Culture Magazine Monday  14/05/2007 G Issue 198
تشكيل
الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1428   العدد  198
 

تضم أسماء مهمة على الساحة
مجموعة مكة للفنون التشكيلية تتويج للسابق وتحفيز للجديد

 

 
*إعداد -محمد المنيف:

زفَّ لنا الزميل التشكيلي الناقد أحمد منشي قبل أيام خبرا أسعد كل التشكيليين، هذا الخبر حول افتتاح مجموعة مكة للفنون التشكيلية قاعة عرض خاصة بها. والحقيقة أننا إذا عدنا لهذه المجموعة وما تحمله من جمال في الاسم وبما تشتمل عليه من أسماء مهمة ورائدة وفاعلة على مستوى الساحة مع ما أضيف ويضاف إليها من دماء جديدة شابة وما تحمله من طموح كبير ندرك أننا أمام توجه جديد وجاد في تشكيل جسد الساحة التشكيلية قبل أن يعلن عن جمعية التشكيليين. وهذا التوجه في تشكيل الجماعات خصوصا حينما يكون تشكيلها مدروسا من مختلف الجوانب الثقافية والتقنية بين أفرادها مع ما وضع لها من أهداف وخطط استراتيجية تضمن نجاحها سيجعلها تنقل مع مثيلاتها من المجموعات الأخرى الساحة التشكيلية إلى مرحلة أكثر نضجا ووعيا وقدرة على المنافسة محليا ودوليا، ومن خلال التنافس الحقيقي الذي نحن في حاجة ماسة إليه في ظل وجود بعض المجموعات التي ما زالت تفتقر إلى أقل مقومات التميز أو النجاح المنشود.

دعونا نستعرض رسالة زميلنا الناقد أحمد منشي عضو مجموعة مكة للفنون التشكيلية، ونحتفي جميعا بهذا الإنجاز.

احتفال يليق بالانطلاقة

في جو أسري وبمباركة كافة المدعوين الذين يمثلون شرائح ثقافية متنوعة أعلن عن مجموعة مكة وافتتاح صالتها، حيث حضر الحفل نخبة من الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالفن التشكيلي تقدمهم الفنانون: بكر شيخون، عبدالله نواوي، إبراهيم العرافي، سعيد العلاوي، وسلطان الدليوي. والأدباء: فاروق بنجر، وهشام العايش، وهشام قنديل، ووائل باهي، وسعيد العبلان، وخالد حسن عثمان، وعثمان بكر هوساوي، وعبدالله الجابري، وعدنان مغربي. ولقد أبدى الحضور إعجابهم وتقديرهم للجهود التي بذلتها المجموعة لإنشاء هذا الصرح الثقافي.

تعد صالة العرض أرقى صالة عرض في المنطقة إن لم تكن على المستوى المحلي والإقليمي، من حيث المساحة والتنظيم والتجهيز والإخراج.. إنها مفخرة يفاخر بها التشكيليون بين الأوساط الثقافية والفنية، وقد تم تدشين الموقع بمدينة مكة المكرمة حي الخالدية رقم (1) شارع إسحاق عزوز، وسط احتفالية رائعة رفعت المجموعة من خلالها شعارين، أولهما: إعداد النخبة، وثانيهما رعاية المواهب الإبداعية. وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الفنان إبراهيم العرافي، ثم ألقى رئيس المجموعة الفنان حسن عبدالله عبدالمجيد الكلمة التالية: ليس لي مدخل إخوتي الأكارم سوى أن أقول لكم بكل صدق: احسبوها مؤامرة... احسبوها مغامرة... بكل المقاييس، ولكن ما أجملها من مغامرة من أجل المجتمع... بل ما أجمل أن نرد الدين لكل من الأهل والجار والبلد، سنوات عدة إخوتي الأفاضل سموها ما شئتم... عجاف لا بأس! ولكنها لم تخلُ من التضحية.. ولم تخلُ من المبادرات الصادقة.. لم تخلُ من السؤال الدائم... من أبعد الناس.. ومن أقربهم، متى؟ وأين أنتم.. وهكذا على مدار أكثر من عشرين عاماً مضت.

ثم تلا ذلك كلمة لنائب رئيس المجموعة الفنان يوسف أحمد جاها، جاء فيها ما يلي: يسعدني وزملائي مؤسسي مجموعة مكة التشكيلية أن أرحب بكم في هذا اللقاء التعريفي بحضوركم المتألق وحضور هذه الأمسية في هذه الليلة وهي ترتدي ثوب عرسها، وهي العروس... التي مرت بمراحل مخاض مجهد ومحبط في بعض الأحيان، يعتريه بذرة أمل مشوبة بالحذر والقلق... هكذا كانت البداية وهاجس مرحلة التكوين متقدة بدواخلنا... هكذا كان نضوجها على نار هادئة بعيداً عن الأضواء.

ثم توالت المداخلات حيث شبّه الفنان بكر شيخون إنجاز المجموعة بالنملة وبلورة السكر والشجرة، وهي قصة ترسخ قوة العزيمة والإصرار والتفاني في العمل. كما تحدث الأديب الشاعر الأستاذ فاروق بنجر، نائب رئيس النادي الأدبي بمكة المكرمة، مهنئاً المجموعة بإنجازها، كما وعد بطباعة كتاب يحكي الممارسة التشكيلية بالمملكة ومكة المكرمة على وجه الخصوص. كما هنأ الأستاذ عثمان بكر هوساوي، المدير التنفيذي لدار الأيتام، أعضاء المجموعة، وطالب النخبة بالدعم لضمان الاستمرارية في العطاء. وتحدث الفنان عبدالله نواوي، مهنئاً، وعبّر عن سعادته بتواجد مثل هذه الصالة بمكة الفن والفنانين، وأكد على الدور الفعال للفنان رضا وارس في تشكيل وتكوين هذه المجموعة وإنشاء الصالة الرائعة. وعبر الأستاذ هشام قنديل، مدير صالة أتيليه جدة للفنون التشكيلية، عن سعادته بإنشاء الصالة التي تعد من أرقى الصالات التشكيلية، كما قدم تهنئته للمجموعة على هذا الإنجاز رغم كل الصعوبات والعقبات التي واجهتهم.

فكرة المجموعة

بدأت الفكرة تحديداً منذ عام 1395هـ، حيث كان هذا الحلم يراود مجموعة من خريجي معهد التربية الفنية بالرياض الذين عادوا إلى منطقة مكة المكرمة (أحمد منشي، إبراهيم ردنه، حمزة باجودة، حسن عبدالمجيد، يوسف جاها)، ثم لحق بهم فيما بعد كل من (عبدالرزاق بنجر، احمد فيرق، رضا وارس، منور أزرعي، إبراهيم بوقس)، إلا أن كل تلك الطموحات ارتطمت بالصخر فتلاشت لتعاد الكرة من جديد وسط إصرار وعزيمة المجموعة من خلال كل من الفنان (حسن عبدالمجيد، يوسف جاها، رضا وارس، غازي بغلف، جلال فلمبان، خالد قاروت، نذير ياوز، وهيب إمام)، تمخض عنه الالتزام والتعاهد على مواصلة المشوار حتى النهاية.

تقرر بعد ذلك تسمية المجموعة (بمجموعة مكة التشكيلية)، واتفق الجميع على شعار المجموعة المكون من خمسة مربعات إيحائية تمثل ترجمات تصورية للموهبة والصقل والإلهام والإبداع والمستقبل، كما مثلت الخطوط لغة التوالي التي تصل بالمعنى للحراك الديناميكي الثقافي والبصري معاً في كافة جزيئاتهما، كما يمثل حرف الميم (قلب المجموعة النابض) الدال على منطقة مكة المكرمة.

التعريف بالمجموعة

هي مجموعة ثقافية تعنى بالفنون التشكيلية، تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام، مستقلة مالياً وإدارياً وذات صفة اعتبارية، تعتمد على التمويل الذاتي ودعم الجهات الحكومية ورعاية المؤسسات والشركات.

ووضعت الأهداف التي تشمل كل ما يرتقي للفن التشكيلي في محيط المجموعة ليمتد إلى كل أطراف الوطن.

الجدير ذكره في هذا المقام أن الأجواء والمناخ اللذين هيأهما مهندس الثقافة المحلية د. عبدالعزيز السبيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام، قد رميا بظلالهما على الساحة التشكيلية؛ ما دعا بمجموعة مكة التشكيلية لاستثمارهما على أكمل وجه، وإننا إذ نهنئ أنفسنا بما أنجزته المجموعة نبارك لها خطواتها الحثيثة في سبيل تغيير الأفكار والمفاهيم.

عندما ينسج الخيال الأحلام... وعندما تنفث الرياحين عبيقها... وعندما يكتمل رصف حبات اللؤلؤ في عقد... يكون الحلم جميلاً، وعندما يتحول هذا... وذاك... إلى حقيقة ماثلة للعيان يكون الأجمل وفق كافة المقاييس.

أفعال سبقت الأقوال

هكذا كانت العزيمة والإصرار على بلوغ المرام ديدن فناني مجموعة مكة التشكيلية، أفعال سبقت الأقوال، وعزائم تهد الجبال، حيث قاموا بتحويل حلمهم إلى واقع معاش يحكي أسطورة قد تجاوز عمرها ربع قرن من الزمان بين مد وجذر... وكر... وفر... متجاوزين العقبات والصعوبات الواحدة تلوى الأخرى... مخترقين جدار الصمت الطويل... ليسطروا أولى منجزاتهم بمداد من ذهب مثلت روح الانتماء والوطنية كنوع من الوفاء لبلد العطاء، وفي أطهر بقعة في هذا الكون، منطلق الثقافة البصرية الراقية.

***

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

أحمد طيب منشي -فنان وناقد تشكيلي عضو مجموعة مكة للفنون التشكيلية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة