الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 14th June,2004 العدد : 63

الأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

أبو العلا.. مسؤول.. إعلامي.. رجل علاقات!!
خالد محمد الحسيني

بحكم العمل الصحفي التقينا مع الأستاذ الكريم الأديب والشاعر «علي أبو العلا» الذي تقلد العديد من المناصب المتقدمة على مدى سنوات طويلة وقد عرفت الأستاذ «أبو العلا» عند أول عمل لي في الصحافة في 1397هـ عندما كنت ممثلاً للبلاد في مكة المكرمة، وكان سكرتيراً للجنة الحج المركزية والعليا وكنا نقوم بتغطية اجتماعات اللجنة في عهد إمارة سمو الأمير فواز بن عبدالعزيز وسمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله وكان الأستاذ علي مصدراً للأخبار للصحفيين سواء أخبار لجنة الحج أو أخبار الإمارة، وكان إعلامياً يتحدث عن الاجتماع وكأنه يقرأ من ورقة أمامه، ومرت الأيام وكثرت لقاءاتنا بالأستاذ «أبو العلا» وعرفنا فيه مثالاً للرجل السمح الطيب حتى بعد أن أصبح وكيلاً مساعداً لإمارة منطقة مكة المكرمة، وتقلد أبو العلا العديد من المناصب بعد تقاعده عن العمل الحكومي إذ أصبح رئيساً لمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية إلى جانب اهتماماته الأدبية التي لن أتحدث عنها لعدم إلمامي بالشعر الأدبي.
وأتذكر أنني أجريت معه حديثاً صحفياً في صحيفة الرياض عندما كنت مديراً لمكتبها في مكة المكرمة وكان ذلك في حوالي عام 1406هـ (لم ينشر للأسف) وعرفت منه أنه كان أول رئيس لبلدية جدة وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في تلك الفترة وزيراً للداخلية، وشاهدت صورة الملك فهد مع «أبو العلا» في أحد ميادين جدة.
وفي السنوات الأخيرة تفرغ أبو العلا للأدب بعد أن ترك الوظائف الحكومية والعمل في المؤسسات وافتتح ملتقى أدبياً أسبوعياً في منزله في مكة سمي (منتدى أبو العلا)، وكان صاحب المسمى زميلنا الصحفي المعروف الأستاذ فوزي خياط نائب رئيس تحرير الندوة سابقاً، وكان أبو العلا يستقبل ضيوفه تسبقه ابتسامته المعروفة ويعمل هو وأبناؤه على راحتهم واستضاف العديد من الأدباء والمسؤولين في منتداه وحقيقة كان أبو العلا وما زال رجل علاقات متميزاً يرتبط بالعديد من العلاقات مع الناس، حتى بعد أن غادر المنصب لأسباب طبية، لاحترامه للناس.
ومما أذكره له أنه كان صاحب القصيدة الشهيرة التي ألقاها أمام الملك خالد رحمه الله في حدائق الزاهر في مكة في الحفل الذي أقامه أهالي مكة له وتضمنت مطلب الأهالي بإنشاء جامعة في مكة، وصدر في حينه أمر الملك خالد، أعلن في الحفل بإنشاء الجامعة بعد أن كانت الكليات الموجودة في مكة ترتبط أكاديمياً وإدارياً بجامعة الملك عبدالعزيز رغم أنها أول كليات في المملكة والتي بدأت بكلية الشريعة عام 1373هـ وكلما سنحت الفرصة للالتقاء بالأستاذ علي أسمع منه الجديد والمفيد من المعلومات معتمداً على خبرته ودراسته الطويلة بالحياة، ولقد عرفت عن علي أبو العلا أمراً مهماً جداً وهو الصبر على المصائب، فقد مُني بفقد اثنين من أبنائه إلا أنه احتسب وصبر نسأل الله أن يكتب له الأجر.
واليوم والأستاذ الكبير علي حسن أبو العلا يعاني من مرضه منذ عدة شهور نسأل الله له الصحة والعافية والشفاء وأن يعود إلى أصدقائه وأبنائه وعارفي فضله، وأن يجعل ذلك في موازين حسناته ويمده بعونه من عنده، وحري بنا نحن أبناء مكة المكرمة أن نعتز بمثل الأستاذ (أبو العلا) الذي أحب مكة وخدم مكة وأعطاها جهده وشبابه وقدم كل ذلك بنفس صافية وإخلاص يعرفه الناس.. كل الناس.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved