الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 14th June,2004 العدد : 63

الأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

اتجاهات
فواز أبو نيان

فكرة نور.. متى ترى النور؟
لدى الأديب عبدالله نور مشروع طموح يود أن يقدمه خدمة للثقافة ولتستفيد منه الأجيال.. ولكنه بحاجة للدعم من أصحاب المؤسسات الفكرية حتى يرى مشروعه النور بعد أن عمل فيه سنوات، وهو مشروع تعلُّم اللغة العربية ومقارنة حروفها بالظواهر الطبيعية الذي يهتم بشرح وتبسيط قواعد اللغة العربية ويدعو الطالب للتفكير والفهم السريع للغة.
مثل هذا العمل ينبغي أن يجد الاهتمام الكافي والدعم المادي حتى نراه واقعاً يُستفاد منه.. ويُقدر صاحبه الذي يستحق التكريم ويستاهل الوفاء نظير ما قدمه من جهود لخدمة الثقافة في بلادنا.
ثقافة الصوت الواحد
خالف الناقد عبدالله الغذامي آراء معظم الأدباء الذين يرون أن (المتنبي) رمز لايمكن انتقاد شعره.. أو توجيه اتهام له.
كيف.. وهو مالئ الدنيا وشاغل الناس!!
الغذامي وصف شعر (المتنبي) بأنه يعزز الأنا الصارخة والخطاب الكاذب!!
وقال إن المتنبي ونزار قباني صنمان لا يقلان خطورة عن الأصنام السياسية أمثال (صدام حسين) الذي لم ينتج نفسه بل انتجته الثقافة السائدة والنسيج الاجتماعي الذي يسمح لهذه العينات بالوجود.
الغذامي الذي مازال يتلقى أصداء كتابه: (حكاية الحداثة) ويواجه انتقادات عديدة لأنه أغفل ذكر بعض الأحداث أو تجاهل بعض الأسماء الفاعلة في الساحة الأدبية يعرف أن رأيه في شعر المتنبي سيواجه بسلسلة من المقالات الغاضبة ومزيداً من الانتقادات اللاذعة.
رواية تشخِّص الواقع
نحن بحاجة لإبداع حقيقي يصوّر من خلال الرواية والقصة القصيرة ما يعانيه مجتمعنا من إشكاليات تتداخل فيها التقاليد والعادات وتفرض على الإنسان أن يعيش التناقضات.
ورغم أن إفرازات ذلك تزيد المعاناة لأناس كثيرين إلا أن معظم الكتاب تركوا الإبداع.. وهجروا كتابة القصة والرواية واكتفوا بالمعالجة السريعة عبر المقالات التي يغلب عليها الطابع الصحفي.. ويحاول بعض الكتَّاب تمرير القصة عبر العمود الصحفي فتكون النتيجة سيئة لأن مساحة العمود الصغيرة تفرض عليه الاختصار والوقوع في أخطاء عديدة تضطره لكتابة توضيح في عمود آخر!!
أحوال!!
فيما مضى.. كان للكلمة دورها..
ولها احترامها.. وكان تأثيرها كبيراً.. وواسعاً..
لكن هذا الدور تراجع بعد أن غزتنا الفضائيات وعطّلت قدرات كثيرة على التفكير والتأمل. أصبح القارىء سابقاً المشاهد حالياً يتابع ماتبثه تلك القنوات ويهدر وقته فيما لا يفيد تحت مسمى الترفيه.. وبعض هذه القنوات لايقتصر ضررها على إهدار الوقت فهي تمرر بخبث ودهاء أفكاراً ضالة وتزرع الفتن وتروِّجها تحت شعار حرية الرأي وحرية التعبير!!
وفي وسط هذه الفوضى الإعلامية تاهت الكلمة الصادقة.. وفقد البعض البوصلة التي تدله على الطريق الصحيح فاختلطت عليه الأمور.. ولهذا فإن هجر الكتاب والاتجاه إلى (الريموت كنترول) هو تعبير عن اللامبالاة التي يعيشها إنسان اليوم.
وقد صدق الدكتور أسامة عبدالرحمن حين قال:
إن الإنسان العربي لم يعد يحترم الكلمة، أو لم يعد يتأثر بها، أو لم يعد يلقي لها بالاً في أغلب الأحوال!!
آفة الأدب!!
ذات مرة سُئلت غادة السمان:
هل تدخنين؟
فقالت: أنا مشغولة بتدخين نفسي!!
وأحد الأدباء سأله صديقه.. لماذا لا تدخن؟!
فقال الأديب: كفى بالأدب آفة، ولا يحتاج أن أضيف له آفة أخرى!!
وأحمد العرفج كتب عن معاناة الأدباء مقالة تستحق أن تُقرأ بعناية.
وعبدالله الجعيثن ألَّف كتاباً بعنوان (أدباء في ضائقات مالية)، استعرض خلاله حكاية الأدباء الذين يضيئون الكون وهم يحترقون!!
لكن لماذا اختار الأدباء هذا الطريق رغم المعاناة؟!
يقول جبرا إبراهيم جبرا: الكتابة إذا ما تخلت عن تمنُّعها وانصاعت للقلم متعة لا تعادلها متعة أخرى.
أشجار.. وأحبار
كان الشاعر العراقي عدنان الصائغ في منفاه.. يفتح النافذة كل يوم ويطل على حديقة فيها شجرة كبيرة.. ظل يتأمل أوراقها وأغصانها.. وكأنه يتتبع دورة الحبر في حياته.. وقد كتب قصيدة صوَّر فيها معاناته:
لم يكن في جيوبي
قلم ولا ورق ولا بطاقة انتساب
كأني حرف
والعصافير نقاط
والغصون سطور
والشجر المهسهس في الريح أوراق
والغابة الكتاب
مأساة تُخفي أخرى!!
يرى الناقد المعروف سعد البازعي أن توظيف النظرية في النص الأدبي هو قصة مأساة ثقافية مازلنا نعيشها.. ولكنها جزء من مأساة أكبر!!
البازعي سُئل عن بحث المنتديات الثقافية عن الضوء..
فقال: لا يأتي الضوء لمن لا يفتح النوافذ!!
وأخيراً..
(بحار الأمل.. لا تجف أبداً).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved