختلفت الإستراتيجية التي انطلقت بها بعض الجماعات وخرجت عن المتفق عليه عند تأسيسها..؟

تلك التساؤلات مبعثها ما يشاهد في واقع العدد الكبير للمجموعات التشكيلية على الساحة، فأصبحنا نرى جماعة متحجرة لا جديد في معارضها ولا تطور في مستوى أعضائها.. وجماعة سريعة الذوبان لم تدم طويلاً نتيجة لاختلافات داخل منظومتها.. أما ما يمكن الحديث عنها ويتابع عطاءها فهي الجماعة الديناميكية ذات التحرك المرن والتميز المتواصل التي يرى المتابع أنها بالفعل الممثل الحقيقي للجماعة المتكاملة العناصر من خلال ما وضعه أفرادها من هدف حددوا فيه مسارهم نتيجة وعي كبير مدعم بثقافة مشتركة وقناعة في الفكرة واتفاق على سبل التنفيذ.