Culture Magazine Monday  14/05/2007 G Issue 198
تشكيل
الأثنين 27 ,ربيع الثاني 1428   العدد  198
 

وميض
عبدالله الشلتي
عبد الرحمن السليمان

 

 

عبدالله الشلتي هو واحد من الفنانين المتميزين في ساحة مليئة بالأسماء والتجارب والمشاركات، هو ابن بيئته ومكانه (أبها). وهو وإن بدأ مع أنشطة أقيمت في النصف الثاني من السبعينيات الميلادية إلا أنه من الرعيل الأول الذي ظهر وأثّر في أبناء منطقته (عسير).

الشلتي عمل في التعليم بأبها بعد إنهائه دراسته الفنية في معهد التربية الفنية بالرياض، وقُدر له أن درس أو تلقى العديد من أبناء مدينته تعليمهم الفني على يديه، وبالتالي فالأثر الذي تركه في عدد منهم طبيعي مع قدراته الفنية وشخصيته الفنية التي ظهرت مبكراً.. اهتم بالمكان فرسم العديد من مظاهره ومن صوره ومشاهده، لم يعبأ كثيرا بطريقته في الرسم إلا أن تأثيرات انطباعية كانت ظاهرة في أعماله وكان اللون يقوم بوظيفة تعبيرية، كان يعالج لوحته بجرأة وهو يضع مسحاته اللونية على عناصر متنوعة في الغالب لكنه يعود أحيانا إلى شيء من التلخيص الذي يوجهه له الموضوع أو المشهد، فهو قد يعود إلى المنظر الطبيعي المستوحى من البيئة المحلية وبالتالي فإنه يظهر كما يُرى من خلال التمثيل الذي قد يحرص عليه الفنان، وقد كان لهذا التوجه في فترات غير قصيرة من تجربة الشلتي أثره على بعض الفنانين الذين كانوا يتعلمون على يديه في المدارس أو من خلال تواجدهم معه في الأنشطة والمعارض التي تقام سواء في أبها أو خارجها؛ بمعنى أن الفنان ترك أثرا مبكرا في عدد من تلامذته خاصة في رسم الموضوع المحلى وإن سعى البعض للاختلاف عما كان يتناوله، سنجد أيضا بعض مجايليه، قد تأثروا

بشيء من أعماله وصيغه، كان حريصاً في كثير من حواراتي معه على عدم الإشارة إلى ذلك وإن كنت أستشف أنه يدرك ذلك ولا ينكره بتواضع شديد.

تنطلق لوحة الفنان عبدالله الشلتي غالبا من موضوع أو فكرة أو مشهد وهي غالبا تحرك مخيلته إلى معالجة مستحدثة مقابل ما كان يمارسه من تأثير المكان والطبيعة العسيرية وعلى نحو مباشر والتي كانت الذائقة العامة تميل إليها، فهو ينطلق إلى معالجة فنية تختزل الكثير من التفصيلات التي يلغيها من أجل المعالجة التي تحرك مسطح لوحته، فقد لجأ إلى المعالجة بضربات لونية مكثفة يستعيد من خلالها أثراً انطباعياً يختلف عن الانطباعية التي اهتمت باللون. هو استفاد ليخفف شكل المعالجة والتعامل مع اللون وكيفية توظيفه وفق تحقيق الاختلاف الذي ميز لوحته على المستوى المحلي على الأقل، فهو وإن انطلق مثلاً من موضوع مباشر إلا أنه يتحرك معه إلى غياب عناصره أو محدداته إلى أثر المشهد، ولعل أهم الموضوعات التي أسهمت في إطلاق الفنان هذه الصيغة وتميزها هو موضوع الطواف حول الكعبة المشرفة، فقد تناسبت معالجات الفنان لهذا الموضوع مع روحانية المشهد وبالتالي استطاع تأكيد شخصيته أو تعميقها من هذه المنطلقات الروحانية التي كررها في عدد من الأعمال، فمثلاً في مشاركته عن معرض المساجد الثلاثة التي رسم فيها المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى فإن الملاحظ بروز لوحته عن المسجد الحرام والطواف حول الكعبة المشرفة عن مثيلاتها، فهو كان أكثر ألقاً وحرية وانفعالاً مع موضوع الطواف أكثر من غيره، في اللوحتين الأخريين كان أقرب إلى المباشرة أو إلى المماثلة، حيث ظهرت بعض التفصيلات التي كانت تبدو في أعمال أخرى سابقة ظاهرة من أجل، وكما يبدو تقرباً إلى المشاهد أو تقريب الفكرة إليه، قد يكون في ذلك معادلاً لتجريدات الفنان وفق موضوعات محددة أو حتى لمناسبات محددة لكني أراه أكثر تحرراً وتميزاً عندما يتجاوز كل أوجه المباشرة إلى اهتمام بروح المشهد أو روحانيته في مثل أعماله عن الطواف أو حتى في غيرها مما يمكنه من التفاعل مع اللقطة أو الصورة التي يحقق من خلالها معادلاته الفنية.. أرى أن تميز هذا الفنان يكون أكثر وضوحاً في مثل تلك الأعمال التي يهتم فيها بمعالجاته اللونية الظاهرة مثل زخات مطرية، هو بالمناسبة كان يستحق إحدى الجوائز المهمة في مسابقة السفير وإن اختلف مع المحكمين في تصنيفه الواقعي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة